الجزائر

هل يمكن التأسيس ل"علم" يختصّ ب"الأزمة"؟!



"التأزم الحضاري" مسألة "انتقال" وليس دراسة "أزمة"
كانت ندوة مميّزة تلك التي عقدها "المنتدى الثقافي الجزائري" مؤخرا، واختار لها موضوع: "التأزم الحضاري: نحو علم للأزمة"، ليكون عنوانا يشتغل عليه المحاضر الدكتور سعد البازعي، الأستاذ بجامعة الملك سعود بالرّياض (المملكة العربية السعودية)، وتنشطها الدكتورة شفيقة وعيل، الأستاذة الجزائرية بالجامعة الأمريكية ببيروت (لبنان)، بإشراف الدّكتور عبد الله العشي، الأستاذ بجامعة الحاج لخضر، بمدينة باتنة الجزائرية، بحضور نخبة كبيرة من الأساتذة والمفكرين جزائريين وعربا.
طرح الدكتور سعد البازعي إشكالية "التأزّم الحضاري"، وهي غايةٌ في الدّقة بتشعّب مراميها ومخرجاتها، وغايةٌ في التعقيد بالنظر إلى تعدّد الحقول المعرفية التي تتقاطع في البحث عن تحليلها، إضافة إلى أنّها إشكالية غايةٌ في الأهميّة، حرّكت طموح البازعي إلى التأسيس لحقل معرفي جديد يطرح "سؤال الأزمة"، ويحاول أن يلملم شتات المعارف السابقة، وينتقل بها من مستوى "التفكير" المجرّد، إلى مستوى البحث العملي، خاصة وأن "سؤال الأزمة"– كما يرى البازعي – لم يحظ بما يمنحه القدرة على وضع الأسس والنّظريات، وتحديد المفاهيم والمصطلحات، ليكون علما قائما بذاته، ولقد أوضح البازعي بأنّ انشغاله الرئيسي، حاليا، ينصبّ على «تطوير أطروحة لعلم الأزمة»، ولهذا ربط إشكالية "التأزم الحضاري" بأفق التأسيس للحقل المعرفي الجديد، ووسم العنوان ب «نحو علم للأزمة»، من أجل الدلالة على أن هذا العلم يمكن أن يتشكل بفضل ما تراكم من أعمال المفكرين غربيين ومشارقة؛ فالبحث في الأزمة – يقول البازعي – يمكنّنا من فهم أفضل للحضارة المعاصرة؛ ذلك أنّ دراسة حالات التّأزم التي مرّت بها الحضارة المهيمنة، «تسمح لنا بفهمها والتّعرف عليها من الدّاخل»، وهو ما يتيح لنا «فهم المشكلات التي تنجم عندنا، نتيجة للصلة القوية التي تربطنا بها، خاصة ونحن نستعير منها يوميا مفاهيم وأفكار وفلسفات وأطروحات نتأثر بها، ومن ضمن ما نتأثر به هذه التأزمات»، فيكون المقتضى «التخلي عن الإعجاب والانبهار والنظر إليها (إلى الحضارة المهيمنة) على أنّها جهد انساني عظيم لديه مشاكله التي ينبغي أن تحظى بالدراسة».
نحو "علم الأزمة"..
فصل الدكتور سعد البازعي من البداية بين ما يعرف حاليا ب«علم إدارة الأزمات"، وما يقصد إليه من "علم الأزمة"، ف«إدارة الأزمات" «مبحث عملي براغماتي يعني بالبحث عن الحلول لمشكلات آنية طارئة (وهو يمثّل) قضية مهمة، مطروحة باستمرار، نتيجة لما تواجه الحياة من مشكلات وحروب كوارث طبيعية وحروب (استدعت) نشأة هذا المبحث، (لتحديد) كيفية التعامل معها»، بينما يختصّ "علم الأزمة" – يقول البازعي - «بدراسة الأزمات على مستوى الثقافة والحضارة»، وهو «ينقلنا إلى مجالات مختلفة تتصل بالفكر بالأدب والفنون وتتصل برؤى الانسان سواء عبّر عنها في الفلسفة أو العلوم المختلفة».
