هل يوجد لله تعالى أولياء حقاً على الأرض؟ وهل يخصّهم الله بكرامات؟

أولياء الله هم كل مَن آمن به سبحانه وتعالى واتّقاه واتّبَع رسوله صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: ''إلاَ إنّ أولياءَ اللهِ لا خوفٌ عليهِم ولا هُم يحزَنون'' يونس62، ثمّ بيّنهم بقوله ''الّذين آمنوا وكانوا يتّقون'' فصلت.18 وقال جلّ جلاله ''إنّما وليُّكم الله ورسولُه والّذين آمنوا الّذين يُقيمون الصّلاة ويُؤتون الزّكاة وهُم راكعون × ومَن يَتَوَلَّ اللهَ ورسولَهُ والّذين آمنُوا فإنّ حِزْبَ اللهِ هُم الغالِبُون'' المائدة.55 ـ 56 وقال تعالى ''اللهُ وَلِيُّ الّذين آمنوا يُخْرِجُهُم مِن الظُّلُمات إلى النُّور والّذين كفرُوا أولياؤُهُمُ الطّاغوت يُخرِجُونَهُم مِنَ النُّور إلى الظُّلُمات'' البقرة.257 وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنّما أوليائي المُتّقون'' رواه احمد وغيره وهو حديث صحيح. ثمّ إنّ كرامات أصحاب الصخرة وأصحاب الكهف وكنِداء عمر لسارية وهو على المنبر فبلغه وهو بالشام، وككتابته إلى نيل مصر فجري، وكصلاة أبي مسلم الخولاني في النّار الّتي أوقدها له الأسود العنسي، وكخيل العلاء بن الحضرمي الّتي خاض بها البحر في غزو الروم... وغير ذلك ممّا وقع الكثير منهم في زمن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبعده إلى يوم القيامة، وكلّها في الحقيقة معجزات للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لأنّهم إمّا نالوا ذلك بمتبعته، فإن حدث شيء من الخوارق لغير متّبع للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فهي فتنة وشعوذة، كما قال الشافعي رحمه الله: ''إذا رأيتُم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تصدّقوه ولا تغتروا به حتّى تعلموا متابعته للرّسول صلّى الله عليه وسلّم''.