اضطهاد في فلسطين وموت من سوريا إلى اليمن**
يحتفل المسلمون في مختلف بقاع العالم بالمولد النبوي الشريف الذي يحل على الأمة وهي تعيش هذه السنة أسوا حالاتها على الإطلاق بعد أن تفشت النزاعات والأزمات من المحيط إلى الخليج !
ق.د/وكالات
تأتي ذكرى المولد النبوي الشرف هذا العام لتلقى الأمة الإسلامية غارقة في ألوان قاتمة اختلطت فيها النزاعات من كل ناحية فمن فلسطين التي تحاصرها وحشية بن صهيون التي تواصل عملية التشريد والقتل المنهج إلى سوريا والعراق الدولتان الغارقتان في الفتن كقطع الليل المظلم وصولا إلى اليمن الذي غرق في معادلة الحرب والجوع والمرض فيما يتكالب البوذيون على المسلمين الروهينغا الصارخين في العراء..
فلسطين.. التشريد مستمر !
في بيت من الصفيح لا تتعدى مساحته ال60 مترا مربعا يسكن الفلسطيني يوسف جهّالين (53عاما) برفقة عائلته المكونة من تسعة أفراد في تجمع جبل البابا شرقي مدينة القدس المحتلة المهدد بالهدم من قبل سلطات الاحتلال
ويعيش جهّالين بحسب قوله حالة من الخوف والترقب بانتظار مصير مجهول قد يُفضى إلى تشريد عائلته وأقاربه.
المصير ذاته يواجه 57 عائلة هم سكان التجمع والبالغ عددهم نحو 320 فلسطينيا.
وكانت سلطات الإحتلال قد سلّمت السكان يوم 17 نوفمبر الجاري إخطارات بإخلاء مساكنهم بدعوى البناء بدون ترخيص وأمهلتهم ثمانية أيام في حينه.
وهُجّرت تلك العائلات من مدينة بئر السبع جنوبي الاحتلال في عام 1948 وسكنت منطقة جبل البابا قرب بلدة العيزرية شرقي القدس.
ويضيف جهّالين بينما يتفقد حظيرة أغنام يملكها بجوار مسكنه: نعيش حياة البدو نعتمد على تربية الأغنام ونعتاش من منتجاتها نسكن بيوتا بسيطة .
ويتخذ السكان من الصفيح بيوتا لهم حيث تمنعهم سلطات الإحتلال من تشييد بيوت من الطوب والاسمنت.
وقال: تعرضت المساكن لنحو 30 عملية هدم في كل مرة نعيد بنائها من جديد وفي حال هدمت لن نخرج سنعيد بناءها مرة أخرى .
وأشار بيده نحو مستوطنة معالية أدوميم المقابلة للتجمع قائلا: هناك يُسمح للمستوطنين تشييد المساكن بكامل حريتهم بالرغم أننا نسكن هنا ما قبل بناء تلك المستوطنة بنحو عشرين عاما .
بدوره يناشد عطا الله جهالين منسق لجان المقاومة الشعبية في جبل البابا (تجمع أهلي) المؤسسات الدولية والعالم بالضغط على الاراضي المحتلة لوقف قرارها الخاص بهدم التجمع.
وقال: نقول للعالم لا نريد اليوم مساعدات انسانية نريد منكم مواقف سياسية .
وأضاف: ترحيل سكان تجمع جبل البابا بداية لترحيل كافة التجمعات البدوية شرقي القدس .
وأشار إلى أن سلطات الإحتلال تسعى لإخلاء الموقع من السكان لصالح إقامة المشروع الاستيطاني الأضخم المعروف باسم (E1) من أجل ربط مستوطنة (معاليه أدوميم) بمدينة القدس .
وكانت يديعوت أحرنوت قد نقلت عن بنيامين نتنياهو قراره بطرد السكان في التجمعات البدوية المحيطة بمدينة القدس.
بدوره قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله خلال زيارته للتجمع يوم الإثنين الماضي (27 أكتوبر الجاري) إن المس وتهجير السكان في التجمعات البدوية شرقي القدس خط أحمر .
وأضاف إن خطة الاحتلال تسعى إلى نقل ما لا يقل عن 46 تجمعا بدويا فلسطينيا تقع بين مدينتي القدس وأريحا لتخلق معاناة إنسانية لا مثيل لها.
