الجزائر

هكذا نستعيد الهيبة‮!‬



هكذا نستعيد الهيبة‮!‬
الهيبة ليست مرتبطة فقط كما عند علماء السياسة بامتلاك القوة والسلطة والنفوذ والردع،‮ ‬إنما هي‮ ‬مرتبطة أيضا،‮ ‬كما عند علماء الاجتماع،‮ ‬بالتضحية والترفّع والعلم والكفاءة والقدرة والأخلاق والعفة والزهد والإيمان‮.. ‬وغيرها من الصفات‮ ‬غير المادية وغير العنيفة‮.‬لا‮ ‬يمكننا أن نستعيد هيبتنا كاملة،‮ ‬انطلاقا فقط من المفاهيم الأولى الأقرب إلى السيطرة والهيمنة،‮ ‬بل علينا أن نصل إليها من خلال المفاهيم الثانية الأقرب إلى الأخلاق والقدوة الحسنة‮.‬علينا أن نزيل ما ارتبط في‮ ‬أذهاننا من مفهوم لهيبة الدولة،‮ ‬القائم على احتكارها المطلق لوسائل الإكراه المادي‮ ‬والقانوني‮ ‬والإعلامي‮ ‬العنيف وغير العنيف،‮ ‬وأن نسعى إلى استبداله بمفهوم آخر انطلاقا من الأسس الأخرى،‮ ‬غير مرتبط بالفعل السياسي‮ ‬وبممارسة السلطة،‮ ‬مستمدّ‮ ‬من عمق المجتمع وخصوصية الأفراد الذين‮ ‬يمثلون قطاعاته وهيئاته المختلفة‮.‬علينا برسم سياسات عامة تعيد لنا‮ ‬05‮ ‬أشكال من الهيبة‮:‬‬1 هيبة للعلم والعلماء والكفاءات في‮ ‬كافة المستويات بعيدا عن كل حسابات لها علاقة بالاقتراب أو الابتعاد عن السلطة والنفوذ وامتلاك مقومات القوة المادية من مال وجاه وامتيازات‮.‬‬2 هيبة للمعلم انطلاقا من قيم الكفاءة والمعرفة والاستقامة والعفاف لا الولاء وتقديم الخدمات وحراسة الانتخابات‮.‬‬3 هيبة للقاضي‮ ‬على أساس عفته ونزاهته وتطبيقه للقانون‮.‬‬4 هيبة للرجال والنساء على أساس تضحياتهم وتفانيهم في‮ ‬خدمة الآخرين في‮ ‬أي‮ ‬قطاع كانوا،‮ ‬لا على أساس ولاءاتهم لذوي‮ ‬السلطة والنفوذ‮.‬‬5 هيبة للمواطن على أساس صلاحه وإخلاصه وكونه قدوة للآخرين في‮ ‬بيته وعمله‮...‬علينا برسم سياسات عامة تُقيم هيبة الدولة على أساس هيبة المجتمع وليس العكس؛ سياسات تعيد تصحيح المعادلة من الداخل وتعترف أن المسؤول مهما كانت مرتبته،‮ ‬ومهما اصطنع من هيبة لنفسه من خلال عوامل القوة والسلطة والسيطرة والنفوذ،‮ ‬ما‮ ‬يلبث أن‮ ‬ينهار كل ذلك لديه إذا ما أقامه في‮ ‬مجتمع فاقد للهيبة‮.‬ألم تتسارع الأحداث أمامنا اليوم لتقدّم أكثر من نموذج عن المساس بهيبة الدولة في‮ ‬أكثر من موقع من‮ ‬غير أن‮ ‬يتبادر إلى أذهاننا أن المسألة لا تتعلق بهيبة دبلوماسية أو هيبة وزراء أو سفراء إنما بهيبة مجتمع؟ أليس هذا ما‮ ‬ينبغي‮ ‬أن نقوله إذا أردنا أن نسير في‮ ‬طريق عودة الأمل‮: ‬أنه لا‮ ‬يمكننا أبدا أن نصنع رجالا ونساء،‮ ‬وزراء أو‮ ‬غير وزراء،‮ ‬يفرضون هيبتهم على الخارج قبل الداخل إذا لم‮ ‬يكونوا أبناء مجتمع‮ ‬يصنع ويملك بحق هيبته؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)