نعترف أنه المدير الأول الذي أصدر مجلة ثقافية غنية ومتنوعة، ساهمت في التعريف بالمركز الثقافي الجزائري وبأسماء أدبية وفنية وفكرية جديدة وقديمة تستحق التكريم والتشجيع. في العدد السادس كرّم ياسمينة خضرة؛ في مجلة “كليلة” الفصلية عددا غير قليل من الأدباء والكتّاب من الجنسين وكان على رأسهم الكاتب الصحفي الرياضي السابق والروائي الموهوب الصاعد حميد قرين؛ صاحب جائزة المكتبات الجزائرية لعام 2009 ومحرر الافتتاحية التي مجّد فيها صديقه خضرة؛ الذي قال عنه “إنه لشرف كبير وصعب أن أتحدث عن الأدب الجزائري في مجلة يديرها أحسن كاتب جزائري”.
في ركن مساهمات أدبية - وبعد أن قدمت عدة مسرحيين في العدد الخامس - عرفت مجلة “كليلة” بكل من حميد قرين وجمال معطي وفاطمة بكاي وفايزة قن وليندا نوال تباني علواش ومراد جبل ووهيبة خياري، إلى جانب الأسماء الفنية والفكرية الأخرى؛ التي نشطت الندوات والعروض الفنية المختلفة، مثل فرقة ياناس.. عبد الرحمان قبي .. لوناس خلوي .. كمال الحراشي .. مراد منصر .. جيلالي قديد .. بهجة رحال ..المصورة فريدة حماق ..توفيق عمروش ..محمد يبدري ..الروائي أنور مالك ..المؤرخ بن يامين سطورا، صاحب كتابي “لغز ديغول ...خياره الجزائري” و”التاريخ السياسي للهجرة العمالية الجزائرية” والسينمائي مالك بن اسماعيل مخرج فيلم “الصين بعيدة أكثر”. ولأن باريس احتفلت بألبير كامو في إطار سنة تكريمه المواكبة لذكرى رحيله الخمسين ..كان لا بد أن يقوم بالشيء نفسه خضرة، الذي خرج من معطف ابن بلكور صاحب رائعة الغريب. وتضمّنت فقرات تكريم كامو، الذي تغيّب عنه كاتب هذه السطور بسبب سفر قاهر وليس من باب المقاطعة الإيديولوجية، كما يمكن أن يتصور المتزمتون “الكاميّون”، برنامج زيارات لمدن جزائرية وفرنسية تحت إشراف نادي كامو المتوسطي وتوقيع كتاب “ستيفان بابي” الصادر عن دار كوتوبا؛ تحت عنوان “كامو حب جزائري” وعرض الشريط الوثائقي “تراجيديا السعادة” للكاتب الشهير جان دنيال رفيق درب الراحل كامو وابن البليدة ورئيس تحرير مجلة “نوفال أوبزرفاتور” والمخرج جوال كالميت وقراءات أدبية مختارة من أعمال كامو، قدّمها ممثلنا الكبير سيد أحمد أقومي، المتخصص في هذا النوع من الاحتفاليات بحكم موهبته المسرحية المتعددة الأوجه. وإذا كنا من الإعلاميين الذين لا يخلطون بين ماهيتيّ الإبداع والإيديولوجية عند كامو وخضرة بغض النظر عن مدى وهامش اتفاقنا أو اختلافنا مع أفكار ومواقف الاثنين من الثورة الجزائرية أو الإرهاب أو قضايا أخرى، فإن اعترافنا بإبداع كامو، الذي تنبّأ بانحراف الثورة الجزائرية بعد الاستقلال وفضّل بقاءها في الركب الفرنسي؛ كما كتب دنيال في عدد مجلته الخاص بتكريم كامو وبشرعية لفتة خضرة حيال مثله الروائي الأعلى، إلى جانب جون شتاينبك وسيلين.. فإننا لا نفهم لماذا يستمر خضرة في تهميش كتّاب جزائريين معربين مثل المدراء الذين سبقوه باسم لغة فولتير، الذي يحتضن المركز التابع لبلد غطت فيه اللغة العربية على الفرنسية إعلاميًا وأدبيًا وتعليميًا خلال الأعوام الأخيرة. وإذا كان خضرة لا يقرأ الصحافة الجزائرية التي تعاديه، كما قال لي أكثر من مرة، فإنني لا أتردّد في طلب خدمة من بعض أصدقائه المعرّبين أو مزدوجي اللغة لنقل هذه الرسالة .. متى تكرّم وطار الذي يلفظ أنفاسه على بعد كيلومترات من المركز الثقافي الجزائري وبقطاش وخلاّص اللّذين لم يروّجان لمقولة حزب فرنسا، كما قلت عن وطار تطبيقا لالتزامك بفتح الباب لكل الجزائريين الجديرين بالتعريف والتكريم بغض النظر عن اللغة التي يكتبون بها، ناهيك عن قولك إنك لست ضد اللغة العربية التي عشقتها منذ صغرك وبدأت الكتابة بها، قبل أن يكرهك فيها أحد أساتذتها.
يكتبها من باريس: بوعلام رمضاني
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/02/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com