الجزائر

هذه خلفيات التناقض اليومي عند الناس..



مصدره عدم مراقبة نفسياتهم
هذه خلفيات التناقض اليومي عند الناس..
كثير من الناس تصادفهم في حياتك اليومية يبهرونك بكلامهم المعسول وثقافتهم الشاسعة والموسوعيةوتجذبك شخصياتهم إلى درجة أنك تتمنى مصاحبتهم ولقائهم للمرة الألف.. بل في بعض المرات لا تشعر بأنك تقلدهم آليا هكذا على السليقة في كثير من سلوكاتهم المستحسنة..وهذا كله يعد طبيعيا وواردا...لكن المشكلة أنك إذ أنت تماديت في التعامل معم والتقرب نحوهم. حتى تبدأ خاصية النفور منهم..والابتعاد عنهم تشتغل رويدا رويدا!
جمال نصر الله
تقع في بادئ الأمر وسط حيرة لا آخر لها ولا أول متسائلا إذ هذا النوع من البشر يصدر منهم كل هذا(وأنت الذي شاهدته والتمسته بنفسك) فما بالك بنوع آخرممن يعرفون مسبقا بأنهم في تعداد المغضوب عليهم ومحل نفور دائم نظير سلوكاتهم وتصرفاتهم غير سوية والتي لا تمتُ للإنسانية بصلة ما هو الموقف العاجل الذي ستتخذه حيال هذا .إذ حدثت أمور مقززة مع من كنت تعتقد أنه قدوة في رجاحة الرأي وحسن التدبيروالتعقل.لقد ذكر لنا القرآن الكريم هذا النوع من الناس وأشار لهم بالبنان.
حيث نجد الآية التي تقول( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) وهذا يدل دلالة صريحة وواضحة بأن النفوس معادن حقا..فظاهرة التناقض بين القول والفعل أضحت كشربة ماء كما يقال في الأدبيات العامة..ثم أنه هناك أحاديث في السيرة تقول وتقر بأنه عليك أن تتواصل معهم بحذر أي أن تستمع لأقوالهم كي تأخذ منهم وتستفيد وتضيف إلى رصيدك من معارفهم.
لست وصيا أو مجبرا على معاينة وفحص الناس
ولا تنظرأو تدقق في أفعالهم لأنك لست وصيا أو مجبرا على معاينة وفحص الناس وكي نقرب الفكرة أكثر فأنت مثلا تجد إمام مسجد يلقي على الجميع دروسا في الوعظ والسيرة الحسنة ويحثهم على الإخلاص والتقوى..لكن في مرة من المرات أو في حادثة عابرة تجده أو تسمع عنه أنه ارتكب عكس ما كان يدعوا به ضف وأنت تعيش بين أقرانك جيرانا كانوا وجلساء في العمل تستمع إلى أحاديثهم(ويا حبذا لو كنت مستمعا جيدا) تلاحظ بين الفينة والأخرى تناطحا في الأفكار وتناقضات صارخة.ولو حاولت أن تكون دقيقا وصارحت محدثك بأنه وقع في مأزق ما .
أكيد أنه لا يتقبل منك هذا النقد بل هو يتهرب أو قل بأن آلية الدفاع لديه تسارع لحماية نفسها من الأخطارمحاولا أن يبيّن لك بأنه ليس متناقضا البتة.وإنما الأمر يتعلق بسوء فهم منك. وهذا نظير نرجسية الفرد التي تحاول غالبا أن تعيش وتعيّش منظومتها الحية داخل قصور من النزاهة والصفاء غير واضعة حساب أن هناك قوى شريرة داخل النفس كانت ولا بد تهذيبها وتوقيف زحفها ؟!الأمر نفسه لا يتعلق بالخطاب اليومي للناس وتناقضاتهم التي يقعون فيها دون وعي بل الأمر يحدث كذلك حتى مع الكتاب وأهل العلم فغالبا ما تجد فروقا شاسعة بين ما يكتبه معشر الكتاب وبين تصرفاتهم اليومية.
امتزح السم بالعسل
قال أحد المفكرين وهو يعيش ذات الحالة(اختلط الحابل بالنابل وامتزح السم بالعسلوأصبحت صداقة نافح الكيرأسمى وأفضل ن صداقة حامل المسك) كل هذا يدل على أن ثقافة مراقبة الذات غائبة حتى لا نقول محاسبتها وحثها على الاستقامة والاجتهاد من أجل التوصل إلى تحقيق توازن بين القول والتصرف وبين التفكيروالتطبيق وهذا كي يعيش المرء مطمئن البال والخاطر وكذلك كي يشعربأنه يسير بخطى حثيثة نحو الكمال الذي هو ليس فقط مستحيلا لكنه طموح مشروع من حيث المبدأ.والأكيد المؤكد أن داء التناقض هذا هو الذي ترك أمتنا العربية في ذيل الأمم وهذا لأنه يتمشى يوميا كالخلايا الحية وفي شتى المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية...


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)