الجزائر

هكذا تحوّلت المصالحة الجزائرية إلى مرجعية عالمية



كرّست ثقافة العيش معاً بسلام ..
هكذا تحوّلت المصالحة الجزائرية إلى مرجعية عالمية
مقاربة الجزائر في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف أصبحت نظرية ناجحة
شيخ بن خليفة
لنجعل من العيش معا في سلام مكسبا ومبدأ تربويا .. هذا هو الشعار الذي يحمله الموسم الدراسي الجديد 2018 2019 الذي أعطيت إشارة انطلاقه يوم الأربعاء الخامس سبتمبر 2018 وهو شعار اعتبره متتبعون منسجما تماما مع مقتضيات المرحلة الحالية من تاريخ الجزائر التي تُعد منعرجا حاسما حجر أساسه المصالحة الوطنية بأبعادها المختلفة سياسيا وأمنيا واجتماعيا.. وهي أبعاد لا تخص الملايين التسعة من تلاميذ الجزائر فقط بل تهم الجزائريين جميعا دون استثناء على اختلاف مشاربهم الإيديولوجية وتوجهاتهم السياسية والفكرية..
وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي لخص المعادلة التي سمحت للجزائريين أن يعيشوا معا بسلام حاليا بعد سنوات دامية في عبارة من شقين قائلا: كل المكاسب التي ننعم بها ما كانت لتتحقق لولا التضحيات الجسام لأبنائنا من ربوع الوطن وأفراد الجيش الوطني الشعبي والتفاف مواطنينا حول مسعى المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية.. فتضحيات أبناء الجيش تُذكر فتقدّر وهي في الواقع لا تُقدّر بقيمة أو ثمن.. واحتضان الشعب لمشروع المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس بوتفليقة سمح بتكريس المشروع الشامل الذي كان هدفه الأسمى والأساسي قيادة الجزائر إلى بر الأمن والأمان بعيدا عن كل عنف وأحقاد وتشاحن وتنافر واحتقان..
مصالحة الجزائريين محل إعجاب عالمي..
وإذا كان الجزائريون يفخرون بثورة نوفمبر المجيدة التي سمحت لبلادهم بإلحاق الهزيمة بالإرهاب الاستعماري الفرنسي وصنفت كأعظم ثورة في القرن العشرين فإن القرن الحادي والعشرين حفل بملحمة جديدة حقّ لهم الفخر بها أيضا وهي ملحمة المصالحة الوطنية التي سمحت بلادهم بطي صفحة سنوات الإرهاب الأليمة بالموازاة مع تنفيذ مقاربة شاملة لمكافحة التطرف العنيف واجتثاثه من الجذور وهي مقاربة مازالت سارية التنفيذ وأثبتت نجاعتها بدليل الأعداد المتزايدة من الدمويين المغرر بهم الذين يطلقون الفعل الإرهابي ويعودون إلى حضن المجتمع من الحين للآخر..
وفي هذا السياق صرّح الحقوقي البارز مصطفى فاروق قسنطيني أن المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية مميزة لأنها جزائرية خالصة وأفضت لتحقيق السلم في ظرف قياسي وأضاف قسطيني في تصريح إذاعي أن المصالحة الوطنية التي بادر السيد رئيس الجمهورية وتكفل بها شخصيا أصبحت مثار إعجاب وإشادة كل الوفود الأجنبية. لماذا؟ لأنها كانت جزائرية خالصة ولم يتدخل فيها أي طرف أجنبي. ثانيا: أنها نجحت في ظرف قصير جدا وقياسي وحققت أهدافها أو قل حوالي 95 بالمائة من أهدافها. وأصبحت المصالحة الجزائرية مثالية ومثالا يحتذى به في العالم لأن ما حدث في الجزائر كان شبه معجزة بحيث تحققت المصالحة في فترة قياسية على عكس المصالحة في دول أخرى حيث دامت فترات طويلة جدا .
مرجعية..
جاء إقرار الأمم المتحدة يوما عالميا للعيش معا في سلام باقتراح جزائري ليؤكد أن المصالحة الجزائرية قد تحولت فعلا إلى مرجعية عالمية بعد أن نجحت في تكريس ثقافة العيش معاً بسلام ..
