هل الجزائري سعيد في عمله؟

أكد المشاركون في اليوم العلمي الاقتصادي حول ”السعادة في العمل”، أن هذه الأخيرة ترتبط بعدة عوامل، والتي تكون أساس التنمية المستدامة في الوسط المهني، ناهيك عن تصنيف سعادة الموظفين جزءا من السعادة المحلية في المجتمع.تم تنظيم، أول أمس، اليوم العلمي الاقتصادي حول السعادة في العمل، والذي يعتبر الأول من نوعه في الجزائر، من قبل المجلس الشعبي الولائي، حيث تطرق الأخصائيون المشاركون إلى العوامل التي تصنع إحساس السعادة في ظرف العمل. وقد أكدت مريم أويحيى، رئيسة خلية مركز الاتصال بالمكتب الوطني للصرف الصحي، أن التواصل الداخلي له دور كبير في بعث السعادة بين الموظفين. كما أن له 6 مكونات تحققه، والمتمثلة في توفير المعلومة، الصداقة، المشاركة، الاتحاد بين الموظفين، التدخل السليم في حل مشكلة طارئة على سبيل المثال لا الحصر، دمج الموظف نفسه في نشاط ما في إطار النظام الداخلي للمؤسسة. لتشير مريم أويحيى إلى أن إعطاء قيمة للموظف تعني توفير الرفاهية له. وشرح صلاح بركاني، مستشار الإدارة الصحية، تقنية سلسة لتحقيق السعادة في العمل، والتي تعتبر حاليا المرجعية العالمية في الإدارة، والتي تتمثل في ال ”5 س”، هذه الأخيرة ذات أصل ياباني يسمى ب”تويوتيزم”، ويتشكل من 5 أفعال يبدأ كل واحد منها بحرف السين وفق اللغة اليابانية، وهي سبب تسميتها ال 5 س، لتتمثل الأفعال في التخلص، التنسيق، التنظيف، توحيد القياس، المحافظة، حيث ترتبط هذه الأفعال بمكتب الموظف وتجهيزات عمله، ليكون الفعل الأول قائما على التخلص من كل ما هو غير مفيد أو يعيق النشاط في المكتب، فيجب على الموظف رميها وعدم الاحتفاظ بها استثمارا للفضاء، كما أنها هذه الطريقة ستجعل الموظف يشعر براحة نفسية أفضل من قبل. أما الفعل الثاني وهو التنسيق، يتمثل في ترتيب أدوات المكتب كل حسب صنفه في حيز خاص به، وهذه العملية تزيح التوتر النفسي لدى الموظف أثناء بحثه عن وسيلة معينة. في حين أن فعل تنظيف المكتب يعود إيجابا على صاحبه، ويتجاوز بذلك الكثير من المخاطر الصحية التي لا تستدعي سوى تصرفات بسيطة، باعتبار أن المكتب فضاء رحب لتراكم الجراثيم. أما توحيد القياس فيكون خاصة بالمكاتب الشاغرة بالأدوات، والعملية تمكن الموظف من التعرف على أي شيء نقص منها دون إدراكه، من خلال تحديد الفضاءات على المكتب، بوضع شريط لاصق أسود يسمى ب”الشارطيطو”، وتخصيص كل فضاء لجهاز أو أشياء معينة. لتكون المحافظة جزءا أساسيا في التويوتيزم، لأن عدم المحافظة على أداة معينة من قبل الموظف سينقلب سلبا عليه، فقد لا تتوفر المؤسسة على غيرها في ذلك الظرف الزمني، ما يجعل العمل أكثر تعقيدا ويكلف صاحبة زمنا أطول، وهي أسباب تتعبه نفسيا. رغم أن ”5 س” تبدو بسيطة مبدئيا وقد تخطر على بال أي موظف، لكن الكثيرين يتجاهلونها ولا يعتبرونها عوامل تحقق السعادة، في حين أنها المتفق عليها عالميا، ومرجعية لدى الموظفين في كبرى الشركات والمؤسسات العالمية، فإلى جانب تحقيقها السعادة النفسية، تعتبر ركيزة المردودية العملية المتقنة. من جهته ركز حكيم تاوسار، ممثل وزارة الثقافة، على التكنولوجيات الحديثة للاتصال في الوسط المهني، ودورها في خلق الشعور بالسعادة لدى العامل، من خلال توفر خدمة الأنترنت الفائقة السرعة، الهواتف الذكية، تعزيز التعامل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار أن التكنولوجيا الحديثة امتياز يسهل العمل أثناء التعامل مع الزملاء، وغيرهم من الشركاء المهنيين.