الجزائر

هكذا تحوّل "سيدي" إلى "CD" في المدرسة الجزائرية


هكذا تحوّل
خلف القرار الذي اتخذته وزيرة التربية نورية بن غبريط الكثير من الاستياء والسخرية وسط الأسرة التربوية ومختلف شرائح المجتمع، خاصة بعد لجوئها إلى القرص المضغوط خصيصا لطلبة السنة الثالثة ثانوي، كخيار رأته مناسبا للتحضير في ظروف مريحة لمسابقة شهادة البكالوريا، وهذا موازاة مع تواصل موجة الإضرابات والاضطرابات التي يعرفها قطاع التربية.واستنكر الكثير من أهل القطاع، طريقة الوزارة في تقزيم مكانة الأستاذ، دون مراعاة دوره المحوري في الحلقة التعليمية، وأكد البعض أن الوزيرة كان يفترض أن تحرص على تسوية المشاكل الحقيقية، لفتح صفحة جديدة تمهد لخطوات ايجابية بدلا من مواصلة سياسة الترقيع ومنطق الهروب إلى الأمام، وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من ردود الأفعال والتعاليق التي تجمع بين التأسف والسخرية. وذهب البعض من مستخدمي التربية إلى حد تعمد التقليل من قيمة الأستاذ الذي كان يوصف في وقت غير بعيد ب"سيدي"، بناء على مكانته المحترمة لدى الجميع، ودوره الفعال في القسم والمنظومة التربوية، وحتى في وسط المجتمع، ليتم وضعه على الهامش، بعد اللجوء إلى أقراص مضغوطة رأتها الوزارة بديلا يعين الطلبة على التحضير لمسابقة البكالوريا، وهو ما جعل البعض يقتنع بأن الوزارة قررت في النهاية استبدال "سيدي" بال"سي دي CD ".وهو ما يكشف في نظرهم سياسة البريكولاج وعمليات الترقيع التي ستساهم حسبهم في مواصلة تأزم الوضع، في ظل عدم معالجة المشاكل الجوهرية التي تتخبط فيها الأسرة التعليمية والمنظومة التربوية بشكل عام، وهو ما جعل البعض يضع صورا يشبه فيها الأقراص المضغوطة بالأساتذة، في حين يتولى الهاتف النقال أو الكمبيوتر مهمة المدير.ووصل الكثير إلى قناعة بأن الأقراص المضغوطة لن تكون بديلا للأساتذة في تفعيل التحصيل الدراسي، خاصة أنها لم توظف في خانة المكمل للعملية التعليمية، كما أن التجارب السابقة أثبتت أن المعلم أو الأستاذ يعد حلقة محورية في تلقين الدروس وتبسيط المفاهيم حتى يتسنى استيعابها بشكل فعال من طرف الطلبة.وحسب البعض ممن تحدثنا معهم فلو لم يكن دور الأستاذ مهما، لكان بمقدور أي فرد البقاء في بيته والاكتفاء بقراءة الكتب بمفرده، لكن هذه التجربة لن تكون فعالة في حال غياب التفاعل بين المرسل والمتلقي (الأستاذ والتلميذ)، وهي العملية التي وقف عليها الكثير ممن درس أيضا في الكتاتيب القرآنية، وكشفت عن فعاليتها في عملية التحفيظ والكتابة على اللوحة، حيث أنه لا يتسنى لطالب القرآن اللجوء إلى كتابة سورة جديدة إلا بعد الانتهاء من حفظ ما طلب منه قبل ذلك، ناهيك عن تخصيص فترة لقراءة آيات الذكر الحكيم على المصحف قبل اللجوء إلى عملية التدوين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)