الجزائر

هكذا ستواجه الجماعات الإرهابية القوات الفرنسية في مالي خطط طالبان في أفغانستان والمافيا العالمية سلاحها



شرعت المجموعات الإرهابية في مالي تنفيذ استرتيجتها الحربية ضد القوات الفرنسية والإفريقية، التي تتقدم نحو الشمال دون مقاومة كبيرة في وقت تمكنت فيه الحركة الوطنية لتحرير الأزواد بعد معاركة خفيفة مع عناصر من أنصار الدين من السيطرة على كيدال وتنزواتين في طريقهم للسيطرة على مدينة مانيكا التي طردتهم منها الجهاد والتوحيد في وقت سابق بعد معارك ضارية.
ذكرت مصادر مقربة من الحراك في شمال مالي، أن المجموعات الإرهابية بدأت فعليا في تنفيذ مخططها الحربي، الذي تراهن عليه للإيقاع بالقوات الفرنسية، التي أعلنت، صبيحة أمس، سيطرتها ”على منافذ ومطار مدينة تمبكتو، شمال مالي، في ختام عملية برية وجوية تمت خلال الليل تمت دون أي مقاومة من الجهاديين”.
وقالت مصادرنا في اتصال هاتفي، أمس، إن الجهاديين قرروا استنساخ تجربة طالبان في أفغانستان، حيث بدوا في الانسحاب منذ أيام من المدن والتمركز في الصحراء، أين يصعب على القوات الفرنسية والجيوش الإفريقية ملاحقتهم، مؤكدا أن القوات الفرنسية تتقدم في المدن دون أي مقاومة، لأن الجهاديين لم يبرمجوا مواجهات مباشرة.
ويقوم التكتيك الحرب لهؤلاء في مالي على تجربة طالبان في أفغانستان، التي ألحقت بالتدخل الأجنبي في المنطقة خسائر جعل بعض الدول تسحب قواتها رغم أن عناصر الحركة مازالوا هناك، حيث بدأ الإرهابيون يتمركزون في الصحاري كمرحلة أولى بعدها، لتمكين القوات الفرنسية من التموضع داخل المدن على أن يتم استهدافها بضربات متفرقة في ما بعد عن طريق الزج بعناصر من مقاتليها في المدن، بعد نوع لحاهم وتغيير ألبستهم مستفيدين من لون البشرة عكس ما هو عليه الأمر في الجنوب.
وأكد ذات المتحدث أن ما سيساعد على نجاح التجربة الطالبانية في مالي، أن سكان شمال مالي من العرب والطوارق يستحيل أن يتحالفوا مع القوات الفرنسية، أو ”يشوا” بالإرهابيين وعناصر الجماعات المسلحة الأخرى مادام الأمر يتعلق بالتدخل الأجنبي، خاصة وأن مقاتلي حركة أنصار الدين، من الطوارق وقبيلة ”ايفوغاس” التي ينحدر منها ”زعيم الحركة، إياد غالي تحظى بمكانة خاصة في المجتمع الترقي”، مشيرا في ذات السياق، إلى أن فرنسا تدرك الأمر، وصعوبة التعامل مع سكان الشمال عكس ما هو عليه الأمر في الجنوب.
و ذكرت ذات المصادر، أن المرحلة الأهم والأخطر ستكون في الرمال، التي شكك في شجاعة القوات الفرنسية لدخولها إلا في حالة ما اتخذت من الجيوش الإفريقية دروعا بشرية، مشددا على أنه يستحيل على القوات الفرنسية تطهير الصحراء لعدة اعتبارات أهمها شساعتها وصعوبة تضاريسها، والأهم أنها ستجد نفسها في مواجهة مافيا عالمية متعددة الجنسيات لن تفرط في الملايير التي تجنيها من تجارة الممنوع، مشيرا إلى التحالفات التي أبرمتها الأخيرة مع الإرهابيين.
من جهة أخرى، أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد أنها تمكنت بعد معارك ”خفيفة”، صباح أول أمس، مع مجموعات من المقاتلين الإسلاميين، من السيطرة على مدن كيدال وتنزواتين، في أقصى الشمال الشرقي المالي، مؤكدة أنها في الطريق لتعلن السيطرة التامة على مدينة مانيكا. وأكد عضو المجلس الثوري للحركة الوطنية والمكلف بالعلاقات الخارجية، آغ محمد ”عدم وجود أي عناصر من تنظيم قاعدة المغرب الذي اختفى مقاتلوه منذ مدة، مؤكدا أن من واجهوهم تابعون لحركة أنصار الدين التي تراجعت منذ بداية العملية العسكرية الفرنسية”، ما يؤكد فعلا أن الإرهابيين انسحبوا من المدن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)