الجزائر

هل تستمر المودة بعد الزواج؟



تربي بعض العائلات أبناءها على المودة والتعاطف في ما بينهم، وتحثهم على التماسك، هذا الأمر بقدر ما يجعلهم عصبة، تواجه صعوبة ظروف الحياة، وتصمد أمام ضربات المجتمع، بقدر ما قد يسبب لهم مشكلات وحساسيات في حياتهم الشخصية خاصة مع الطرف الآخر، بدافع الغيرة أو حب التملك.الماديات تدفع زوجات إلى الدخول بين "الجلد والظفر"
ترفض الكثير من النساء فكرة أن يقوم زوجها بالإنفاق على إخوته أو مساعدتهم ماليا، فالغريزة البشرية غير المهذبة، تقود نفوسهن إلى محاولة توجيه كل مكتسبات الزوج ومصاريفه نحوهن وأولادهن ليس إلا، ولا يقتنعن برابط الأخوة إلا في ما يتعلق بالمال. عبد الهادي، أحد الشباب الذي أخذ على عاتقه كفالة الأيتام، لعلمه بالأجر العظيم لذلك عند الله- عز وجل-، ولعلاقته الممتازة مع إخوته وأخواته منذ نعومة أظافرهم. يقول عبد الهادي، 42 سنة: "تتعمد زوجتي الإساءة إلى أبناء إخوتي، ومعاملتهم بقساوة في كل زيارة إلى بيتنا، ما جعلهم ينفرون من القدوم، واكتشفت مؤخرا أنها أعلمت أختي الأرملة بأنني مثقل بالديون، لتتوقف عن طلب وقبول مساعداتي لأبنائها اليتامى، هذا الأمر وتر علاقتنا بشكل كبير، ووضعني أمام تفكير دائم في طريقة لتأديبها وكبح جماح أنانيتها وغيرتها المفرطة".
وهناك من الزوجات من يقعن في أخطاء لا تغتفر، تقول آنيا: "أخي الأكبر يقيم معنا في بيت والدي، وكلما اشترى لزوجته ملابس جديدة، حليا أو عطرا أو شوكولاطة، تذكرني وأهداني أنا أيضا، إنه لم ينس أو يغفل عن ذلك منذ شهور مثلما كان يفعل قبل زواجه.."، هذه الهدايا بسيطة كانت أم ثمينة، لطالما كانت محور مقارنة ووضعت آنيا محط غيرة زوجة أخيها، حتى إنها حسب ما تضيفه الفتاة: "كلما ارتديت قطعة من مشتريات أخي، سخرت من شكلي ونعتتني بالبشعة، وتساءلت علنا، ما سبب أن أنافسها في ما ترتديه، لقد أصبحت أخفي هدايا أخي عنها ولا أتمتع باستغلالها درئا للمشاكل والحساسيات".
هل يسرقنا الإخوة من مسؤولياتنا؟
الغيرة سيئة في العلاقات الأسرية، لكن الشك أسوأ بكثير، تروي حياة أنها تعمل بجوار أخيها، وكلاهما متزوج حديثا، وبسبب العمل وضيق الوقت يلتقيان لتناول الفطور في مطعم مجاور لمقر عملهما بدالي إبراهيم بالعاصمة، وأحيانا تشرب قهوة في المساء رفقته يدردشان حول متاعب الحياة وروتينهما اليومي، وهو ما جعل شيطان شريكيهما يتحرك، فالزوجة تعتقد أن أخا حياة يلتقيها لتحرضه على زوجته وتنصحه بتقليل نفقاته، أما زوجها هي فراح يراقبها ويفرض عليها لقاء أخيها في المنزل تحت أعينه، تقول: "لم يكن يعلم عن علاقتي الوطيدة بأخي، فأنا لا أملك غيره، ووالدانا متوفيان، إنه يعتقد بأننا نخطط لمشاريع سرية، أو ربما نتآمر ضده، أو إن أخي يسرق من وقتي الذي يجب أن أمنحه لزوجي وأولادي".
حب التملك ينخر الروابط الأخوية
لقاء الإخوة في ما بينهم من دون الأزواج من العادات الغائبة عن المجتمع الجزائري، وهو حسب الأستاذ عمري زين العابدين: في قانون التوارث الاجتماعي يعني بالضرورة أن هناك مؤامرة، أو على الأقل إقصاء لأفراد من العائلة، وأي خرق لهذه القاعدة يعتبر استثناء في الوقت الحالي بل إن واقع العلاقات الأخوية بعد الزواج أصبح سيئا جدا، بحيث حتى عبر الهاتف، لا يتصل الأخ بأخته، وقلت الزيارات وصلة الرحم كثيرا مقارنة بالماضي". ومن بين أسباب هذا، يقول الخبير الاجتماعي: "طغيان نزعة حب التملك في المجتمع، ورغبة الشريك في إبعاد شريكه عن كل من يمكن أن يتقاسم معه مشاعره، أو ماله.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)