الجزائر

هل يتحقق حلم السلام والتعايش ؟



شعوب العالم بحاجة الى التقارب والامن والسلام والعيش المشترك والتعاون بعيدا عن العزلة والحرب والعداوة لكن هناك فرق شاسع بين الاماني والنوايا الحسنة والصراع والتنافس من اجل الهيمنة والسيطرة واستعمال القوة لتحقيق المصالح والانفاق على السلاح والجيوش للغزو أو صد العدوان في ظل علاقات دولية متوترة يسودها التوجس والخوف من الآخرلقد أكد ميثاق الامم المتحدة الصادر في جوان 1945 على حل النزاعات بالمفاضات والوساطة والتحكيم وجاء في ديباجته (( نحن شعوب الامم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الاجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الانسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف )) في إشارة الى الحربين العالميتين الاولى والثانية واكد الميثاق على العيش في سلام وحسن الجوار وحفظ الامن والسلام وتوحيد الجهود لتحقيق تلك الاهداف النبيلة ثم صدر الاعلان العالمي لحقوق الانسان في 10ديسمبر 1948معلنا ان الكرامة والحقوق المتساوية الثابتة أساس الحرية والعدل والسلام في العالم وان جميع الناس يولدون احرارا متساوين في الكرامة والحقوق ولكل شخص حق التنقل والجنسية والتماس ملجأ في بلدان أخرى هربا من الاضطهاد ولكن شتان بين النصوص والمواثيق والواقع الذي تفرضه سياسة الدول داخليا وخارجيا وقد انحل التحالف الذي كان قائما إبان الحرب العالمية الثانية وانقسم العالم الى معسكر راسمالي غربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ومعسكر شرقي اشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي السابق الذي فرض على دول اوربا الشرقية التابعة له العزلة والرقابة الصارمة وصفها ونستون تشرشل بالستار الحديدي وبدأ سباق التسلح في إطار الحرب الباردة وبدأ الاستقطاب والحرب بالوكالة وإقامة جدار برلين سنة 1961لعزل المانية الشرقية عن الغرب وأزمة الصواريخ في كوبا واحتلال السوفيات افغانستان والانقلابات والحروب الاهلية في العالم الثالث وصراع الشرق الاوسط بين الكيان الاسرائيلي الذي اعلن سنة 1948التي صدر فيها اعلان حقوق فاحتل الصهاينة فلسطين وشردوا شعبها لقد استبشر العالم خيرا بسقوط جدار برلين سنة 1989وتفكك الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي وانتصار الرأسمالية وزال شبح حرب عالمية ثالثة مدمرة لكن امريكا وحلفاءها استغلوا الفراغ وخلقوا أعداء جديدين زاعمين وجود صراع حضارات وجاءت احداث 11سبتمر 2001 في امريكا لتوفر لهم الغطاء واستعملوا الحرب ضد الارهاب ذريعة للسيطرة والهيمنة فتم احتلال افغانستان والعراق والتدخل في سوريا واليمن واسقاط نظام القذافي في ليبيا واغتياله بطريقة بشعة
أحلام وفقط
وقد أدى التحول الديمقراطي الى كوارث إنسانية في يوغسلافيا سابقا ومجزرة حرب البوسنة وفي دول ثورات الربيع العربي الي ما تزال نيرانها مشتعلة خلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة ناهيك عن ملايين اللاجئين والمشردين وكشفت الاحداث أن سياسة العولمة تصب في خدمة الكبار لفرض سيطرتهم الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية على البلدان الصغيرة والضعيفة كنوع من الاستعمار الجديد وكل الشعارات المرفوعة خادعة كالتعاون والتبادل الحر والاستثمار
ونرى كيف تقوم تلك البلدان المتطورة بغلق الابواب في وجه المهاجرين واللاجئين من دول العالم الثالث وتشديد الاجراءات الامنية والحراسة على حدودها وبناء الجدران العالية ووضع الاسلاك الشائكة لمنع التسلل الى أراضيها والتشدد في منح تأشيرات الدخول للسواح والطلبة والمرضى وصعود اليمين العنصري المتطرف المعادي للاجانب ولا عجب أن يعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب منع الهجرة الى بلاده لمواطنين من بعض الدول الاسلامية والطلب من الجارة المكسيك بتمويل بناء جدار عازل بينها وبين أمريكا لمنع المهاجرين من دول امريكة الجنوبية الذين تزايد عددهم في المدة الاخيرة بسبب الفقر والاضطرابات الاجتماعية وقد تمت المصاقة الاسبوع الماضي على الميثاق العالمي من اجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية من طرف 164دولة مع امتناع امريكا ودول اخرى والذي بدأ التحضير له منذ 2016 من قبل 192 دولة لتوفير فرص عمل والحد من عملية الاتجار بالبشروذلك بعد تزايد الهجرة غير الشرعية الى اوربا وامريكا والمآسي الناجمة عنها وموت الآلاف غرقا في مياه البحر ولكن هذا الاتفاق غير الزامي مثل العديد من الاتفاقيات والاعلانات الدولية التي تطبق بصفة انتقائية عندما تخدم الكبار وتهمل في حالة الصغار في عالم يحكمه الاقوياء وتبقى المبادئ الانسانية والاخلاق والحب والسلام مجرد أماني أو احلام يقظة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)