للإشارة فقد احتفى به العالم لأول مرة في ال16 ماي 2018 باليوم العالمي للعيش معا في سلام تجسيدا لمبادرة جزائرية تبنتها الأمم المتحدة في خطوة تعكس اعتراف العالم بمسعى الجزائر في تعميم قيم التسامح والمصالحة والعيش المشترك على المعمورة بدلا من لغة الرصاص والمدافع.
وأقرت الأمم المتحدة أن يكون الاحتفال السنوي بهذا اليوم العالمي فرصة للجميع من أجل التعبير عن الرغبة في العيش والعمل معا موحدين في ظل الاختلاف والتنوع من اجل إقامة عالم في كنف السلام والتضامن والانسجام .
=======
وزير الاتصال جمال كعوان:
الجزائر ينبوع للسلام.. والمصالحة تجذرت في نفوس الجزائريين
تعليق الصورة:
الوزير كعوان
يرى وزير الاتصال السيد جمال كعوان إن إقرار الأمم المتحدة والعالم يوم ال 16 ماي يوم عالميا للعيش معا في سلام الذي بادرت به الجزائر لم يأت من فراغ وإنما تحصيل لمسار جزائري طويل مشيرا إلى أن الجزائر ظلت ينبوعا من ينابيع السلام العالمي على امتداد عشرات السنين بل القرون بدءا من الامير عبد القادر والشيخ عبد الحميد بن باديس وصولا إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي توج هذا المسار بمصالحة الجزائريين مع أنفسهم بعد عشرية دامية قبل أن يستلهم العالم أجمع المصالحة في حل النزاعات الدولية والاقليمية وأشار كعوان إلى أن المصالحة الوطنية قد تجذرت في نفوس الجزائريين.
وتوقف وزير الاتصال عند أهم المحطات الدبلوماسية التي سبقت إعلان الأمم المتحدة وتبنيها مبادرة الجزائر بإقرار يوم عالمي للعيش معا في سلام ولعل أبرزها خطاب الرئيس بوتفليقة من منصة اليونيسكو سنة 2005 الذي دعا فيه إلى تقبل الأخر ووضع بوصلة مسار السلم والمصالحة وقبله الوئام المدني الذين استجاب لهما الشعب الجزائري _يضيف وزير الاتصال- واحتضنهما بعد عشرية طغت فيها مشاعر البغض ورفض الآخر باسم الدين على مشاعر الجزائريين وتصرفاتهم قبل أن يعودوا إلى مبادئهم المستلهمة من ثورة نوفمبر المجيدة ليتخطوا الدمار ويدحضون كل الأسباب المغذية للإرهاب.
ونوّه جمال كعوان بكون المصالحة قد تجذرت في نفوس الجزائريين وأصبحت تطبع تعاملاتهم مع الآخر مدركين أن العنف لا يولد إلى العنف.
ش. ب
====
الدكتور أحمد ميزاب:
الجزائر تحوّلت إلى مدرسة في السلم والمصالحة
تعليق الصورة:
الدكتور ميزاب
قال الدكتور أحمد ميزاب رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة أن إقرار الأمم المتحدة يوما عالميا للعيش معا في سلام يعد اعترافا بمكانة الجزائر وعمق نظرتها ونجاح دبلوماسيتها.. وقال ميزاب في حوار أجراه معه موقع الإذاعة الجزائرية إن تجسيد هذه الفكرة عالميا رغم طابعها الفلسفي النظري ممكن إذا توافرت الإرادة والرغبة في العيش المشترك وبعد النظر مشيرا إلى أن القارة السمراء التي تطرح 60 بالمائة من قضاياها بمجلس الأمن الدولي يمكنها أن تستفيد وبقوة من التجربة الجزائرية في السلم والمصالحة والتعايش معا في سلام..
وأضاف ميزاب قائلا: نحن بحاجة لتأسيس ليوم نعيد فيه ترتيب الأوراق وأن نتحدث بلغة التضامن الدولي ومن الضروري أن نتعايش بسلام وأن نجعل الخلافات جانبا وأن يتم حلها بالحوار والحلول السلمية لتحقيق آمال شعوب العالم. أليس من ديباجة ميثاق الأمم المتحدة إقرار الدول المنضوية داخلها بالعمل على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وذلك من خلال العيش معا بسلام وتسوية الأزمات بالحوار والعقل .
