عادات متوارثة وأجواء روحانية
هكذا أحيا الجزائريون ليلة النصف من رمضان
تعد ليلة النصف من رمضان ليلة مباركة يستقبلها الجزائريون بالفرح والسرور كما يغتنمونها للدعاء والاستغفار بغرض الاقتراب من الله عز وجل والاحتفال بليلة النصف تكتمل فرحتها بمشاركة الأهل والأقارب فرحة مرور نصفية رمضان والفوز بالصيام وكسب الثواب إلا أن ما يحز في النفوس هو بداية العد التنازلي لتوديع أفضل الشهور.
نسيمة خباجة
ليلة النصف من رمضان لا تمر كسائر الأيام الأخرى على العائلات الجزائرية ولو أن كل أيام رمضان لها طعم وتميزها أجواء روحانية تختلف بخصوصياتها عن بقية الشهور.
أطباق تقليدية وحفلات ختان
تتهافت الأسر على اغتنام الفرص من اجل التقارب والتزاور وتبادل الدعوات فيما بينها في منتصف رمضان وهناك من تعكف على إقامة حفلات الختان للأبناء تطبيقا وتقيدا بالسنة المحمدية فتذهب إلى الإعداد للاحتفال منذ بدء الأيام الأولى وتقتني للطفل الملابس الخاصة بالاحتفال ليتم الختان في ليلة النصف وتقام الاحتفالية في منتصف رمضان أي في اليوم الخامس عشر منه ومن الأسر من تذهب إلى تحضير أطباق تقليدية خاصة بتلك الليلة على غرار الكسكس والرشتة أو الشخشوخة لكي يتبين للجميع خصوصية ذلك اليوم ولو أن كامل رمضان يتميز بأيامه المباركة التي لا تخلو من الخير والرحمة والمغفرة والثواب لكن وحسب العادات المتوارثة في الجزائر فإن ليلة النصف تطبعها خصوصيات تتجسد في إقامة حفلات ختان للأطفال وتبادل الدعوات والزيارات وكذا تحضير أطباق تقليدية خاصة دون أن ننسى عادة تصويم الطفل الصغير في ليلة النصف كما في تلك الليلة تنبيه ببدء العد التنازلي للشهر الكريم ومن ثمة اغتنام أيامه المتبقية في الذكر والتصدق والصيام والقيام.
في جولة قادتنا إلى بعض الأسواق رصدنا الأجواء وكذا العادات والتقاليد التي طبعت العائلات في ليلة النصف من رمضان المبارك فوجدنا أن اغلب ربات البيوت تأهبن لتلك الليلة مسبقا من حيث تحضير بعض المواد الضرورية التي تتطلبها أطباق تلك الليلة والتي تكون أطباقا خاصة قالت إحدى السيدات أنها أعدت طبق الكسكس في تلك الليلة إلى جانب الأطباق المعتادة طبعا التي لن تغيب على غرار الشربة كطبق خفيف يفطر به الصائم إلا أن العادات تملي على كل الأسر التزود بتلك الأطباق التقليدية فهي ورثت العادة عن أمها التي ورثتها بدورها عن جدتها وهي سوف تورثها لبناتها وهكذا دواليك لكي لا تنقرض تلك العادات الحميدة التي تعبر عن الفرح والسرور بالمناسبة العظيمة وأيام رمضان المباركة التي تشع رحمة ونورا.
السيدة سهام قالت أنها اختارت أن يكون ختان ابنها في ليلة النصف لذلك استغرقت كل الأيام الأولى من الشهر الفضيل في التحضير لتلك المناسبة على قدم وساق فيما يخص اقتناء الملابس وتجهيز البيت سيما وأنها زودته ببعض الأطقم بغرض إقامة الوليمة في ساحة البيت خلال السهرة وستدعو إلى تلك الاحتفالية كافة الأحباب والأقارب وهناك من رأى أن ليلة النصف تتعدى تلك الموروثات والتقاليد ورأى أنها فرصة لمراجعة ومحاسبة الذات والوقوف على الأعمال المنجزة خلال النصف الاول من رمضان واستغلال الفرصة في النصف الأخير من اجل التكثيف من العبادات والقيام والحسنات لاسيما وان رمضان هو فرصة لتقوية وكسب الأجور المضاعفة.
دعوات وولائم
يصحب الإحتفال بالليلة المباركة لدى بعض العائلات الإحتفال بالعروس حيث تكون الفتيات الحديثات الزواج ضيفات في بيت أهاليهن خاصة اللاتي تزوجت قبيل الشهر الفضيل حيث يتم تحضير بعض الأطباق التقليدية من بينها الكسكس والرشتة وبعد الإفطار مباشرة يتم إصطحابها إلى الحمام ثم الحلاقة لتكون تاج السهرة الرمضانية بحضور أقرب الناس حيث يتم جمع شمل الأسرة ككل من الأبناء والأحفاد في جو عائلي حميمي للمشاركة في الإحتفال حيث تزين مائدة السهرة بالحلويات كالمقروط الطمينة المحنشة الصامصة والقطايف إلى جانب الشاربات والشاي حيث تظهر العروس في أبهى حلة وتزين القعدة بالبوقالات التي تعد تراث جزائري ورثته النساء منذ القدم حيث تبدأ باسم الله بديت وعلى النبي صليت وعلى الصحابة رضيت وعيطت يا خالقي يامغيث كل مغيث ثم تذكر البوقالة بعدما تنوي الفتيات لتصحب بالزغاريد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/04/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com