الجزائر

هل هي ليونة ديمقراطية أم تغييرات ظرفية فرضتها الحاجة ؟ هكذا تخلى الإخوان في مصر عن ”خطوطهم الحمراء”


هل هي ليونة ديمقراطية أم تغييرات ظرفية فرضتها الحاجة ؟               هكذا تخلى الإخوان في مصر عن ”خطوطهم الحمراء”
طرحت التغييرات التي أحدثتها حركة الإخوان المسلمين، في مصر في توجهاتها منذ وصولها للحكم، عدة تساؤلات في الشارع العربي، خاصة بعد أن  أكد مسؤولو الحركة على التزامهم باتفاقية السلام مع إسرائيل رغم تنافي ذلك مع مبادئ الحركة، كما تعهد الإخوان المسلمون باحترام حريات السياح الأجانب في مصر كافة، بما فيها الممارسات التي تختلف مع التوجه الإسلامي، فهل يعتبر هذا التغير في سياسة الإخوان ليونة إيجابية تتناسب مع ما تقتضيه مبادئ الديمقراطية، أم أن هذا التوجه الجديد فرضته أجندات خارجية تحت ضغط الأزمة التي تبعت الحراك الثوري. يفسر التغير في توجهات الإخوان المسلمين بعد وصولهم إلى السلطة، بالحاجة إلى الدعم المالي الخارجي الذي عادة ما يكون مقرونا بشروط، حيث مع انتشار البطالة والفقر وتعطل عجلة الإنتاج والمؤسسات والسياحة التي تعد شريان الاقتصاد المصري منذ أكثـر من سنة، بفعل عدم الاستقرار الذي صاحب فترة الثورة المصرية ومسار التغيير، وجدت مصر نفسها مجبرة على اللجوء إلى الدعم المالي الخارجي خاصة الأمريكي وبعض الدول العربية الموالية لواشنطن، والذي كان مصحوبا بشروط قد تكون من بينها عدم المساس بالعلاقات مع إسرائيل، خاصة بالنسبة لاتفاقية كامب ديفد وبعض التفاهمات الاقتصادية. ومن جهة أخرى؛ قد يعتبر إعلان حركة الإخوان المصرية عن احترامها لحريات الأجانب في الشواطئ وحرية شرب الخمر بالنسبة للمسيحيين مثلا.. ليونة من الحركة ورغبة منها في إحراز قبول داخلي وخارجي يمكنها من الاستمرار في الحكم، كما قد يعتبر خطوة إيجابية نحو احترام مبادئ الديمقراطية وقبول الآخر، كما لا تخفى أهمية قطاع السياحة في مداخيل مصر المالية... ومن جهته أعاد المحلل السياسي عميروش ركاح، في تصريح لـ”الفجر”، تراجع الإخوان المسلمين عن إيديولوجيتهم إلى ”حالة شبه النضج الذي تتميز به قيادتهم السياسية وهو الشيء الذي أحدث تقاربا ملحوظا بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد، على اعتبار الإعلان الواضح من طرف جماعة الإخوان المسلمين بالالتزام بالقواعد الديمقراطية وفق مبادئ الفلسفة العالمية لحقوق الإنسان، بما تتضمنه من صون لكرامة الفرد وحقوقه الأساسية كحرية المعتقد وحرية التعبير واحترام كامل لحقوق المرأة في جميع المجالات”. كما اعتبر أن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية سوف تشكل حرجا كبيرا لهذا التيار ”على اعتبار أن الاتفاقيات الدولية تسمو على القوانين الداخلية وحتى على الدستور نفسه”. وكان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمود غزلان قال في وقت سابق، إن قيادة الجماعة أعطت تعليماتها لأعضائها الذين شاركوا في الثورة قبل سقوط النظام بألا يرفعوا أي شعار أو لافتة وألا يرددوا هتافات إخوانية. كما أكد القيادي الإخواني أن حزب الحرية والعدالة لن يمنع السياحة ”فالسياحة مثل الزراعة لا نستطيع الاستغناء عنها، وهدفنا أن نسترجعها وأن نحافظ على ما يأتي منها من عملة صعبة ونضاعفه،... يمكن تخصيص أماكن اصطياف للسائحين الأجانب وأخرى للمصريين..”. وشدد غزلان على أن جماعة الإخوان المسلمين تتعامل مع الأقباط على أنهم ”مواطنون لهم كافة الحقوق التي لنا وعليهم الواجبات التي علينا ولهم حق حرية العقيدة وحق حرية العبادة وأن يحتكموا إلى دينهم..”. مسعودة. ط  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)