أما كيف يمكن للجزائر أن تستفيد من هذا الاعتراف الأممي فأوضح رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة قائلا أنه بلا شوفينية أقول إن الجزائر تحولت اليوم إلى مدرسة كبيرة تقدم دروسا في مجال السلم والمصالحة وتسوية الأزمات والصراعات عن طريق الحوار والحلول السلمية وذلك انطلاقا من تجاربها ورصيدها ومكتسباتها التاريخية في هذا المجال مضيفا أن هذا الأمر ليس غريبا على الجزائر فحينما نتحدث عن ذلك نستحضر الأمير عبد القادر الذي لقب براعي القيم الإنسانية من قبل ملوك وأمراء دول العالم في 1864 بعد مساهمته في حماية الأقلية المارونية في سوريا. كما أن ذلك ليس غريبا على الجزائر الذي فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المدرسة الكبيرة في الدبلوماسية والمشهود له برجاحة العقل وبعد النظر والذي جاء بمشروع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي كان خيارا استراتيجيا بامتياز ومكن الجزائر من أن تخطو خطوات كبيرة نحو الأمام. كما أن ذلك ليس غريبا على الجزائر التي سجلها حافل بحل أعقد الأزمات سواء في إفريقيا أو في المنطقة العربية أو خارجها عن طريق التسوية السلمية .
ش. ب
====
الطريق الأسلم لحقن دماء الجزائريين
المصالحة.. مسالمة بعد منازعة
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة-حفظه الله تعالى- بحكمه جزائري ومسلم أدرك سر قوله تعالى: (والصلح خير) النساء/128 فحين دعي إلى سدة الرئاسة وبايعه الشعب الجزائري رئيسا اشترط للقيام بهذه المهمة ألا يكون ربع رئيس وإنما يكون رئيسا كامل الصلاحيات ووعد الشعب الجزائري بأنه سيحقق الأمن والاستقرار حتى أن المسافر من الجزائر إلى تمنراست لا يرعبه أحد ولا يخيف أحد ولا يخاف إلا من الله تعالى وتحقق ذلك ووفى بما وعد..
هذا ما كتبه الشيخ الدكتور التواتي بن التواتي في مقال له بعنوان الصلح خير نشرته أخبار اليوم قبل شهور أشار فيه إلى حرص الرئيس بوتفليقة على التشبث بتكريس مشروع المصالحة ل أنها الطريق الأسلم لحقن دماء الجزائريين ولبناء مجتمع جزائري حديث متشبع بالروح الوطنية وحباه الله سبحانه وتعالى ببطانة لا نشك في إخلاصها فهي راعية لبرنامجه المبني على القاعدة القرآنية وهي قوله تعالى: (والصلح خير) النساء/128 .
وذكر الدكتور بن التواتي إلى أن الصلح مشتق من المصالحة وهي المسالمة بعد المنازعة وفي الشرع عبارة عن عقد وضع بين المتصالحين لدفع المنازعة بالتراضي يحمل على عقود التصرفات وركنه الإيجاب والقبول الموضوعان للصلح وله شروط ذكرتها في كتابي المبسط في الفقه المالكي بالأدلة وكذا في كتابي الفقه المقارن وبيّنتها وشرحتها على ضوء مقاصد الشريعة.
فقلت: إن من مقاصد الشريعة الإسلامية المصالح الضرورية التي هي أصل للحاجية وتكون الحاجية مكملة لها وكذلك التحسينية مكملة للحاجية فشرط مراعاة المصالحة الحاجية أن لا تعود على المصالح الضرورية بالإبطال.
وأضاف بن تواتي أنه أخذا بالقاعدة الفقهية أن المصالحة لا تجوز إلاّ للضرورة وهنا ما قام به الرئيس بوتفليقة الضرورة الظاهرة للعيان وهي حقن الدماء ورأب التصدع الذي أوشك أن يؤدي ببناء الدولة الحديثة. يقول أهل الفقه: عقد المصالحة لا يجوز إلا لضرورة ولا يعقده إلا الإمام والرئيس بوتفليقة بوصفه إمام مبايع من طرف الشعب الجزائري مخول له بعقد المصالحة إصلاحا لذات البين وحفاظا على الدين.
