الجزائر

هل يصمد تحالف الإسلاميين أمام إغراء البرلمان ؟



هل يصمد تحالف الإسلاميين أمام إغراء البرلمان ؟
زعامة القوائم الانتخابية.. قنبلة موقوتة*** التخلي عن الأطماع الشخصية شرط أساسي لاستمرار الوحدة لتجنب سيناريو 2012الحديث عن تحالف الأحزاب الإسلامية أصبح حديث العام والخاص لكنه في نفس الوقت زرع بعض المخاوف من عدم الصمود عندما تنطلق مرحلة إعداد القوائم الانتخابية وزعامتها التي كانت في السابق سببا مباشرا في تفرقتها كما حدث خلال تشريعيات 2012 أين تبادل قيادييها التهم فيما بينهم واختاروا الشرذمة عوض الوحدة لتعارض مصالحهم وهو ما يدفعنا للتساؤل: هل سيتكرر نفس السيناريو في التشريعيات و يذوب تحالف الإسلاميين أمام قوة إغراء وبريق البرلمان ؟.. أم سينجح التحالف الاندماجي؟تحالف التيار الإسلامي لم يثر مخاوف المتتبعين للشأن السياسي واعتبره الكثير باللاحدث لأنهم تعوّدوا سيناريو التفرقة في آخر لحظة بسبب المصالح الضيقة حيث عاد الفرقاء إلى البيت الواحد بتحالف كل من النهضة وجبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني وبتحالف جبهة التغير وحركة مجتمع السلم هذا التحالف الذي يسعى زعماؤه إلى أن يكون تحالف اندماجي ويضم مختلف التيارات الإسلامية قد تعيق التشريعيات المزمع إجراؤها في ربيع 2017 تحقيقه لأنه لحد الساعة لم تظهر نواياه هل هو تنسيق انتخابي أم بداية توحد للتيار تحت زعامة واحدة في الوقت الذي يرى البعض أنه الخطوة الصحيحة لبعث الحراك السياسي من جديد حتى وإن كان التوقيت غير مناسب لأنه كان لابد من دراسة الخطوة جيدا واستبدال فكرة الزعيم بفكرة الرمز الذي لابد أن يلتف الجميع حوله لأفكاره ومبادئه كما كان التيار الإسلامي قبل رحيل الشيخ محفوظ نحناح. فراد: اندماج الإسلاميين ظاهرة إيجابية تتحقق بالتخلي عن الزعامة وفي هذا الصدد رأى الناشط السياسي محمد أرزقي فراد في تصريح خصّ به أخبار اليوم أن ما حدث ليس تحالف بل اندماج هو ظاهرة إيجابية لأنه عادة عندما تخرج الدول من النظام الاستبدادي إلى النظام الديمقراطي وهو ما حققناه على المدى وليس بعد عشية وضحاها عادة في البداية تكون أحزاب كثيرة ثم تبدأ شيئا في الاندماج حسب المنطلقات الإيديولجية الخاصة بها وهي تجربة عاشتها إسبانيا بعد موت الملك فرانكو أين ظهر 15 حزبا ثم اندمجت عبر السنوات لتنتهي في المطاف إلى 05 تيارات فقط وما تعيشه الساحة السياسية الجزائرية هو حراك طبيعي في الاتجاه الصحيح لهذا فالأطياف التي لديها نفس المنطلقات من الأحسن أن تلتقي في حزب واحد وفي البداية من الطبيعي أن تكون زعامات رغم أن فكرة الزعيم تتنافى مع الديمقراطية لكن بالممارسة أصحاب الذهنية الزعماتية بدأوا يقتنعون بوجوب إعطاء الصلاحيات للمؤسسات وليس للأشخاص هذا من جهة ومن جهة أخرى فدعاة الديمقراطية أصبحوا مقتنعين بضرورة وجود رمز وليس زعيم لدى فلابد من التخلي عن فكرة الزعامة من اجل احترام صلاحيات الحزب وعلى الشباب أن يدركوا بأن أي حزب سياسيي يحتاج إلى رمز وليس على زعيم يقضي على الحرية فلذلك البحث عن الرمز لا يزال مستمرا لدى مختلف تشكيلات التيار الإسلامي مشددا على أنه شيء إيجابي نحو ظهور جيل جديد من الأحزاب يلتف حول الأفكار وليس حول الزعيم.