الجزائر

''هربنا من باتنة بعد أن شعرنا أن الموت يداهمنا'' العقل المدبّر لوداد تلمسان الكاتب العام نصر الدين سليمان



''هربنا من باتنة بعد أن شعرنا أن الموت يداهمنا''                                    العقل المدبّر لوداد تلمسان الكاتب العام نصر الدين سليمان
''ضحيت بمنصبي في التعليم من أجل الوداد''
يجمع عشاق الكرة المستديرة في تلمسان، من مسيّري وأنصار الوداد، على أن المدير الإداري السابق نصر الدين سليمان يعتبر العقل المدبّر للفريق، ولم يستطع أي رئيس أن يستغني عنه منذ بداية الثمانينيات، رغم ما يلقاه من معارضة شديدة من لاعبين ومسيّرين سابقين.
تعرّض الرئيس المدير العام لشركة أمال وداد تلمسان عبد الكريم يحلى لضغوطات من أجل التخلي عن سليمان، لكنه رفض معترفا له بدوره الكبير. ''الخبر'' التقت سليمان في مقر الفريق وفتح قلبه لها في هذه الجلسة الحميمية.
يقول أن ارتباطه بوداد تلمسان كانت عبارة عن علاقة حبّ توطدت مع مرور الأيام ''في مطلع الثمانينيات كنت أعمل معلما في الطور الابتدائي وكاتبا عاما لفريق صغير يسمى ترجي تلمسان، فطلب مسيرو الوداد مني آنذاك مساعدة الفريق إداريا، لكن تبيّن لي فيما بعد أنه يستحيل التوفيق بين المهمتين، فخيّرت بين التعليم والوداد، وقررت التضحية بمنصبي في التعليم للتفرغ كلية للوداد''، على حد قول سليمان الذي لم يندم على اختياره، لأنه قال ''بفضل وداد تلمسان عرفت الرجال وجلت أقطارا من العالم وساهمت في خدمة الفريق، من خلال الفوز بالكأس العربية التي كنت فيها المسؤول عن الفريق، وكذا تمكين فريقي بالفوز على البساط كما حدث مع شبيبة القبائل''، مثلما يضيف محدثنا الذي يعترف بأن هذه القضية جعلت منه اسما في سماء الكرة الجزائرية.
أبى سليمان إلا أن يسرد أفزع حادثة وقعت للوداد، حيث قال أن إدارة الفريق كانت تعلم بما ينتظر الوفد بباتنة أمام المولودية المحلية عام 1985، بسبب المناوشات التي كانت قد حدثت بين الفريقين في لقاء الذهاب بتلمسان برسم بطولة القسم الوطني الثاني، وزاد التلفزيون في تضخيم المسألة، حسب سليمان، مما ولّد الضغينة لدى أنصار فريق الأوراس ''ولهذا طلبنا من المدرب بن يلس عدم مرافقتنا إلى مدينة باتنة لأنه كان المستهدف الأول، لكنه رفض، ولما وصلنا إلى مطار قسنطينة لم نجد الحافلة التي كان من المفروض أن توفرها إدارة المولودية، فانتقلنا عبر حافلة أخرى. وأثناء الطريق لاحظنا سيارات غريبة تلاحقنا، حتى وصلنا إلى شارع ممرات بن بولعيد المودي إلى فندق الشيليا، أين وجدنا جماهير كثيرة في انتظارنا فحطموا الحافلة من فوق رؤوسنا ونجونا من موت محقق، خاصة المدرب بن يلس. وبعد أن أضحت حياتنا في خطر، فكرنا في الفرار ليلا من الفندق، فاتصلنا بزملاء لنا بعين مليلة الذين أرسلوا لنا سيارات أجرة وهربنا على الساعة الواحدة ليلا على حين غفلة من أهل المدينة، مفضلين الخسارة على البساط وخصم نقطة إضافية من أجل إنقاذ أرواحنا''.
بتاج عاد من تونس مريضا وبسعود أنا من ساعدته
وبخصوص الانتقادات اللاذعة التي تعرّض لها من بعض اللاعبين القدامى الذين يتهمونه بالضلوع في معاناتهم، على غرار بتاج وبسعود، أكد سليمان أن الأول تلقى عرضا من أولمبي باجة التونسي، وانتقل بسرعة ''ولكن لما علم مسيّرو الفريق التونسي بمسألة مرضه أرادوا إرجاعه إلى فريقنا، مع أنه غادرنا بسلام وأراد أن يعود إلى الوداد مريضا، فهو التحق بباجة وأهمل الوداد ولما مرض أراد العودة إلى الفريق. ورغم ذلك، ناقشنا عودته مع التونسيين ليكون لنا نصيب من الحقوق، فأعدناه إلى الفريق. أما الحارس محمد بسعود، فقد قدمت له مساعدة كبيرة لكي يعترف برقمه القياسي، باعتباري أنا من كتبت له الطلب، وتحدثت بخصوصه مع رئيس الاتحادية محمد روراوة. وعن قوله بأنني حرمته من أوراق المباريات، فلأن هذه الوثائق تعتبر أرشيف النادي لا يمكن أن تخرج من الإدارة والاتحادية تملك نسخا منها وبإمكانها أن تسهّل مهمته وعليه أن يراسلها فقط''.
الحكم برقي كان شجاعا في لقاء عين وسارة
تواصلت محن وداد تلمسان في بطولة ذلك العام، حيث يقول سليمان أن فريقه خاض لقاء الموسم الذي بفضله عاد الوداد إلى القسم الأول، وذلك أمام شباب عين وسارة بملعب هذا الأخير ''لقاء توقف في شوطه الثاني بعد أن اختلطت الأمور إثر اعتداءلاعب من عين وسارة على لاعبنا جمعي، فما كان على الحكم برقي سوى توقيفها، لكنه لم يشر إلى أسباب توقيفها، ولو لم يكن نزيها، لتمّ إقرار خسارتنا ورهن حظوظ الصعود لصالح شباب قسنطينة وشباب باتنة. وبعد اللقاء، سمعنا أن شباب باتنة فاز في قالمة، فنزلت رفقة رئيس الفريق آنذاك المرحوم أحمد بن مهدي، وتوجهنا على الفوز إلى العاصمة بواسطة كلانديستان، وطلبنا حقوقنا وبقيت القضية في المداولة طيلة شهر كامل، ونحن في صراع مع مسيري شباب قسنطينة وشباب باتنة وعين وسارة الذين كانوا يضغطون لكي يدوّن الحكم في تقريره أن المباراة عرفت فوضى عامة، لكن الحكم نطق بالحقيقة وحمّل لاعبي الفريق المستضيف مسؤولية الأحداث، وفزنا بنقاطها وحققنا الصعود بعد أن بقينا أياما وليال في العاصمة''.
ولم يكترث سليمان بما يقال عنه من خلال تهميشه للمدربين في الوداد وإقصاء لاعبين شبان. مشيرا إلى أن القرارات التي اتخذها كانت من أجل مصلحة الفريق ''أفتخر بما قدمته لفريقي قبل أن أسلم المشعل للكاتب الجديد بن موسى الذي ما زال يستشيرني''. ويعتبر التتويج بالكأس العربية بالسعودية أحسن ذكرى له مع الوداد، وذلك بفضل التشكيلة التي كوّنها، حسبه، المدرب مهداوي طيلة ثلاث سنوات، والتي كانت تضم عناصر من تلمسان ما عدا السنيغالي عيسى إيدارا''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)