ش. ب
===
المصالحة مع الذات أولا..
العيش معا بسلام يبدأ من السلام الداخلي فعلى المستوى الفردي تبدو المصالحة مع الذات ضرورية لمصلحة الشخص أولا ولصالح المجموعة القريبة منه عائلته ومحيطه ثانيا بما يعود بالنفع والسلام على المجتمع بكامله وبما يقلص من مستويات السلوكات العدائية والعنيفة التي تصدر عن كثير من الأفراد وتجعل المجتمع يعيش في حالة من التوجس و اللاسلام كما هو الشأن لتفاقم الإجرام وعمليات اختطاف الأطفال وغيرها من أشكال اللاتصالح وترويع الآمنين والاعتداء على الأشخاص والممتلكات ناهيك عن عمليات الإيذاء الذاتي من انتحار وإدمان على المخدرات وغيرها من السموم ..
ولذلك يبدو ضروريا العمل على تكريس وتعزيز المصالحة الذاتية للأفراد من خلال مضامين تربوية وإعلامية ومسجدية تُشعر الإنسان البسيط بأهميته وجدواه وتجعله يتصالح مع نفسه ويبتعد عن كل ما يؤذيه أو يؤذي غيره وتدفعه نحو العيش بسلام مع الآخرين..
ش. ب
*****
قالوا عن المصالحة الجزائرية:
* يجب استخلاص الدرس من التجربة الجزائرية وهو أنّ الحل العسكري غير كاف بحدّ ذاته..
السلطات في الجزائر تبنت مقاربة مختلفة تماماً وذلك باستعمالها أساليب أكثر تصالحية بما في ذلك الهدنة ومسار المصالحة الوطنية وبرامج التوبة وإعادة التأهيل وبرامج الاستثمار في مجالات التنمية..
الباحثة المقيمة في مركز كارنيغي للشرق الأوسط دالية غانم يزبك
* إنه من الأهمية بمكان الاستفادة من خبرة الجزائر في إطار المصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب وما قام به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من إعادة الأمن والطمأنينة في الجزائر..
مفوض السلم والأمن لدى الإتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي
* للجزائر تجربة طويلة المدى في مكافحة الإرهاب وهذا ما جعل منها دولة مهمة على المستوى الإقليمي والدولي.. وقد تم في اجتماع نيويورك التأكيد على الشراكة بين الجزائر وأمريكا في مجال محاربة هذه الظاهرة.. والإشادة الدولية بدور الجزائر تعد بمثابة تحفيز للدول الأخرى للاستفادة من خبرتها وكذا من النجاعة الجزائرية التي تتبنى الحل السلمي ونحن مع هذه المقاربة أي مع تغليب الحل السياسي على الحل العسكري..
مستشار الكونغرس الأمريكي وليد فارس
* هناك تنامي للدور الجزائري الباحث عن إنهاء القتال في ليبيا.. والجزائر باتت رقما مهما في ملف المصالحة الليبية وعاد الحضور الجزائري في الملف الليبي بقوة في السنوات الأخيرة..
الناشط الحقوقي الليبي بركة بن هامل
* التجربة الجزائرية غنية في مجال المصالحة الوطنية وترسيخ العمل الوحدوي وتجاوز المشاكل الداخلية مبرزا أن دور الجزائر سيكون ايجابيا في حل الأزمة الليبية..
مبعوث جامعة الدول العربية السابق إلى ليبيا ناصر القدوة
* الاحتفال بيوم العيش معا بسلام عبر أنحاء المعمورة يعد اعترافا عالميا بالدور الذي تقوم به الجزائر في نشر السلم والمصالحة والاستفادة من تجربتها في مكافحة الإرهاب حيث أصبحت مدرسة تستفيد وتنهل منها الشعوب
السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر طالب عمر
* الجزائر أضحت من ضمن 14 دولة الأكثر أمنا واستقرارا في عالم مضطرب ومتأزم وفي جوار إقليمي عربي وإفريقي ملئ بالتهديدات والنزاعات.. كما أن التجربة الجزائرية في المصالحة أصبحت مطلوبة في عدة دول من بينها ليبيا ومالي..
وزير الخارجية عبد القادر مساهل


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)