لا أدري إن كان الوزير الأول عبد المالك سلال يعيد مشاهدة خطاباته التي يلقيها في التجمعات، مثل خطابه الأخير أمام النساء في سطيف، في آخر يوم من الحملة التي قادتها الحكومة لتشجيع المواطنين على التصويت، وتحدي هاجس المقاطعة الذي أرقها؟كتب أحدهم على صفحته بالفايسبوك “لماذا لا يصنعوا النكت حول سلال وخرجاته؟”.لكن الوزير الأول قطع الطريق على الجميع، فهو من يصنع النكتة ويضحك عليها.“دير روحك مهبول تشبع كسور” على حد المثل العامي، لكن سلال وعدنا بالعكس، فها هو بعدما طلب من السطايفية تكركر راجلها، أي تسحبه وتجبره ليذهب إلى الصندوق والتصويت في انتخابات أرعبت السلطة وأخرجت الوزير الأول في حملة يجوب البلاد، يقول لنا من ولاية المدية “زيدوا شدوا الحزام أكثر”، وهو الذي كان يصول ويجول ويوزع المشاريع والأمنيات.خرجات سلال هذه تذكرني بقصة عمر والعجوز، التي لم تجد ما تسد به رمق أطفالها فتلجأ إلى وضع حجارة في القدر توهمهم بأنها تعد الطعام فينامون دون أكل. فالرجل مجبر على لعب دورين، دور الوزير الأول ودور الرئيس، وهي مهمة ثقيلة في زمن الأزمة، وقطع الوعود أو التراجع عنها ليس من صلاحياته، لكنه مجبر على ملء الفراغ، ليس بوضع حجارة في القدر حتى ينام الجياع، وإنما بصنع النكتة لنضحك، وننسى الأهم.نعم لسنا جياعا مثل أطفال عجوز عمر، والخبز المدعم يملأ مزابل الجزائريين، لكن هناك جوع من صنف آخر، لا يريدنا الوزير الأول أن نلتفت إليه، جوع في المدرسة، جوع في قصور العدالة، وفي البرلمان الذي لم يعد يمثل شيئا سوى أصحاب المال الفاسد، والدينار الذي بلغ الحضيض، وجوع العقول أخطر من جوع البطون، جوع لا أعتقد أن نكت سلال ستسكته طويلا.أشفق أحيانا على الرجل، وأحيانا كثيرة لا أضحك على نكته التي تعجز أن تغطي على الوجه البشع للواقع الذي نعيشه هذه الأيام.
تاريخ الإضافة : 01/05/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com