الجزائر

هكذا نحتفل بالمولد النبوي..



هكذا نحتفل بالمولد النبوي..
رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
هكذا نحتفل بالمولد النبوي..
دأب كثير من المسلمين في شهر ربيع الأول أن يستحضروا سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأن يعبروا عن حبهم له وتعلقهم به وشدة التقدير له لغلبة اعتقادهم أنه - صلى الله عليه وسلم - ولد في الثاني عشر منه.
إن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- أهل لأن يعظم في سائر أيام السنة وأن تذكر سيرته العطرة في كل لحظة لأنه المبلغ لرسالة رب العالمين الهادي إلى سواء السبيل {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَال مُبِين }..الجمعة: 2.
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به وليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه)) الصحيحة.
*ضوابط المحبة
غير أن محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقتضي التقيد بضوابط الشرع حتى لا تزيغ إلى نوع من المغالاة التي نهى عنها النبي - صلى الله عليه وسلم – نفسه فقد وجدنا أناساً يرفعون مقدار النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى درجة زعموا معها أن ليلة المولد خير من ليلة القدر التي بين القرآن الكريم أنها خير من ألف شهر بل ورفعوه إلى درجة الألوهية وأسبغوا عليه صفات لا تجوز إلا في حق الله - تعالى- كادعائهم أنه يعلم الغيب وأنه ليس مِن مِثْلِ البشر بل هو نور من الله الذاتي وأنه يُدخِل الجنةَ من يشاء واعتقاد أنه يُسأل جلبَ النفع ودفعَ الضر حتى قال قائلهم:
يا أكرمَ الخلقِ على ربه *** وخيرَ منْ فيهمْ به يُسألُ
قد مسَّني الكربُ وكمْ مرة *** فَرَّجتَ كرباً بعضُه يُعضِلُ
عجِّل بإذهابِ الذي أَشتكي *** فإنْ توقَّفتَ فمنْ أَسألُ؟
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله)) البخاري. والإطراء وهو الإفراط في المديح ومجاوزة الحد فيه.
ولما ناداه بعض الناس وقالوا: يا خيرَنا وابنَ خيرنا وسيدَنا وابنَ سيدنا قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: (( يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد بن عبد الله ورسولُه ما أُحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيَ الله - عز وجل -)) أحمد وهو في الصحيحة.
وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فراجعه في بعض الكلام فقال: ما شاء الله وشئت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أجعلتني مع الله عدلاً لله نداً؟ لا بل ما شاء الله وحده)) الصحيحة.
*يوم الاثنين
ولئن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد ولد يوم الاثنين فإنه لم يَشرع في هذا اليوم إلا أن يعظم الرب - عز وجل- بصيامه فعن أبي قتادة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: ((ذاك يوم ولدت فيه ويوم أنزل علي فيه)) مسلم.
أما أن يتخذه الناس يوماً للأهازيج والأغاني والرقص والتفنن في أنواع الطعام وإيقاد الشموع والمصابيح.. مع ما تسرب لبعضهم من اعتقاد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحضر في ليلة المولد ويُرى يقظةً لا مناماً أو تحضرُ روحه فيقفون إجلالا لها.. إلى غير ذلك فما عُلم ذلك عن السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ولو كان خيراً لسبقنا إليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.. والأئمة الأربعة وغيرهم من أهل العلم والصلاح.
قال ابن الحاج المالكي في المدخل : العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور؟ . وقال الحافظ أبو زرعة العراقي - رحمه الله -: لا نعلم ذلك ولو بإطعام الطعام عن السلف .
إن محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الحقيقية لا تقف عند هذه المظاهر المستحدثة بل تقتضي تفضيله على كل غال ونفيس قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) متفق عليه.
وإن محبته تقتضي حسن الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - وجميل اتباع أوامره ولذلك قال - تعالى -: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } ..[آل عمران: 31]. قال الحسن البصري: زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية .
وقال ابن كثير: هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدينَ النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .
لقد كانت محبة السلف للنبي - صلى الله عليه وسلم - محبة عملية تجد صداها على أرض الواقع.
فهذا عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقول: ما كان أحد أحب إليّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه مسلم.
وهذا أبو طلحة يدافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أحد حين اشتد بالمسلمين البأس ويقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: بأبي أنت وأمي لا تشرِف (لا تطل برأسك) لا يصبْك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك متفق عليه.
قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -: إنا كنا إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)