كلما جاءت مناسبة الثالث ماي..عيد الصحافة ...وكلما اجتمع وال ممن تعاقبوا على هذه الولاية بالصحافة في هذا اليوم إلا وتردد اسم "دار الصحافة" الذي كان حلم الصحافيين للم شملهم وعقد لقاءاتهم و كتابة مقالاتهم وإرسال مراسلاتهم وتبادل معلوماتهم وأخبارهم والاطمئنان على أحوالهم...إذا هكذا كان الحلم وهكذا كان الواقع .
هذا الواقع الذي تغير بمرور السنين ولم تبقى معه فكرة بناء دار للصحافة مغرية فقد تغير الحال ولم يعد للمراسل أن يقبع في زاوية ليحرر مقاله أو ينتظر الفاكس ليرسل مقاله فقد اختزلت التكنولوجيا اليابانية و الصينية المسافات البعدية وحتى الزمنية وصار المُرسِل لا يهمه المكان ولا الزمان بل صار بفضل هذه التكنولوجيا وجها لوجه أمام المُرسل اليه يخاطبه يناقشه في الإرسالية وحتى يصحح معه، المهم للمراسل أن يجد المادة أو الخبر كما هو معروف ليرسله على عجل صوتا وصورة من هاتفه الخلوي أو كمبيوتره المحمول من أي وضعية كانت.
لم يعد يتطلع لتلك الأماني المتجددة حتى يقبع في دار قد تحجبه جدرانها عن واقع المواطن الذي يتطلع إلى إعلام نزيه وإلى مسؤول يسمعه ويتفاعل معه.
إذاً ولايتنا ليست في حاجة إلى دار صحافة تجاوزها الآن الزمن بقدر ما هي بحاجة إلى دُور علم وتثقيف، فثقافتنا مازالت حبيسة جدران وحيز ضيق لم يتفاعل معها المواطن لحد الساعة ..
ولايتنا في حاجة الى مساحات وقاعات رياضية لأطفالنا الذين لن يجدوا بعد الخروج من المدرسة إلا اللعب بالتراب وأعمدة الكهرباء وأوعية الزبالة..ولايتنا في حاجة لحدائق محترمة ومتنزهات لعوائلنا الذين نراهم يخاطرون بأبنائهم نهاية كل أسبوع وهم يخرجون للتنزه على أطراف المدينة في مساحات طبيعية داستها أرجل السكارى وشوهتها قواريرهم الخمرية الخضراء التي زاحمت على خضرة الطبيعة ...
ولايتنا في حاجة الى دار مُعلّم تضم معلمي الجيل الحاضر بالماضي، لينهلوا من خبرتهم ويأخذوا من معارفهم...ولايتنا في حاجة إلى مسرح يربي الأجيال ، أعطني مسرحا أعطيك شعبا مثقفا...ولايتنا في حاجة لدار سينما ينفتح فيها شبابنا على العالم الخارجي وقد تُشجع فيهم ملكة الإبداع ...ولايتنا في حاجة لمتحف يحفظ تاريخ أجيال الماضي وانجازاتهم....
هذه ملاحظات وتطلعات من إعلامي سابق تدحرج وتدرّج في جميع الهيئات الإعلامية رغم إنكار البعض له نسياً وتناسياً ولكن رغم هذا مازال قلمه ينبض.
ملاحظة : الوالي السابق حمو التهامي وعد أيضا ببناء دار وكمبادرة منه أراد أن يكرم الصحافيين والمراسلين في حفل كبير كانت فيه الهدية هي لوحة تحمل التصريح لهم بإنشاء الجمعية المحلية ، هذا الحفل انقلب رأسا على عقب وكاد أن يتحول إلى حلبة نزال بعد التنابز الى حد التدابز ومن يومها تفرقعت وتناثرت جمعية الصحافيين وأصبحت أثرا بعد عين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ع سليم
المصدر : www.djelfa.info