الجزائر

هكذا كان يقضي سكان قرى أعماق الأوراس يوميات رمضان قديما



هكذا كان يقضي سكان قرى أعماق الأوراس يوميات رمضان قديما
يجمع الكثير من الشيوخ وكبار السن في مختلف بلديات وقرى منطقة الأوراس أن رمضان قديما كانت له قداسته لدى الجميع نساء ورجالا، صغارا وكبار، في ظل الحرص على حرمة الشهر الكريم وأداء الواجب بصرف النظر عن متاعب الصيام خاصة لما يتزامن ذلك مع حرارة الصيف التي لا تقاوم في بعض الأحيان.ويؤكد الأستاذ مخلوف لعروسي أنه كان يمنع على الجميع استعمال الصابون وشم العطر وكثير من الأشياء، وهذا لا يعود إلى الجهل حسب قوله بقدر ما يعكس الحرص على حرمة رمضان، مضيفا أن رمضان كان لدى القدامى كبقية الأيام من حيث النشاط، فكانوا يمارسون فيه أصعب المهام كالحصاد والدرس، ويهيئون له ما تيسر من المؤونة دون تبذير، وكان الصغار يبقون خارج المنزل حتى يتناول الكبار وجبة الإفطار الدسمة نسبيا، والتي تكون عادة طبقا من المرق، لتجتمع الأسرة كاملة لتناول الطبق العائلي (البربوشة بالحليب) ، كما كان التسوق أسبوعيا، وفق مواعيد محددة في كل بلدية أو قرية، حيث لم تكن هناك زحمة حسب محدثنا مثلما هو عليه الآن، معترفا في الوقت نفسه أن قفة التسوق كانت تشوق الصغار لمعرفة ما فيها، خاصة إذا تضمنت فخذا من اللحم، مشيرا أن "دجاج التريسيتي" لم يكن معروفا، فقد كان لدينا حسب قوله كل شيء طبيعيا مما تجود به الأرضوما نربيه من مواشي ودواجن، كما كانت الزلابية ذات ذوق رفيع، مشيرا أنه في بلدية إشمول مثلا كانت تتوفر على صانعين لها، أحدهما يملك محلا (قاقا عيساوي)، وآخر يدعى يجده الجميع يوم سوق الثلاثاء (بوهزة).وأكد البعض ممن تحدثنا معهم أن كل شيء كان له مذاق وطعم مميز، فيكفي أن تكون على مسافة معينة من الدار لتشم رائحة الطعام اللذيذ، وكان من المحرمات أن يرمى الأكل، أما يوم رمضان فيكون على وقع العمل في البساتين ورعي الأغنام، أما في الليل فيذهب الرجال لأداء صلاة التراويح رغم قلة المساجد وبعدها في تلك الفترة، وكانت السهرة في رمضان تتم في جو عائلي، وتخصص للسمر وسرد القصص والأساطير الشعبية، وكانوا ينتظرون حتى يسود الظلام وتحجب الرؤيا حتى يتناولوا الإفطار، أما وجبة السحور فتتشكل عادة من الرقاق باللبن والتمر (هابسيست) (آريون) مع حضور دائم للقهوة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)