الجزائر

هذه مصائبنا!



هذه مصائبنا!
من كذبة إتلاف المجلس الدستوري للتوقيعات التي جمعها من أجل الترشح للرئاسيات الماضية، إلى كذبة وجود الرئيس في فال دوغراس الأسبوع الماضي، أو هكذا يريد أن يحكمنا المدعو ”رشيد نكاز”.نكاز الذي يرتدي أجمل البدلات في باريس، ويرتدي زي المتسولين في الجزائر، أي يعطي لكل جهة المنظر الذي يليق بها، قالوا إنه متابع قضائيا بسبب الفيديو الذي نشره على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يجزم بأن الرئيس كان موجودا الأسبوع الماضي من أجل العلاج، شخصيا لا أتضامن معه لأنني لا أتضامن مع الكذب، حتى وإن ارتدى عباءة المعارضة، هذه المعارضة التي أفقدتنا الثقة في كل شيء.فليس بالأكاذيب نهزم السلطة، وليس بالتقول على الآخرين نقدم أنموذج الحكم الذي يليق بالبلاد!مصيبتنا هي في هذه المعارضة الكاذبة، فمن التصفيق للرئيس ودعمه طوال السنوات السابقة، تخرج علينا نساء ”السلطة” محاولات استرجاع ”عذريتهن” من المطالبة بمقابلة الرئيس بحجة أنه ليس هو من يتخذ القرارات. ومهما كان الإنجاز السياسي الذي حققته مجموعة خليدة المتناقضة، فلم يعد هناك من يثق في ”تحركات” بعض الأسماء التي فقدت ليس فقط المصداقية، بل أفقدت الجزائريين الأمل في إيجاد نخبة قادرة على إخراج البلاد من أزماتها المتكررة.حلوا عنوا، وكفاكم متاجرة بمصير البلاد!لأعد إلى مصائبنا الحقيقية والتي يعاني منها الجزائريون بعيدا عن مستشفى فال دوغراس، وعن إقامة خليدة وصديقتها المجاهدة الزهرة ظريف الوثيرة.عدت أمس من بلدتي، أين دفنا ابن خالة لي في منتصف العمر، دخل إلى المستشفى العسكري بقسنطينة من أجل العلاج ضد المرض الخبيث، وبعد معاناة لبضعة أسابيع تكللت بتحسن في حالته الصحية، لكن الإهمال وقلة العناية بالمرضى أدت إلى وفاته، بعد أن سقط في الحمام وارتطمت رأسه بالأرض، دخل إثرها في غيبوبة ليفارق الحياة بسبب نزيف في المخ!لن تهم وفاته رشيد نكاز، ولا تهم خليدة التي ذاقت من نعم السلطة وتحاول اليوم العودة من خلال دور بطولي إلى الساحة السياسية، ولن يهم أمره أحدا، لا العدالة ولا المؤسسة العسكرية التي يتبعها المستشفى، التي لن تتابع قضائيا بسبب الإهمال، لأن أسرة الفقيد لا تملك المال ولا الجاه لتتابع هذا المستشفى أو ”الممات” إن صح التعبير، بعد أن صارت المستشفيات الجزائرية مكانا للموت وليس للشفاء.لن تهم وفاته أحدا سوى أسرته الموجوعة أو ربما جيرانه ومواطنون عانوا مثله من المنظومة الصحية الجزائرية، ولم يجدوا سبيلا للعلاج في مستشفيات الخارج مثلما يفعل أصغر مسؤول في الجزائر، ولا أقول المسؤولين الكبار! مع أنه كان أستاذا أفنى عمره في التعليم وربى الأجيال. فلو أن الوفاة كانت بسبب المرض الذي كان يعاني منه لهانت ولتقبلها أهله صابرين، لكن أن تكون بسبب الإهمال وقلة الرعاية فهذا ما يؤلم!المصيبة أن هذا الوضع المأساوي، ليس في قطاع الصحة فحسب وإنما في كل القطاعات الأخرى، سيستمر ويستمر، ما دامت ”الخيانات” منتشرة في كل شبر من البلاد وفي كل مؤسسة، وما دامت المعارضة مثل السلطة ومثل المجتمع المدني لا هم لها إلا المتاجرة بالمواقف وشراء الذمم.وليس بمثل نكاز سنصحح المنظومة الصحية أو الأمنية أو العدالة، ولا بمثل خليدة ولويزة ستتغير البلاد إلى الأحسن!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)