هل يطيح البعير بمرسي

ثورة أخرى في مصر، و كر وفر جديد في ميدان التحرير بالقاهرة ذكرتنا بما حدث أثناء الانتفاضة والثورة على نظام مبارك وعصبته، بسبب واقعة الجمل التي حكم فيها القضاء ببراءة كل المتهمين، وهو ما أشعل فتيل حرب كر وفر في ميدان التحرير بين الإخوان المؤيدين لمرسي الذين التحقوا بالثورة في الربع ساعة الأخير وبين شباب الثورة الذين كانوا وقودها وكانوا أول من اكتوى بها بينما حصدت الجماعة الغلة، وركبت الموجة التي وضعتها على سدة الحكم في مصر، والظاهر أن " البعير" الذي أطاح بمبارك نفسه الذي سيطيح بمرسي، إن لم يستدرك النظام الجديد نفسه ويستبق الأحداث، فما حدث يوم الجمعة في ميدان التحرير كان بمثابة حرب حقيقية بين أبناء الشعب المصري، وبغض النظر عن الأسباب التي جعلت المحكمة تحكم بالبراءة على أصحاب الجمل، فإن الفتنة التي خلفها هذا الحكم هي فعلا أشد من القتل، لأنها عمقت الخلاف العميق أصلا، وحتى وان تمت إعادة محاكمة أصحاب " البعير" ستكون مهزلة لأن الحكاية ستصبح طعنا في حكم العدالة، والقضاء المعروف عنه بعض الاستقلالية لن يسكت طبعا، وربما يخرج حتى أهل القضاة والمحامين والنواب العامين وغيرهم في بلاد مصر إلى ميدان التحرير وتدخل مصر في " حيص بيص" وكل هذا بسبب " البعير" الذي من عجائب الزمان خرج سالما غانما .