الجزائر

هل سيفعلها هولاند؟



هل سيفعلها هولاند؟
هل ستشوش العلاقة الموروثة عن أسلافه والمتمثلة بالمساندة اللامشروطة للموقف المغربي تجاه الصحراء الغربية، على علاقة الرئيس الفرنسي الجديد مع الجزائر، خاصة وأن كل الأنظار مركزة على حركات وسكنات الرجل تجاه بلادنا؟ وها هي الدعوة التي وجهها الرئيس بوتفليقة إلى نظيره الفرنسي تطرح التساؤلات من جديد، خاصة وأنها جاءت متزامنة مع زيارة قام بها العاهل المغربي إلى فرنسا.
منذ أيام، قال الإعلامي "ألكاباش" في حوار لصحيفة "ليبارتي" الجزائرية، إن الرئيس الفرنسي الجديد يسعى إلى بناء علاقات متميزة مع الجزائر، وهو الكلام الذي يردده الفرنسيون كلما قدم رئيس جديد إلى الإليزيه، لكن سرعان ما تتبدد الأماني، ويتخلى الإليزيه عن ضماناته لبلادنا، مقدما في كل مرة علاقته مع المغرب على العلاقة التي تربطه ببلادنا، وهذا ما حدث مع ميتيران، ومع شيراك مع أن العلاقة مع هذا الأخير عرفت أحسن مراحلها، وأيضا مع ساركوزي، الذي أبدى بغضا غير مسبوق للجزائر.
كل شيء يدل على أن هولاند سيكون مختلفا عن أسلافه، وما يبعث على الأمل، موقفه أثناء إحياء ذكرى أحداث 17 أكتوبر، عندما وضع إكليلا من الزهور وترحم على أرواح الجزائريين الذين أُغرقوا في نهر السين.
لكن، هل سيعلن هولاند نبذه للماضي الاستعماري لبلاده، ويبدي موقفا مناقضا لذلك الذي تبناه سلفه ساركوزي بشأن "الاستعمار الإيجابي" طوال سنوات حكمه؟
رغم أن هولاند اختار من بين الرموز التي وقف عندها عند حفل تنصيبه رئيسا للجمهورية الفرنسية، شخص "جول فيري"، أبو المدرسة الديمقراطية المجانية، وقال هولاند في هذا الشأن، إنه يكرم الرجل لمشروع المدرسة اللائكية المجانية، لكنه ينتقد سياسته الاستعمارية، وهو الموقف الذي فسره كل على هواه.
لا أدري هل يلعن هولاند عند حضوره لمشاركتنا الاحتفال بالخمسينية بعد شهر من الآن، صراحة هذا الماضي الاستعماري، أم أنه سيأتي ويقول إن فرنسا التاريخية تحيي الجزائر الفتية، مثلما قال جيسكار ديستان من قسنطينة منذ أزيد من ثلاثين سنة مضت؟!
الجزائر المستقلة اليوم لم تعد فتية، فقد قطعت شوطا مع تجاربها المرة والحلوة، وشعبها ينتظر من الرئيس الفرنسي الجديد، موقفا مغايرا لكل من سبقوه، ويعلنها مقاطعة صريحة مع هذا الإرث الثقيل، ويعترف بما اقترفته بلاده من جرائم في حق بلادنا، ويعمل معنا على طي صفحة الماضي الأليم، تلك الصفحة التي كانت تقف دائما حجر عثرة بيننا.
فهل سيفعلها هولاندا ويلتفت إلى المستقبل وإلى علاقة شراكة واحترام متبادل؟ ..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)