الجزائر

هذه حقوق الطفل قبل الولادة في الإسلام



مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْء
هذه حقوق الطفل قبل الولادة في الإسلام
حثت الشريعة الإسلامية على بعض الحقوق للطفل قبل مولده ليضع له مستقبلًا قويمًا في تشكيل خلق الطفل وسلوكه.
وفيما يلي تفصيل ذلك من خلال حقوق الطفل قبل ولادته:
*الحق الأول: اختيار الأم.
إن أول ما ينبغي على الشاب إذا أراد أن يتزوج أن يفكر في مستقبل نفسه وأولاده بأن يسعد ولده ويسعده ويحقق ما له وما عليه ولن يكون هذا إلا بالتأني في اختيار زوجته التي ستكون أم ولده تعرف ما لها وما عليها تجاه زوجها وولدها وقد عرض النبي صلى الله عليه وسلم صورة واقعية لطبائع الناس في الاختيار وذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك المقاصد التي يقصدها الناس في اختيار المرأة أربع خصال غالبًا: تنكح لمالها بأن يرغب في المالِ ويرجو مواساتها معه في مالها وأن يكون أولاده أغنياء لما يجدون من قبل أمهم ولحسبهما يعني مفاخر آباء المرأة فإن التزوج في الأشراف شرفٌ وجاه ولجمالهما فإن الطبيعة البشرية راغبة في الجمال وكثير من الناس تغلب عليهم الطبيعة ولدينها أي: لعفَّتها عن المعاصي وبعدها عن الريب وتقرُّبها إلى بارئها بالطاعات فحسن اختيار المرأة هدفه إسعاد الرجل وتربية أولاده تربية صالحة.
ولهذا كان مرجع الرجل العربي في اختيار عشيرته النظر إلى شرف الحسب وسناء الذكر وليس بضائره ما عسى أن ينال ذلك من فقر وإقتار... بل قد يطلب السيد الكريم في زوجه أن يخالط شرفها فراغ يدها حتى يدرأ بذلك ما عسى أن يحدثه الثراء من الصَّلف والكبرياء. على أنك تجد الناس متقلبي المزاج في اختيار الفتاة كلٌّ حسب ميوله: فالمال والجاه مقصدُ من غلب عليه حجاب الرسم والجمال وما يشبهه - من الشباب - مقصدُ من غلب عليه حجاب الطبيعة.
وأما ذات الدين فبخ بخ إذ هي مقصد من تهذب بالفطرة فأحبَّ أن تعاونه امرأته في دينه ورغب في صحبة أهل الخير وعنها يرثون كثيرًا من الصفات والعادات وفي أحضانها تتشكل سلوكيات الطفل وتتربى ملكاتُه ويتلقى لغتَه ويكتسب كثيرًا من تقاليده وعاداته ويتعرف دينه من أجل هذا عني الإسلام باختيار الزوجة الصالحة وجعلها خير متاع ينبغي التطلع إليه والحرص عليه وليس الصلاح إلا المحافظة على الدين والتمسك بالفضائل ورعاية حق الزوج وحماية الأبناء ويتزوج البكر إلا إذا كانت هناك مصلحة ترجح نكاح الثيب فيقدمها على البكر ويختار الجميلة لأنها اسكن لنفسه واغض لبصره وأدعى لمودته وليتخير أُمًّا ودودًا ولودًا عملًا بما بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن معقل بن يسار قال: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم.
وتُعرف المرأة الولودُ بشيئين: خلو جسمِها من الأمراض التي تعوق الحمل أو من النظر إلى حال أمها وأخواتها المتزوجات كما أن المرأة الولود تكون في الغالب في صحة جيدة وجسم قوي سليم فتستطيع أن تنهض بأعباء منزلها على أكمل وجه إلا أن تزوج الولود مسئولية في النفقة والتربية والتعليم طالما اختار ولودًا وإلا فسيسأله الله عن تفريطه.
الحق الثاني: ذكر ليلة الزفاف.

ومما يستحب ساعة الدخول بالمرأة أن يذكر الرجل به عز وجل ويسأله حسن طباعها كما روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا تزوَّج أحدكم امرأة واشترى خادمًا فليقل: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتَها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتَها عليه ففيه عود الصلاح والبركة على الولد إذ لو كانت جبلة الزوجة طيبة نفعته ونفعت أولاده وإلا فلا.
الحق الثالث: الذكر عند الجماع.
حرص الإسلام على الطفل من أول لحظة قد يقدر فيها بدء تكونه فقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم ساعة الجماع إلى ذكر اسم الله مع طلب الاعتصام به من الشيطان الرجيم وأن يحفظ عليه ولده إن قُدِّر حمل يقولانه قبل المعاشرة فعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله اللهم جنِّبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضى بينهما ولد لم يضره وهذا الحديث مطابق لقوله تعالى حاكيًا عن مريم: ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ فالتسمية عند ابتداء كل عمل مستحبة تبركًا بها واستشعارًا أن الله سبحانه هو الميسر لذلك العمل والمعين عليه لا يضره أنه لا يصرعه شيطان وقيل لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته بخلاف غيره.
على أنه يتأكد استحباب طلب الولد في الأيام المباركات قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ﴾ فحينما خفف الله عن الأمة بإباحة الجماع ليلة الصوم إلى طلوع الفجر وكان المجامع يغلب عليه حكم الشهوة وقضاء الوطر حتى لا يكاد يخطر بقلبه غير ذلك فأرشدهم سبحانه إلى أن يطلبوا رضاه في مثل هذه اللذة ولا يباشروها بحكم مجرَّد الشهوةِ بل يبتغوا بها ما كتب الله لهم من الأجر والولد الذي يخرج من أصلابهم يعبد الله لا يشرك به شيئًا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)