يمكن مشاهدتها دون منظار أو تلسكوب
همرات الشهب تسقط على الأرض من السماء...
ف. هـ
يُنتظر أن يعيش الفلكيون وهواة السهر ليلا على ضوء النجوم خاصة في هذه الليالي من شهر أوت الجاري للتمتع بمشاهدة همرات البرشاويات (Perséides) وهي شهب تتهاوى علينا من السماء بالعشرات كسهام خاطفة ولماعة كأنها قادمة من كوكبة الفرساوس (حامل رأس الغول) كما انها ستشهد ذروتها ما بين 10 إلى 13 أوت من كل سنة حيث يمكن متابعة نحو 100 شهابا في الدقيقة.
وذكر بيان صادر عن جمعية البوزجاني لعلم الفلك أنه بدون الحاجة إلى منظار أو تلسكوب يكفينا لمتابعة هذا المشهد السماوي الرائـع التحلي بدقـة الانتباه والملاحظة بالعين المجـردة وبكثير من الصـبر مع إختيار موقع رصد مناسب يستحسن أن يكون بعـيدا عن الأضـواء الكاشفة.. مع الاستلقاء على الظهـر أو أريكة بحر طويلة مع التوجه نحو الشمال الشرقي يحدث أن ينهمر عدد كبير من الشهب في الجو وقد يستمر ذلك فترة تطول أو تقصر ويقدر عدد ما يتهاوى منها بأكثر من 4 ألاف شهاب في الساعة الواحدة وقبل أن يعرف الناس سر حدوث تلك الهمرات فإنّ رعبا شديدا كان يسيطر عليهم إذ كانوا يظنون بأن نجوم السماء تنقض بإتجاه الأرض وبعد دراسة العلماء لهذه الظاهرة تبين أنها ناتجة عن بلوغ الأرض على مدارها حول الشمس منطقة تخلى فيها أحد المذنبات عن جزء من مركبات ذيله التي تتألف من أجرام صغيرة هشة وأن دخول تلك الأجرام على التوالي جو الأرض هو الذي يسبب حدوث تلك الهمرات.
وأشار بيان الجمعية ـ الذي حمل توقيع رئيسها جمال فهيس ـ إلى أن معظـم الشهب يتألف من أجرام صلبة صغيرة الحجم بعضها ذات تركيب معدني يغلب عليه الحديد وبعضها الأخر صخري معدني وكلها ناتجة عن فتات الكويكبات والنيازك.
ويتراوح حجم الشهاب بين 0.5 سم وعدة سنتيمترات ولا يدعى ذلك الجرم شهابا إلا بعد أن يدخـل الغلاف الغـازي الأرضي ويحترق فيه بالكامل ساحبا وراءه خطا من النور الوهاج ومخلفا بعده في الجو رمادا دقيقا بعضه يهبط ببطء نحو سطح الأرض حيث يدوم شريط النـور الذي يتركه الشهاب خلفه مدة ثانية أو عدة ثوان وذلك حسب حجم الشهاب ومدى صلابة جرمه وتسارعه كما يبقى بعضه معلقا لفترة في الفضـاء مع بقية الجزيئات الدقيقة السابحة فيه ثم لا يلبث أن يهبط هو الآخر إلى سطح الأرض كغبـار دقيق أو مع قطرات المطر مؤلفا النوى الدقيقة التي يتكاثف حولها بخار الماء في الجو ليتحول إلى قطرات. تقـدر سرعة الشهاب قبل دخوله جو الأرض بحـوالي 40 كم/سا وبعد دخوله ذلك الغلاف تتزايد سرعته لتتراوح بين 180 و260 كم/سا وهذا ما يجعل درجة الحرارة الناتجة عن احتكاكه بجو الأرض تصل 1700 م° وهي كافية لاحتراقه.
يبدأ إحتراق معظم الشهب وهي على إرتفاع 120 كم عن سطح الأرض وينتهي عند ارتفاع 90 كم عنه. ونادرا ما يصل ويرتطم الحجر بسطح الأرض ويسمى حينها نيزكا تنتج عنه فوهة نيزكية.
وحسب ما ورد في ذات البيان فإنه في الطبعة الثانية عشرة لهذه السنة ستقوم الجمعية العلمية الفلكية البوزجـاني برصد ومتابعة هذه الهمرات ليلا وتوضيحها للجمهـور والزوار مع رصد ليلي للنجوم والكواكب سعيا منها لنشـر الثقافة العلمية والفلكية وسط الجمهور .
امضاء/ جمال فـهـيـس
رئيس الجمعية وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
تاريخ الإضافة : 07/08/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php