واعتبر البازعي، عالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران (Edgar Morin)، رائدا في التّوجيه إلى تأسيس علم الأزمة ودراسة "التأزم الحضاري"، فهو أوّل من دعا إلى تأسيس علم يعنى بدراسة الأزمات، في مقاله الشهير (Pour Une Crisologie) الذي نشره بمجلة (Communication) عام 1976، وأعيد نشره عام 2012؛ ذلك أن موران مؤمن ب «ضرورة مراجعة مفهوم التّقدم عند فلاسفة الأنوار؛ لأن تاريخ الحضارة ليس دائما تاريخ تقدم بالمعنى الشائع.. أي التّحسن والوصول إلى الأفضل» وأضاف قائلا: إن «حركة الحضارة مملوءة بالانتكاسات (...) وما نعده إنجازا، يكون أحيانا تراجعا أو انتكاسا، وهذه الأمور أكثر تركيبية مما تبدو عليه لأول وهلة».
وتحدّث البازعي بإكبار عن المرحوم عبد الوهاب المسيري الذي وجّهه إلى هذا المبحث، وبيّن له ضرورة النّظر في التأزم والتأزيم بالحضارة الغربية، وقال له بالحرف الواحد: «ينبغي أن ننشئ علما لدراسة الأزمات التي تلمّ بالحضارات المعاصرة»، فكانت هذه الكلمات محفّزا للباحث كي يطّلع على كثير من الأعمال في الموضوع، بينها عمل زيغموند باومن (State of Crises)، ولويس دو بري الذي عنيّ بمفهوم "أزمة الحضارة الغربية" واعتبر أنّها "فقدت" أو "ضيّعت المتعالي" (الترنسندالي)، فوجد الانتكاسة فيما اعتبره الآخرون تطوّرا وتقدّما، تماما مثل رؤية إيدموند هوسرل ل«أزمة العلوم الأوروبية" – يقول البازعي – بما هي "لحظة انتكاسة أو اختناق، ولم تكن حالة تطور"، ومثلهما الشاعر الفرنسي بول فاليري الذي أصدر مقالا موسوما بعنوان: "أزمة العقل الأوروبي"، ونحا فيه منحى دو بري وهوسرل، ليشرح "الانهيار الذي حدث نتيجة الحرب العالمية الأولى التي هزت قناعات الناس بأن أوروبا تسير إلى الأحسن"، كما تحدّث البازعي عن كتاب (انهيار الحضارة الغربية) لأوسفالد شبينغلر (Oswald Spengler) واعتبره التّصور الأكثر اكتئابا، لأن صاحبه لم ير إمكانية لتحسّن أو تطور، وإنما رأى انهيارا تاما، ووصفه بأنّه تبنى الرؤية الخلدونية القائلة بأنّ الحضارات تصل إلى مرحلة تنحدر فيها..
وفي المقابل، قدّم البازعي طروحات بول هازار (Paul Hazard) في كتاب "أزمة الوعي الأوروبي"، وتُرجم كذلك إلى "أزمة الضمير الأوروبي" (La Crise de La Conscience Européenne 1680-1715)، وذهب فيه إلى أن "الأزمة ليست انتكاسة (...)كانت حركة تمرد، خلخلت الواقع الأوروبي، وأوجدت أزمة بالمعنى الإيجابي وليس بالمعنى السلبي الذي نجده عند هوسرل"، كما أشار المحاضر إلى "تكرار" كلمة "أزمة" وتواترها في الكتابات عبر التاريخ، ومن هنا، رأى البازعي ضرورة الوقوف عند "مفهوم الأزمة" وسماتها وتعريفها، والتّفكير فيها من الجانب المفهومي، أو الجانب الظاهراتي، وهو ما يسمح ب «بناء معرفة تختلف عن دراسة حالات نسميها أزمات، وهي طبعا جديرة بالدراسة».
