الجزائر

هم في حاجة للدعم المعنوي في آخر مراحل حياتهم تجاهل كبار السن يزيد في تدهور قدراتهم العقلية



هم في حاجة للدعم المعنوي في آخر مراحل حياتهم              تجاهل كبار السن يزيد في تدهور قدراتهم العقلية
أثبتت بعض الدراسات أن كبار السن الذين يمارسون مستوى أعلى من النشاط والتواصل الاجتماعي، يظهرون مستويات أقل بكثير في وتيرة تدهور القدرات الذهنية والعقلية، ما يؤكد الأهمية البالغة للمعاملة التي يتلقاها آباؤنا وأجدادنا، والتي تنعكس على الوضع الصحي والنفسي الذي يطبع آخر مراحل حياتهم.كبار السن هم قناديل البيوت التي نستمد منها الكثير من المفاهيم التي غيبتها الحياة المعاصرة عن يومياتنا، فهم يلعبون دورا أساسيا ورئيسيا في توجيهنا وإرشادنا. كما أنهم ملجأنا من قسوة الوالدين علينا في بعض الأحيان، وإن وصلوا إلى مرحلة جد متقدمة من العمر وفقدوا هيبتهم تحت وطأة المرض فمن حقهم علينا معاملة رحيمة لرد الجميل. وعلى هذا الأساس يعتبر الأخصائيون الإجتماعيون رعاية كبار السن مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الجميع لتحقيق الترابط الاجتماعي، وخلق جو من التكاتف الأسري داخل المجتمع والأسرة، وحث شرائح المجتمع على التواصل مع فئة كبار السن وبرهم وتقديم الدعم المعنوي لهم، والعمل على فتح قنوات التواصل بين الأجيال الجديدة من الشباب لنشر الوعي بحقوق المسن، وضرورة دمجهم في المجتمع من خلال المشاركة في مختلف البرامج.. الشبان يجدون صعوبة في التواصل معهميمتنع الكثيرون عن الجلوس مع المسن أوالحديث معه لفترة طويلة؛ نظراً لجهلهم لغة التواصل مع الذين يعانون أمراض الشيخوخة التي تؤثر في قوة الحواس لديهم، سواء كان السمع والنظر واللفظ. فهذه حياة، على سبيل المثال، تقول في الموضوع: "لا أقوى على التواصل مع جدتي فهي تخرج الكلمات بطريقة غير واضحة ومفهومة عندي ما يدفعني إلى التقليل من الزيارة، أوالحديث مطولاً معها". في حين تضيف السيدة لامية، أنه لا بد أن يتحلى المرء بالصبر والتريث في التعاطي مع المسن، الذي يحتاج في هذه المرحلة العمرية إلى أذن صاغية، ومزيد من الاهتمام والرعاية.من جهته، يضيف السيد جمال أن كبار السن يحبون الاجتماع مع بعضهم، لأنهم لا يجدون الاهتمام من طرف الجيل الجديد الذي أصبح يعتبر الحديث إليهم يتطلب فك العديد من الرموز والشفرات اللغوية.المسن يحتاج اهتماما معنويا أكثر من المادييعتقد الكثيرون أن المسن يحتاج فقط إلى الأكل والشرب والعناية الصحية ويتجاهلون النفسية منها، والتي تؤثر عليهم بصفة كبيرة. فيما يلح علماء النفس على معاملتهم بطريقة خاصة.. يتعلق الأمر بالجلوس بالقرب منهم والنظر إليهم بانتباه وتركيز، رفع الصوت معهم أثناء الحديث، ومحاولة تغير صيغة السؤال في حال وجد عدم استيعاب المسن للاستفسار المطروح، والحديث معه بطريقة بطيئة، حيث تخرج الألفاظ واضحة من الفرد إلى المسن، واستخدام الإيماءات والإشارات أثناء الحديث، والحوار بود مع المسن مع وضع اليد على كتفيه أو يده بين فترة أخرى، منحه إحساساً بأهمية المواضيع التي يطرحها، من خلال مناقشته وتجاذب أطراف الحديث معه، دون الخروج من الموضوع بطريقة فجائية إلى موضوع آخر.  كما أنه من المستحسن التطرق إلى المواضيع التي تجدها تلقى استحساناً عند المسن الذي ينطلق في الحديث عنها دون توقف، كالعودة بذاكرته إلى الماضي والإبحار في ظروف حياتهم والمواقف الطريفة والمؤثرة التي تجلت أحداثها في تلك الحقبة الزمنية، ما يمنح المسن قوة التعاطي مع الموضوع بمزيد من المتعة والشوق إلى تلك اللحظات التي ظلت حبيسة الذاكرة. كما لا بد أن تكون الجلسة مع المسن مفعمة بالمرح والضحك، الأمر الذي ينقشع عنده الضيق والإحباط الذي قد يتسلل إلى نفسية المسن ويجدد فيه الثقة والقدرة على التعاطي مع الآخرين. .. وطاعتهم واجب دينيمن جهة أخرى، فديننا الحنيف يدعونا دائماً، كل يوم وحين، إلى رعاية كبار السن والنظر في احتياجاتهم، حيث حثنا الرسول علية الصلاة والسلام على احترام كبارنا وأن نرحم صغارنا. فدعوتنا هي إلى الذين غيبوا دور آبائهم، وتركوهم خلف جدران مغلقة منعزلين لا يخالطوهم، غير آبهين باحتياجاتهم النفسية، ورغبتهم في أن نمنحهم قدراً من الأهمية، بوجودهم بيننا، فلا يمكن أن نوصد الأبواب عليهم، ونهمش دورهم ووجودهم بيننا، فقط لعجزهم. فنقول لكل من عق والديه وكل من أعرض عنهم.. إنه سيشرب من الكأس نفسها!دباري فيروز
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)