الجزائر

هل ينجح الغرب في إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب؟ زاوية حرة



الحرب العالمية على سوريا هي بشكل أو بآخر حرب على حزب الله، ولكن بشكل أكثر وضوحا هي على سوريا بالدرجة الأولى المعلنة، فمنذ أكثر من عام وإسرائيل تضغط في اتجاه تحميل حزب الله مسؤولية تفجير وقع في بلغاريا، فقد أبلغت في هذا الصدد الدول الأوروبية ما وصفته بالأدلة ”على تورط حزب الله في تفجير بورغاس هذا” في الوقت الذي تعلن فيه بلغاريا أنها لم تصل إلى مثل هذه النتائج والأدلة المقنعة، أما الدول الأوروبية فإنها بالرغم من الضغوط الإسرائيلية لم تتمكن من إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب لرفض كل من إيطاليا وإيرلندا وإيسلاندا ومالطا وتردد فرنسا وبريطانيا وفي البلاد العربية فإن الحلف الذي أشرفت جامعة نبيل العربي على تشكيله لتأييد المعارضة المسلحة السورية فإنه يرمي بثقله في هذا الإتجاه، وعلى رأسه السعودية صاحبة القرار في تيار المستقبل اللبناني الذي يناضل من أجل منع حزب الله من المشاركة في الحكومة اللبنانية المقبلة حتى ولو حرم نفسه من المشاركة فيها - أي علي وعلى أعدائي يارب - وهذا ما رفضته فرنسا التي قبلت بانضمام حزب الله إلى الحكومة، وتيار المستقبل اللبناني يؤيد وبحماس إدراج حزب الله في قائمة الإرهاب، وهنا تظهر التناقضات فالدول العربية أو معظمها وخاصة تلك التي تقيم علاقات مع إسرائيل بشكل أو بآخر تقف إلى جانب إسرائيل وبعض الدول الأوروبية في الضغط في الإتجاه الذي تدافع عنه إسرائيل وتتبناه بحجة أن حزب الله قد دخل الحرب في سوريا، في حين تتجاهل دخول ما يزيد عن خمسين ألف ”جهادي” مدعمين بالمال العربي والسعودي والتسليح الأمريكي والإعلان عن طلب تجنيد ”مجاهدين” جدد عن طريق تقديم مختلف الإغراءات والضغوطات كما يحصل بالنسبة لليمنيين المقيمين في جزيرة العرب ودول الخليج، والمهم هنا هو أن الحقيقة تكمن في التحالفات الأوروبية العربية الإسرائيلية لإسقاط النظام في سوريا والقضاء على كل مظاهر المقاومة، والأمور باتت واضحة وضوح الشمس وهذا ما يرى فيه المراقبون جانبا مظلما مكفهرا تجاه الحرب في سوريا، بمعنى أن المحاولات قائمة على قدم وساق لإطالة أمد الحرب في سوريا أما ما يعانيه السوريون في منفاهم وبيوتهم وأرزاقهم وأمنهم فهذا ما لا يهم أحدا من النافخين في كير الحرب والمشعلين لنار أتونها، والمهم في النهاية هو ضمان المصالح الأوروبية وأمن إسرائيل، وهذه هي الحقيقة التي باتت ظاهرة دون غموض أو إبهام، فهل يتدبر العرب أمورهم ويعقدون النية على محاولة فهم مصالحهم المستقبلية في معزل عن مصالح الخصوم والأعداء المتربصين بنا الدوائر ؟ هذا ما لا نتوقعه لأن فاقد الشيء لا يعطيه والعرب في غالبيتهم فاقدون للشرعية وبالتالي فاقدون لحرية التحرك وحرية أخذ واستقلالية القرار أو حق المبادرة على الأقل، كان الله في عوننا وعون السوريين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)