الجزائر

''هل أحرج مالك جامعة العرب؟''


كشف أنور مالك، بعد انسحابه من لجنة الجامعة العربية، طريقة عمل لجنة المراقبة وبشكل خاص رؤساء الفرق المكونة لها. وخلاصة ما ذكره، أن العمل في سوريا تراوح بين التهديد البدني لأعضاء من اللجنة ولمحاوريهم من المواطنين (الشهود)، وبين الإغراء بهدف إعداد تقارير مزيّفة. تاريخيا، نجد بأن لجان العرب المكلفة بالمراقبة (مراقبة أي شيء) تجرّ وراءها خيبة. وتتقدمها رائحة عفنة مصدرها أنهم أكلوا الجيفة على ضريح ضحايا الظلم أو ضحايا التزوير. كان بمقدور الجامعة العربية ألا تتورط بهذه الطريقة المخزية.. كان عليها إيفاد  مراقبين ومراقبات شبعانين بدل أن تكرر إنتاج صورة لهيئة خائبة خاضعة كان بمقدورها أن تبدأ في رسم صور ة جديدة لعهد جديد وعصر جديد تكون فيه هي إحدى الأدوات الفاعلة، متجاوزة عهد الخنوع وتحميل الظروف الاقليمية والدولية مسؤولية هذا التخلف عن المواقف المدافعة عن حقوق ومصالح العرب. الى متى تظل تحتمي وراء حصون تلك الظروف؟ ومتى تتعامل معها وتواجهها؟ يختفي المسؤول العربي خلف اختلال ميزان العلاقات والتأثير. ويختفي خلف التمزق العربي.. وهذه المبررات وغيرها أخرى هي حقيقية وليست من الخيال، ولكنها نتاج يعكس مستوى شجاعة ودرجة طموح ومدى التزام السياسي بهذه العناصر. فأي دور وأي عمل ننتظره من السياسي ومن المراقب ومن المحلل غير ذلك الدور المؤدي الى نفض غبار المذلة عن الإرادة والعمل من أجل التأثير في المحيط. ويعد اعتراف أنور مالك الدليل المادي الآخر على تورط الجامعة العربية ويكشف عن مدى الضعف أمام الاغراءات، حتى لو كانت عبارة عن عشاء فاخر. أبمثل هؤلاء تصلح الأمور؟ فبهم يصنع الخصم ويبني المنافس ظروف استمرار عبودية التبعية في المأكل أو في طريقة كتابة التاريخ. قد نتساءل عن العبقرية في اختيار الأشخاص بالاعتماد على مميزات، مثل أن يكون ضعيف الشخصية أو شخصية متمكن منها تكون مطيعة ولو بالصمت. تعوّدنا على تشكيلات القاسم المشترك لأعضائها أنهم يتأثرون ولا يؤثرون، يقبلون ما يملى عليهم ولا يقدرون على غيره. وتعوّدنا على إحالة الكفاءة المرتبطة بالشجاعة وقوة الشخصية على التقاعد في سن الشباب أو في تعيينهم في مناصب سلة المهملات . إن الربيع العربي هو صفحة لعهد يراد له أن يكون جديدا، لكنه يتعرض يوميا لمحاولات ربطه بحلقات سلسلة القديم وإلحاقه بتنافس الموقف الرسمي العربي على التبعية وطلب الحماية والرضا من روسيا والصين، أو من أمريكا وفرنسا.. كما يتعرض للاختراق والتغلغل من تلك القوى الدولية حتى تتمكن من احتوائه. هناك خلافات حقيقية بين العرب وهناك شقاقا وانشقاقا. وللأسف لا يتنافسون للخروج مما هم فيه وعليه ولكن لاستدامته ليطلعوا علينا بخطاب الظروف والمحيط خطاب حول المناخ والجغرافيا يبرر ويعلل.. فهل نقول مسبقا مرحبا بالمراقبين من الإخوة العرب لانتخابات في الجزائر؟ على كل فبلد المليون ونصف المليون شهيد هو بلد مضياف وسخي وكريم، يعطي ولا يسأل، وقد يقال أن تقريرا أعمى آخرلن يغيّر ولن يضرّ في الأمر شيئا.. ربما. hakimbelbati@yahoo.fr
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)