وبيّن أن تنفيذ المشروع الاستيطاني E1 يعني نهاية مبدأ حل الدولتين الذي تقوم عملية السلام على أساسه.
ويقوم المخطط الاستيطاني المعروف باسم E1 على إقامة تجمعات سكانية يهودية متصلة على مساحة 12 كيلومترا مربعا وتضم داخلها مستوطنة معاليه أودوميم كبرى المستوطنات والتي يسكنها حوالي 40 ألف مستوطن.
ويهدف المشروع بحسب مراقبين إلى تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني كجزء من مشروع لفصل جنوبي الضفة عن وسطها بالإضافة إلى السيطرة على مساحات واسعة من أراضي منطقة الأغوار الممتدة شرقي الضفة الغربية.
وفي الوقت الحالي تسيطر دولة الاحتلال(سيطرة أمنية ومدنية) على حوالي 60 من أراضي الضفة وهي المعروفة باسم المنطقة (ج).
أما المنطقة ب فتبلغ 22 من مساحة الضفة وتخضع للسيطرة المدنية الفلسطينية بينما تسيطر دولة الاحتلال عليها أمنيا فيما تخضع بقية أراضي الضفة (18 ) لسيطرة السلطة الفلسطينية الكاملة وهي المعروفة باسم المنطقة أ .
10 ملايين سوري جائع !
ينتظر ملايين السوريين أن تثمر المؤتمرات والمفاوضات واللقاءات التي تعقد لإنهاء الأزمة في بلادهم أي نتيجة بعد سبع سنوات متواصلة من الصراع العنيف الذي راح ضحيته عشرات الآلاف وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة أجبرت الملايين على النزوح في الداخل أو اللجوء إلى الخارج.
ويبلغ عدد سكان سورية وفق أخر إحصاء معتمد نحو 23 مليون نسمة وتؤكد تقارير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن بين هؤلاء 13.5 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة وأكثر من 10 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة خصوصا أن نحو 4.5 مليون شخص يقبعون في 14 منطقة محاصرة بينها 11 منطقة تحاصرها قوات النظام بينهم 400 ألف تحت حصار مشدد في الغوطة الشرقية وحدها.
وقال برنامج الأغذية إنه تمكن خلال عام 2017 من إيصال المساعدات الغذائية إلى نحو 110 آلاف شخص وإنه تمكن من إدخال 6 قوافل مساعدات خلال نفس العام إلى المناطق المحاصرة وإن المساعدات شملت مواد غذائية بينها الأرز والعدس والفول والدقيق وزيت الطهي والملح والسكر.
ووصلت أخر قوافل المساعدات الغذائية إلى الغوطة الشرقية نهاية أكتوبر الماضي وكانت القافلة مكونة من 49 شاحنة محملة بحصص غذائية لنحو 40 ألف شخص في منطقتي كفر بطنا وسقبا بالإضافة إلى منتجات غذائية متخصصة لحوالي 13 ألف طفل.
وأعرب البرنامج الأممي منتصف الشهر الحالي عن بالغ قلقه من تعرض جزء من المساعدات الغذائية للتلف أثناء القتال داخل الغوطة الشرقية المحاصرة حيث أصيبت نقاط توزيع الأغذية التابعة لأحد شركاء البرنامج المحليين في دوما ودمرت كمية من الأغذية التي يقدمها البرنامج كانت تكفي لإطعام 90 عائلة لمدة شهر.
وأطلق البرنامج الأممي نداء للمشاركة في حملة تبرعات دولية لتقديم المساعدة للأسر السورية المعوزة وقال في موقعه الرسمي على الإنترنت إن التبرع بمبلغ 27 دولارا أميركيا يكفي لتوفير غذاء يومي لأسرة سورية كاملة.
وتطلب الأمم المتحدة 4.55 مليارات دولار أمريكي لدعم اللاجئين السوريين في دول الجوار و3.2 مليارات دولار لدعم النازحين في الداخل السوري لكن النسبة الكبرى من هذه الأموال غير متوفرة.
ليبيا تغرق في المجهول !