ولقد شرح البازعي منهجية تعامل إدغار موران مع "مفهوم الأزمة"، فعاد به إلى أصوله الأولى في اللاتينية، ووصفها بأنّها تعبّر عن «حالة تفحّص أو حالة حرجة لا يُعرف إلى أين تتجه» أو نقصد بها إلى وصف حالة من «تنامي الفوضى» أو أنها في بعض حالاتها «تستعمل لتسمية ما لا يمكن تسميته، وهي تحيل في النتيجة إلى فجوة مزدوجة.. فجوة في معرفتنا، وهي في صلب مصطلح الأزمة، وفجوة في الواقع الاجتماعي نفسه حيث تظهر الأزمة»، كما عرّج المحاضر على تعريف باومن الذي يرى "الأزمة"«حالة فقدان الرؤية (...) عندما نقول أزمة في الحياة العامة، نتحدث عن حالة من عدم اليقين» إضافة إلى تعريفات أخرى، فيها من يرجّح سلبية المفهوم، ومن يراه إيجابيا، محفّزا على التّقدم، كي يخلص إلى التعبير عن رغبته في وضع أسس ما يسمّيه "علم الأزمة" من أجل فهم الآخر من الدّاخل، وبالتّالي، فهم المشكلات التي يمكن أن تنجم بحاضنتنا بحكم الصّلات التي تجمعها بالحضارة المهيمنة.
الطموح والواقع..
واضح أن طموح الدكتور البازعي إلى التأسيس ل«علم" يختصّ ب«الأزمة" مشروع، بل هو يعبّر عن انشغال محمود بحال الأمّة، ورغبة في إيلائها بالأفضل، ولكن، هل يمكن فعلا تحقيق هذا الطموح؟!
نعتقد بأن هذا السؤال كان شاغلا رئيسيا للنقاش الذي شهدته ندوة المنتدى الثقافي الجزائري، ولقد أعجبنا بثلاث مداخلات غاية في الأهميّة، أولها مداخلة الدكتورة شفيقة وعيل التي سجّلت أن "الأزمة" «تبقى قضية نسبية شائكة، بل هي أيضا تاريخيّة متحولة متغيرة»، واستخلصت من عرض البازعي لآراء المفكرين، أن "الأزمة"، إنّما تحيل إلى «أوضاع وظروف مختلفة باختلاف الإكراهات والاشتراطات الظّرفية، وهو ما يغيّر مفهوم الأزمة في ذاته»، ولهذا قدّرت أن التعامل مع "الأزمة" بعلم واضح الأسس قد يكون بعيدا المنال، خاصة وأن انزلاق المفهوم لا يتيح «حصره ولا التعامل معه إجرائيا»؛ وتساءلت إن لم يكن الأولى الحديث عن ««فلسفة للأزمة" تسمح بتناول المفهوم في إطار فلسفي عام بحيث تتحوّل إلى رؤية كونية»، عوضا عن البحث عن تقنين مفهوم متفلّت، لا يكاد يمنح التعريف نفسه مع كلّ تجلّ له.
ولم تختلف القراءة في المداخلة الثانية، وهي للدكتور عبد العشّي الذي أشار إلى أن «التاريخ يكاد يكون تاريخ أزمات، إلى درجة جعلت كثيرين يتناولون مسألة الأزمة وسقوط الحضارات»، غير أن جميع من حلّلوا وقدّموا توصيفات الأحداث «لم يتمكنوا من التّوصل إلى مفهوم واحد يحدد الأزمة»، وقال الدكتور العشّي موضّحا: «لو سألت عن الأزمة التي يعاني منها العالم الإسلامي، لتلقيت جوابين اثنين، الأول يردّ الأزمة إلى"التخلي عن الدين"، بينما يردّها الثاني إلى"التشبث بالدين"، وهذا ما يعني أن الوصول إلى تعريف دقيق لمفهوم للأزمة،صعب»، مؤكدا أن "مفهوم الأزمة" لا يختلف عن مفاهيم مثل "الحضارة" و«الثقافة" و«الهويّة"، وهي كلّها «مفاهيم متحوّلة، أو كينونات منفتحة»، لينتهي إلى القول: «تبين لي من خلال الحديث، أن الأمر لا يتعلق ب«الحضارة" كمفهوم تتجمع فيه الثقافات والقيم والأخلاقيات والفنون وغيرها، إنما هو النظام الغربي المعاصر.. النظام السياسي والاقتصادي والإعلامي الذي تتبناه كتلة معينة من البشرية، وتحاول أن تفرضه على العالم، ف "الأزمة" التي يتحدث عنها المفكرون الذين عرض أفكارهم البازعي، هي أزمة النظام الغربي المعاصر».
