المؤتمر العاشر كفيل بحل أزمة الآفلان دون أيّ تدخل كان
"الأفلان الذي كان يحل الأزمات هو اليوم في أزمة"
الكل ما زال يتذكر جيدا الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم يوم تمت تزكيته أمينا عاما للحزب من قبل أعضاء اللجنة المركزية في المؤتمر التاسع الذي انعقد في 19 مارس 2010، حيث قال بالحرف الواحد: "لا أدري هل أسعد بهذه الثقة أم أتخوف منها بالنظر إلى أهمية هذه المسؤولية التي حملتموني إياها، كما أنني اعتبر نفسي أتشرف لأن أكون مناضلا في حزب جبهة التحرير الوطني، ولذلك فإن هذا التكليف بقدر ما أنا أسعد به، فأنا أخشى منه"،
هكذا قال بلخادم، وكأن الرجل تنبأ بما سيحدث له وأن الانقلاب عليه من قبل الرفاق سيكون يوما ما عاجلا أم آجلا. وبالفعل، فقد كان إحساس بلخادم صادقا وكأن وحيا ما نزل عليه لما أعلن تخوفه من ذلك، فالجميع لا يدري الدوافع الحقيقية التي جعلت الأغلبية ينقلبون عليه وهم الذين صادقوا عليه بالأغلبية الساحقة على التركيبة البشرية للجنة المركزية في المؤتمر التاسع من المندوبين، وليس المشاركين الذين كانوا متفرجين وملاحظين صامتين، وصوتوا عليه ليكون أمينا عاما لعهدة ثانية، وصفقوا وهتفوا وأصدروا بيانات الدعم والمساندة، ومنحوه الصلاحيات الواسعة في تسيير شؤون الحزب وهياكله طيلة العهدة أي لمدة خمس سنوات. ولكن العهدة لم تنته حتى بدأت شرارة الانقلاب على الأمين العام للحزب بدءًا بالمطالبة بسحب الثقة منه وجمع التوقيعات إلى محاكمته افتراضيا، ولم تنجح مساعي لجنة العقلاء في حل الأزمة التي عصفت ببيت الأفلان وفسحت المجال لبعض ألأطراف بالتشفي في "الجبهويين" والضحك عليهم وهم يتقاتلون كالأعداء، وهي صانعة التاريخ، وربما الجميع بما فيهم قادة الأفلان لم يهضموا جيدا أن الثوابت والمتغيرات خطان متوازيان، ولأن جبهة التحرير الوطني من الثوابت فلا يمكن المساس بها، لأن المساس بها يعني المساس ببيان أول نوفمبر 54، ويعتبر خيانة لرسالة نوفمبر.
ليس من المعقول طبعا أن يعتدي ابن الدار على حرمة داره أويرجم سقفها بالحجارة؟ ولا يفعل ذلك إلا مجنون أو دخيل، إلا إذا تعرض إلى هجوم من طرف عصابة إجرامية ليلا، هذا ما حدث لجبهة التحرير الوطني عندما فتحت الأبواب للانخراط الواسع، فكانت ضحية الدخلاء الانتهازيين أرادوا أن يخربوا سقفها ويعرونها، ولم يتوقفوا عند هذا الحدّ، بل اغتصبوها وهي ربما جريمة أبشع من جرائم الاستعمار، لأن الخيانة جاءت من الداخل، حتى تلصق التهمة في أبنائها الحقيقيين.
البعض فسر ما يحدث داخل الأفلان بأن الجبهويين انقلبوا على أنفسهم وليس على أمينهم العام عبد العزيز بلخادم، لأن الذين في "المعارضة" هم في الحقيقة انقلبوا على برنامج هم وضعوه وصادقوا عليه بالأغلبية في المؤتمر التاسع، وسطروه لمدة خمس سنوات، وقالوا إن هذا المؤتمر يختلف عن باقي المؤتمرات السابقة، لأنه من جهة انعقد في ظروف آمنة ومن جهة أخرى جاء بعد المؤتمر الجامع الذي كان نقطة انطلاق جديدة في حياة الأفلانيين بعد الصراع المرير بين القيادة الشرعية وما اصطلح عليه بالحركة التصحيحية، آمن فيها الجبهويون أنهم دائما وأبدا يبقون وراء القيادة الشرعية للحزب، ولا يهم من يكون الأمين العام للأفلان (فلان أوعلان). المتتبعون للشأن الجبهوي وبخاصة الدين صوتوا لصالح الأفلان من فئات الشعب في الانتخابات التشريعية على الخصوص يراهنون على أن الأمور إذا بقيت على هذه الحال لن تبشر بخير، لن استقرار الأفلان يعني استقرار الجزائر طالما رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس الحزب، وبالتالي فهم مطالب بالتدخل العاجل لحل أزمة الأفلان، الجدير قوله هوأن كل من تحدثنا إليهم من القواعد النضالية على مستوى الحزب، أجمعوا بالقول إنه على قادة الحزب والإخوة الأعداء الترفع عن مثل هذه الممارسات والابتعاد عن التناحر والامتثال كذلك إلى قواعد الانضباط من أجل الإبقاء على وحدة الصف، وأن يلزم قادته ومناضليه بالعمل النضالي والسياسي دون شتم أوسبّ، لأن حزب جبهة التحرير الوطني حزب متميز عن باقي التشكيلات السياسية، وهونموذج في الممارسة الديمقراطية التي تعطي صورته وتجعله في الريادة، والمؤتمر العاشر وحده كفيل بتنحية بلخادم أوإبقائه على رأس الحزب، فيما عبر البعض منهم عن أسفهم لحالة الإنسداد التي تسود الأفلان اليوم، جبهة التحرير التي كانت تحل الأزمات هي اليوم في أزمة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : علجية عيش
المصدر : www.eloumma.com