سجلت المرأة الجزائرية حضورها في صناعة تاريخ الجزائر بمختلف مراحله،بمساهمتها الفعالة،حيث خلدت لنا قائمة طويلة من الأسماء العظيمة،التي كانت وما تزال مثالا للشجاعة والبطولة والتضحية،بما قدمته من صبر وتحمل ومثابرة ومقاومة،مقاومة الخوف،القهر،الجوع،العدو،والجهل... وأبلت البلاء الحسن ماديا ومعنويا خلال الثورة التحريرية الكبرى - التي نحتفل بعيدها الستين هذه السنة- مربية، مسبلة،فدائية، ممرضة ومجاهدة إلى جانب أخيها الرجل، فكانت نعم السند ونعم العون،فجاء النصر وجاء الاستقلال.وبقيت المرأة الجزائرية وفيّة لنضالها ولوطنها،مستكملة مشوارها في معركة التشييد بمختلف ميادينها، وعبّرت عن حضورها الدائم في مختلف المجالات،وكان لحضورها في ميدان الإبداع الأدبي طابع متميز. والأديبة الجزائرية – بدورها- لم تكن بمنأى عن تلك الموجة النقدية العالمية؛إذ مع بداية السبعينات من القرن العشرين بدأ يتصاعد نوع من الاهتمام بأدب المرأة إبداعا ونقدا.. حيث ظهرت مصطلحات كثيرة :أدب الأنثى.. المرأة والأدب.. الأدب الأنثوي.. الأدب النسوي.. الأدب النسائي.. مصطلحات ومفاهيم متعددة تبرز المكانة التي يحتلها هذا النوع من الكتابة على الساحة النقدية،بعدما أخذت المواكبة النقدية تستوعب هذا النتاج الأدبي،مع بحث مفاهيم وطروحات ساهمت في إغناء الحركة النقدية النسائية عبر كشفها عن العلامات التي تمنح كتابة المرأة ملامحها الخاصة،وإنّ سبب ازدهار فكرة الأدب النسائي يعود بالدرجة الأولى إلى عمل البعض على تحجيم دور الكاتبات وإبعادهن عن أخذ الدور والمكانة الطبيعية التي يستحققنها، واعتبار أدبهن أدبا خاصا يراعي نموذجا واحدا وهو النظرة الأنثوية وطريقة معالجتها للأشياء من ناحية، وإلباسها صورة المدافعة عن حقوق المرأة من ناحية أخرىالكتابة ترتبط ارتباطا وثيقا بذاتية المرأة الكاتبة التي تتحدث عن نفسها أكثر من أي موضوع آخر سواء تعلق الأمر بالشعر أو بالنثر،وذلك بعيدا عن الصراحة وباعتماد لغة التشاؤم والسواد الذي يعكس دائما صورة المرأة الضحية والمضطهدة والمغلوبة على أمرها؛ فتكون نهايتها حسب تلك الكتابات، مأساوية بسبب ضغوطات المجتمع والبيت والرجل،وهو الشريك الذي يكون غالبا موضوع الرواية أو القصيدة التي تكتسي،حسب محدثنا،الطابع الذاتي وتنم عن معاناة المرأة التي تبحث لها عن متنفس من خلال الكتابة؛ فتتحول الكتابة من مجرد نص نثري أو شعري إلى سلاح ضد مجتمع مليء بالضغوطات والقيود التي يعتبر الرجل أهمها .وبالرغم من هذا، فإن المرأة الكاتبة تخلصت نوعا ما من بعض القيود، خاصة في السنوات الأخيرة؛ حيث أصبحت تحتل مراكز هامة في جميع المجالات مقارنة بما مضى.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/03/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زهرة برياح
المصدر : www.eldjoumhouria.dz