هكذا تكلم علي حداد! ليس كلاما فلسفيا مثلما توحي الجملة، وإنما كلام على وزن “فقاقير” ونوادر الوزير الأول عبد المالك سلال، وإن كان كلام علي حداد لا يبعث على الضحك بقدر ما يزرع المرارة في الحلق والغضب في النفوس.رئيس منتدى رجال الأعمال في زيارته الأخيرة إلى الصين رفقة الوزير الأول، ذهب ومعه عرض مغرٍ للصينيين لكي يأتوا ويستثمروا هنا في نساء الجزائر، حيث قال لمن تحدث إليهم هناك “تعالوا إلى الجزائر.. عندنا نساء كثيرات”.نعم لم تترك الأزمة “لسيد” الأعمال المال لإغراء الصينيين وإقناعهم بالمجيء، إضافة إلى فضائح النصب والرشاوى مع شركات صينية كشفتها محاكمة الطريق السيار، فراح الرجل يعرض عليهم النساء.الأكيد هنا أنه يكشف من دون قصد سبل نجاحه هو كمستثمر وكرجل أعمال، لا يفقه الكلام، لكنه يفقه لغة العرض والطلب وتجارة اللحم الرخيص.لم يؤلمني كلام علي حداد لأني أعرف مستوى الرجل الذي صنعته ظروف الأزمة، والمنتفعين منها، لكن أوجعني كلام هذه السيدة “سيدة أعمال” التي رافقت وفد الوزير الأول إلى الصين، ونقلت هذا الكلام الفاضح على لسان رئيس منتدى رجال الأعمال، إلى وسائل الإعلام، تشتاط غيظا من جهة، وتطلب من جهة أخرى بصورة مقرفة من رئيس الجمهورية أن يتدخل؟!يتدخل لماذا؟ لاسترجاع كرامتها المهدورة فوق جدران السور العظيم؟! كان عليها أن تتقدم وتتأخر - مثلما يقول المثل - وتعطي صفعة مدوية لهذا الأحمق الذي نسي من يكون، ولعبت الظروف والفضائح بعقله، ولم يعد يخاف لا اللوم ولا العقاب؟!ليس هناك من يعيد كرامة المرأة غير المرأة نفسها، والتي تعتقد أن رئيس الجمهورية أو أي كائن من يكون سيرد لها كرامتها، هو في حد ذاته إهانة للنساء، فالقاصر هي التي تحتاج لولي يحميها.لو كان بوتفليقة أو غيره يريد لعلي حداد ألا يكون، فلا يكون. أليس علي حداد صناعة محيط الرئيس وأحد المنتفعين من عهداته والداعمين له، فكيف تطلب منه هذه السيدة اليوم أن يرد لها اعتبارها منه؟!أين نحن من تاريخ الجميلات؟ عندما كانت بطولات المرأة الجزائرية وجمالها تلهم الشعراء والفنانين، فخلدوا جمالها في لوحات عالمية، وبطولاتها في قصائد وأفلام سينمائية؟!لكل زمن رجاله ونساؤه وبطولاته، وبطولات هذا الزمن الذي يصنع أحداثه علي حداد وحمداش وأمثالهما، لا يمكن أن يرفع المرأة الجزائرية إلى مكانة ترفع من شأنها وتحفظ كرامتها.حسبها علي حداد سلعة، مثل باقي السلع التي وضعها في المزاد، كرامته؟!ب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/05/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com