وجاءت مداخلة الدكتورة آمنة بلعلى، لتتساءل عن الجدوى من "صياغة علم لأزمات الآخر"، خاصة وأن «سياقات الأزمة في الغرب تختلف اختلافا بيّنا عن سياقات الأزمات التي عاشها ويعيشها المسلمون الآن، فأزمة الغرب ناتجة عن سياقات بنيوية داخلية، بينما أزمات المسلمين خارجية، ناتجة عن الغرب نفسه»، وأشارت الدكتورة بلعلى إلى أن "العلم" يشتغل على إيجاد قوانين يمكن تعميمها، ومادامت أزمات الغرب مختلفة عن أزماتنا، كيف يمكن أن نتوصل إلى الحلول؟!، أليس ينبغي أن نشتغل على أزماتنا، ونبحث عن أسبابها؟ وهل ننتظر "علم الأزمات" كي نفهم أزماتنا ونجد لها الحلول؟!
ولقد حاول الدكتور البازعي أن يتجاوز مختلف الصعوبات التي عرضها عليه الدكاترة شفيقة وعيل، عبد الله العشّي وآمنة بلعلى، غير أنّه اعترف– في ردّه على الدكتورة وعيل - أن مسألة العلموية في مسعاه «قد لا تتحقق، وقد لا تكون ضرورية فعلا، بل قد نكتشف، في النهاية، أنه مبحث يدخل ضمن إطار علم اجتماع المعرفة، أو أي إطار آخر»، ومع هذا، أشار إلى «الحاجة إلى لغة نوظفها للحديث في الموضوع، وعندما نقول لغة نحتاج إلى مفاهيم ونظريات ومناهج للبحث في هذا المجال لكي نخلق معرفة، سواء أسميناها علما أو شيئا آخر، فالمهم هو أن نمعن النظر فيما يحدث.. طبيعته أشكاله مؤثراته، (ويقصد في النهاية إلى) معرفة الوضع الإنساني».
وتراجع الدكتور البازعي، في ردّه على الدكتور العشّي، فاعتبر أن قضيّته متعلقة ب«تشخيص الأزمة وليس بتعريفها"، مع أن "العلم" مقتضاه تعريفات محدّدة كي يتمكّن من "التصنيف"، غير أن البازعي تذرّع بصعوبة الوصول إلى اليقين في العلوم الإنسانية، فهو يظل نسبيا، «وينبغي أن نقنع بنسبة معينة من اليقين حتى نؤسس للمعرفة» يقول البازعي، لكنه لم يتعرّض إلى أن الحكم النسبي يتعلق ب«الأزمة الواحدة" في ذاتها، وليس بقوانين عامة تمس مفهوم الأزمة في شموله، ولم تختلف الحال في ردّه على الدكتورة بلعلّى، حيث اكتفى بالحديث عن ضرورة التعرف على الآخر، بحكم أنّنا نتأثر به.
سؤال الأزمة..