وبخصوص مدى نجاح هذا التحالف الاندماجي وصموده أمام التشريعيات المقبلة وإغراءاتها أكد الباحث والأستاذ الجامعي أن الإنسان يتعلم من التجربة وأن الخطأ شرط أساسي للنجاح وما حدث سابقا من تفرقة خلال تشريعيات 2012 هو تجربة سيستفيدون من أخطائها حتى لا تتكرر مجددا أن ما يحدث هو اندماج حيث اكتشفت جبهة التغيير خطئها بانشقاقها عن الحزب الأم حمس وقررت العودة ونفس الشيء الذي حدث مع حزب جاب الله العدالة والتنمية أين اندمج مع النهضة وحركة البناء الوطني موضحا أن توحد الأطياف المتقاربة في الأطروحة هو خطوة صحيحة لا نقاش فيها.بن خلاف: الزعامة لم تفرق الإسلاميين بل اختلاف الرؤى من جهته نفى القيادي في حزب جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف أن تكون الزعامة والقوائم الانتخابية سبب فشل تحالف التيارات الإسلامية وتحقيق الوحدة خلال التشريعيات السابقة بل السبب الرئيسي هو اختلاف الرؤى المرتبطة بالخط السياسي وخيار المشاركة من عدمها في دواليب الحكم غير أن الممارسة السياسية المستمرة لهذه الأحزاب هيأت الظروف لتصبح أكثر ملائمة لتحقيق تحالف استراتيجي مستقبلي يحقق الاندماج الحقيقي بين الإسلاميين في الجزائر.وأكد بن خلاف في تصريحات سابقة أن نقطة الخلاف بين فصائل التيار الإسلامي بعد الانفتاح السياسي ترتبط بالأساس بالخط السياسي حيث هناك من اعتمد خيار المشاركة في دواليب السلطة ومؤسسات الدولة خاصة بعد توقيف المسار الانتخابي وهناك من اختار عدم المشاركة على غرار كل التنظيمات السياسية التي قادها الشيخ جاب الله والتي ترى أن هذه المؤسسات تفتقد للشرعية ولذلك لا جدوى من المشاركة فيها رافضا التسليم بكون صراع الزعامات هو الذي كسر أحلام ومساعي الوحدة والتكتل بين تشكيلات التيار الإسلامي مبرزا أهمية التجربة التي خاضتها أحزاب تكتل الجزائر الخضراء بمناسبة الانتخابات التشريعية الماضية رغم أن الأمر لم يوسع إلى أحزاب أخرى.قانون الانتخابات.. هل يكون حجر عثرة في وجه التحالف؟ وفي الشق الآخر يرى بعض المتتبعين أن الوحدة والتحالف سيبقيان شعار إلى أن تضع حرب القوائم الانتخابية أوزارها خاصة وأن قياديين بارزين عشّشوا في قبة زيغود يوسف لأكثر من عهدتين ومن الصعب جدا التخلي عن مكانتهم فضلا على أن حمس بحكم موقعها في الساحة والعدد الكبير لمناضليها لن ترضى بالمرتبة الثانية وهو ما جعل رئيسها عبد الرزاق مقري يرمي كرة الفصل في التحالف مع التغيير من عدمه إلى مرمى رؤساء الولايات وقياديه الذين يعتبرون أقوى من نظرائهم في جبهة التغيير حيث يرون أن تشريعيات 2017 ستفتت الوحدة عوض أن تزيدها قوة وهو ما يجعل من إمكانية التوجه لقوائم حرة واردة جدا وقد يعجل ذلك الاصطدام بنسبة 4 بالمائة التي جاء بها قانون الانتخابات الجديد بالرغم من أن بعض القياديين يمنون أنفسهم بدخول التيار الإسلامي طورا جديدا من التشكل وإعادة الانتشار لتكون سنة 2017 عام التحوّل وتقوية للتيار وتغير كبير في الساحة السياسية لاسيما بعد أن لاحت بوادر ذلك هذا الرأي تعمل عليه قيادة التحالف الإندماجي النهضة-العدالة والتنمية التي تأمل في انضمام التحالف الأول لتصبح المعادلة تتلخص في تحالف واحد يضم أربع أو خمس أحزاب إسلامية يمكن أن تأخذ حصة أكبر من المقاعد في مبنى زيغود يوسف رغم أن هناك من يشكك في ذلك ولذلك فإن هذه التكتلات مصيرها النهائي سيُفصل فيه بمجرد إعلان وزارة الداخلية لنتائج الانتخابات التشريعية.ب. حنان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)