مشاهد مروّعة للدمار في كل أنحاء القطاع
هكذا يعيش سكان غزّة على أنقاض منازلهم
يواجه الفلسطينيون في حي الشجاعية المدمر صعوبات للبقاء على قيد الحياة وسط انعدام الخدمات الأساسية وشح الطعام وأزمة نقص المياه وتدمير البنية التحتية في ظل استمرار الحرب للشهر العاشر.
ق.د/وكالات
يعاني مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزّة من صعوبة بالغة في توفير المياه الصالحة للشرب حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضعة لترات منها.
ويقنن سكان الشمال من استخدامهم لمياه الشرب خشية من انقطاعها وعدم الحصول على كميات جديدة.
ويواجه سكان محافظتي غزّة وشمال القطاع تفاقما في أزمة شح الطعام التي تهدد حياتهم بسبب استمرار الحرب وما رافقها من تشديد للحصار ومنع أو تقنين إدخال المواد الغذائية التي كانت محدودة أصلا.
وبين فترة 28 جوان الماضي و10 جويلية الجاري نفذ جيش الاحتلال عملية برية في حي الشجاعية وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين وتسببت في دمار هائل في المنطقة.
وفي 11 جويلية أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزّة أن حي الشجاعية منطقة منكوبة لا تصلح للحياة .
*خطر الموت
ويقول حجيلة الذي يعيش مع عائلته في أحد المباني المدمرة جزئيا في حي الشجاعية: حياتنا كلها خوف ونعيش في خطر الموت المستمر وسكان غزّة يتعرضون لإبادة جماعية .
ويعاني الأربعيني وأسرته من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه ويضيف: الجوع أصبح سائدا في المنطقة ونعاني من ضغط نفسي وتراكمات ونقص مياه وغذاء ودواء وضعنا وصل إلى الصفر .
ويبيّن أن زوجته أصيبت بمرض تضخم الكبد والطحال بسبب استنشاق الدخان المتصاعد أثناء عملية إشعال النيران لطهي الطعام وتفتقر العائلة إلى القدرة على تأمين العلاج اللازم لها.
وتابع: الحي أصبح مدينة أشباح حيث المنازل المسكونة قليلة ولا توجد مقومات للحياة مثل مياه أو كهرباء و نعيش في حالة خوف دائم نغفو ليلا ونستيقظ صباحا والخوف يعترينا حتى ونحن نيام .
وبجانب الزوج تتحدث زوجته سماهر عن حياتها الصعبة التي يعيشونها في حي الشجاعية ومعاناة الفلسطينيين في مدينة غزّة قائلة: نزحنا ثلاث مرات كحال سكان غزّة ونعيش الآن في محل تجاري أسفل منزل مدمر جزئيا والحياة صعبة للغاية من حيث المأكل والمسكن والمشرب .
وتضيف: نعيش في منطقة منكوبة والدمار يحيط بنا من كل جانب لا يوجد شيء أو حياة هنا الحي أصبح مخيفا لعدم وجود سكان فيه .
ودعت سماهر المصابة بأزمة صحية جراء تضخم الكبد والطحال الدول العربية للوقوف إلى جانب الفلسطينيين وتخليصهم من الآلام والمآسي التي يعيشونها .
ومنذ بداية الحرب على قطاع غزّة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح حيث يأمر جيش الاحتلال سكان مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء إلى بيوت أقربائهم أو معارفهم والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية وتنتشر الأمراض.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي مليوني شخص.
*ظروف مزرية
وفي منطقة أخرى قريبة يجلس أبو محمد الحرازين (52 عاما) وعائلته قرب منزلهم المدمر بشكل جزئي في الحي المنكوب يحاولون استرجاع ذكرياتهم الجميلة قبل الحرب المدمرة.
ويقول: لا أحد يهتم بنا من الدول نعيش في خوف وقلق ورعب ونقص طعام وماء وعانينا في حرب الإبادة نبحث عن لقمة العيش ونعاني من غلاء فاحش ونقص في الغذاء والعلاج .
ويضيف: منزلنا تعرض للقصف عدة مرات ونعيش حاليا في ظروف مزرية داخله حيث قمنا باستصلاح مكان بداخله رغم الدمار الكبير .
ومنذ 7 أكتوبر الماضي يشن الاحتلال بدعم أمريكي حربا على غزّة أسفرت عن أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني بغزّة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/07/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php