حينما نتحدث عن "سؤال الأزمة"، فنحن نقصد إلى مقابله (Penser la Crise)، وليس سؤالا بعينه نقصد إلى تفكيكه، ولعلّ يكون واضحا أن الأسئلة المنهجية التي طرحها الدّكاترة وعيل، العشّي وبلعلى، حصيفة كلّها، إذ لا يمكن وضع قانون يشمل جميع تمظهرات "الأزمة" وتجلياتها، غير أن الدكتور البازعي تعامل معها على أنّها واقع "يتكرّر"، ولهذا وصفها ب«الظاهرة"، غير أن "الأزمة" إن تكرّرت، فهي لا يمكن أن تبلغ مستوى "الظاهرة" التي تخضع للتقنين؛ ذلك لأن "التاريخ" لا يعيد نفسه، وإن تشابهت الظروف، ولو أن التاريخ يعيد نفسه – كما يقول الدكتور عبد العزيز المقالح في جريدة الخليج السعودية - «لكانت الحياة قد تجمدت عند فصل واحد من فصولها الزمنية التي لا تشبه فصول السنوات وثبات تحولاتها ومناخاتها»، ثم إن أطروحة إدغار موران، الموسومة بعنوان: "نحو علم للأزمة"، تتضمّن كثيرا من المفارقات، بينها ما لاحظه جان فيليب بويو (Jean-Philippe Bouilloud) الذي وجد أنّ أطروحة موران «تلغي، بشكل ما، أهم المميّزات التي تختص بها "الأزمة"، وهي "القطيعة" و«الفجاءة"»، ولم يختلف طرح بويو عمّا ذهب إليه عبد الله العشي، وشفيقة وعيل وآمنة بلعلى، بل إنه ذهب إلى أنّ مفهوم الأزمة في ذاته لن يصبح مجديا إذا نظرنا إليه - على سبيل المثال - في الأسواق المالية وما يعتريها من تغيّرات مفاجئة، وتطوّرات سريعة؛ فهذه حولت القطائع التي تحدثها الأزمات إلى أشياء عادية جدا، وأضاف يقول: «في حداثتنا، "قتلت" التعقيدات "الأزمة"، أو – على أقلّ تقدير – جعلتها طبيعية في عالم يتطوّر باستمرار»؛ ولهذا وسم مقاله بمجلة Communication بعنوان: "De la crisologie à la risquologie"، ليقترب من إدارة الأزمات، ويتجاوز طرح موران، وفوق هذا، فإن بول هازار نفسه، لا ينفي عن "الأزمة" أنها "سريعة ومفاجئة".
خلاصة القول..
قد يختلف الطرح قليلا حين يتعلق الأمر بما هو انساني، بعيدا عن الكيانات السياسية التي تكون انتقالاتها – كما هي العادة – واضحة للعيان، إذ هناك نوع آخر من الانتقالات أطلقنا عليه اسم "الانتقال النّاعم"، وهذا لا يختلف عن "الانتقال" كثيرا، فهو يقترن بمسار التّاريخ حتما، وهو "ديمومة تاريخيّة" ترافق تطوّر الحضارة البشرية، بل ترافق الانسان في مختلف أطوار حياته من الطّفولة إلى الشّيخوخة. غير أنّ مفهوم "القطيعة" في انتقال الكيانات السّياسيّة، ليس هو نفس المفهوم في "الكيانات" الأدبيّة؛ وكذلك الحال مع مفهوم "الأزمة" الذي يحمل متغيّرات أخرى حين نبتعد ب«الانتقال" عن ساحات الحراك السياسيّ، ومجالات العمل الاقتصاديّ، وإن كانت المجالات كلها مترابطة بطريقة معقّدة؛ ف«الأزمة" قد تكون "حاجة اجتماعيّة أو فرديّة ملحّة" تنتج علاقات جديدة «تتكوّن لا شعوريّا أو عن قصد، لتشبع رغبات الأفراد وحاجاتهم المرتبطة بالتّعامل النّاجح»، فالحاجات - كما حدّدها رالف لينتون - سواء كانت "استجابة عاطفية" أو حاجة إلى "الخبرة الجديدة" أو حاجة إلى "الأمن"، يمكن أن تنتج "النّظام" تلقائيّا، وتمدّ الأفراد بالمبادئ العامة التي يجب أن تقوم عليها المعاملات؛ ومن هنا يمكن أن نصف انتقال البشريّة من "الصّيد" إلى "الزّراعة" بأنه "انتقال ناعم" لا تتمثّل "الأزمة" فيه بنفس الملامح التي تتمثّل بها في الانتقالات السّياسيّة.
بقي الاعتراف بأنّ جهود المنتدى الثقافي الجزائري، في إثراء ساحة الفكر والأدب والثقافة بالجزائر والعالم العربي، جديرةٌ بالتنويه، حقيقةٌ بالإكبار والتبجيل، فهو المنتدى الوحيد الذي حافظ على انتظام ندواته منذ تأسيسه، وهو المنتدى الوحيد الذي يطرح ما يستحق المتابعة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)