هل ستضعون شعار "حلال" على الخمور؟

عبّرت جمعية حماية وإرشاد المستهلك عن استيائها الشديد من قرار وزير التجارة القاضي بالتصريح ببيع الخمور، واعتبرت أن هذا القرار يتناقض تماما مع الأهداف المسطرة للوزارة التي تسعى للحفاظ على صحة المستهلك بمساعدة المجتمع المدني واتحاد التجار وكل الهيئات الوصية، فما معنى أن تمنع استيراد منتجات مضرة بصحة المواطن، وتعمل على التنسيق مع جمعية حماية المستهلك لترسيخ ثقافة سليمة خالية من كل ما من شأنه أن يضر بالمستهلك، ثم تأتي بين عشية وضحاها لترخص لبيع المشروبات الكحولية التي تسبّب أمراضا خطيرة ومزمنة؟ تتساءل جمعية المستهلك التي تشير في بيانها الذي سلمته ل "الشروق" أن هناك خرق واضح للحق الثامن لحماية المستهلك، وهو الحق في العيش في بيئة سليمة، والمعروف أن فتح مثل هذه المراكز لبيع الخمور بالجملة سينتج نقاط تمركز للمنحرفين، وسيعاني السكان المجاورون لهذه المراكز من التصرفات غير المسؤولة لمتعاطي الخمور الذين سيتركون خلفهم ولاشك قارورات مكسورة وأخرى نصف مملوءة، وهو الأمر الذي سيثير فضول بعض الأطفال والمراهقين الذين لن يجدوا ما يمنعهم من تذوق الجرعات المتبقية على سبيل التجريب والفضول.وتتساءل جمعية حماية وإرشاد المستهللك في استغراب : "على أي أساس نرجع مواد غذائية مشبّعة بالكحول إلى مصنعها ونمنع بيعها مادامت الوزارة المسؤولة عن هذا الإجراء هي التي تصرح بييع الخمور للناس؟". وفي ختام البيان وجّه سمير القصوري نائب أمين عام جمعية حماية وإرشاد المستهلك سؤالا ليس بريئا إلى وزير التجارة عمارة بن يونس: "بما أنكم فرضتم على كل المنتجات المستوردة أو المحلية شعار حلال، فهل ستعممّون هذا الشعار على الخمور التي صرحتم ببيعها؟".