حمّل المجلس الأعلى للدولة في ليبيا الدول الأوروبية المسؤولية بشأن الهجرة غير القانونية موضحاً أن لولا تقاعسها في تقديم المساعدات لضبط الحدود الليبية لكان التسلل المستمر للمهاجرين إلى الأراضي الليبية سيتوقف.
وأضاف المجلس الأعلى أن ليبيا لديها كل الحق في التصدي لهذه الظاهرة ومنع اتخاذ أراضيها معبراً للوصول إلى أوروبا واصفا الهجرة غير القانونية عبر الأراضي الليبية بأنها خرق لقوانين دولة ذات سيادة .
ودعا المجلس الأعلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان والهجرة إلى مساعدة ليبيا على إجلاء المتسللين لأراضيها عبر جسر جوي إما لبلدانهم أو إلى الدول التي ترغب في استضافتهم.
كما طالب بتوفير مراكز إيواء للمهاجرين خارج الأراضي الليبية لتتمكن السلطات الليبية من التعامل مع إمكانية منحهم تأشيرات عبور وفق القوانين الليبية.
الروهينغا .. المعذبون في الأرض
أطلق الجيش الميانماري في 25 أوت الماضي حملة غير مسبوقة بالتعاون مع الشرطة وميليشيات بوذية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة بإقليم أراكان (راخين) غربي البلاد هي الأكبر في تاريخ الأزمة المستمرة منذ عقود.
وأسفرت الحملة عن مقتل الآلاف من الروهنغيا بحسب مصادر وإفادات وتقارير محلية ودولية متطابقة فيما تجاوز عدد المهجّرين واللاجئين إلى بنغلاديش المجاورة 820 ألفًا وفق منظمة الهجرة الدولية وسط مطالب بممارسة ضغوط دولية على حكومة ميانمار التي تتحدث تقارير عن احتمائها بدعم من الصين والهند وعن وجود أبعاد اقتصادية لموجة العنف الجديدة.
وتعود الأزمة لعام 1982 عندما نزعت الحكومة اعترافها بأبناء الأقلية كمواطنين ميانماريين واعتبرتهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش وهو ما أعقبه شن حملات متعاقبة كان أبرزها حملة عام 2012 التي أسفرت عن أزمة لجوء إلى دول الجوار.
اليمن.. معادلة الحرب والجوع
عبّر مسؤول في منظمة الصحة العالمية عن _صدمتهس إزاء وفاة أطفال باليمن في العام 2017 جراء وباء الدفتيريا.
وقال ممثل المنظمة في اليمن نيفيو زاغاريا في بيان مقتضب إنه _وباء قديم تفشى مجدداً خلال الأسابيع الأخيرة في اليمنس.
وأضاف أنه _لمن الصادم أن يموت الأطفال في عام 2017 بمرض قديم يمكن تجنبه باللقاحات ويسهل علاجهس.
وكشف أن المنظمة أرسلت أدوية إلى اليمن من أجل التصدي لمرض الدفتيريا.
وأوضح أن شحنة الأدوية المؤلفة من ألف قنّينة من مضادات السموم المنقذة للحياة و17 طناً من الإمدادات الطبية وصلت إلى صنعاء بعد توقفها جراء إغلاق الموانئ البحرية والجوية لثلاثة أسابيع.
وقالت المنظمة في وقت سابق إن تفشي مرض الدفتيريا ينتشر بشكل سريع ومعظم الإصابات بالمرض هم من الأطفال لافتة إلى أهمية تطعيمهم باللقاحات اللازمة.
ولم تحدد المنظمة المناطق التي ينتشر فيها المرض باليمن أو أعداد الضحايا لكنها أشارت في نشرة تثقيفية إلى أن مخاطر الإصابة به تتزايد في _الازدحام الشديدس _التشردس وسحياة السجونس.
وينتقل المرض عبر جرثومة تدعى _الوتدية الخناقيةس ويصيب بشكل أساسي الفم والعينين والأنف وأحيانا الجلد وتمتد فترة حضانة المرض من يومين إلى 6 أيام.
وتحذير المنظمات الدولية من تحولها إلى الأسوء في العالم وتقديرات بانعدام الأمن الغذائي لأكثر من 17 مليون يمني أي أكثر من 60 من سكان البلاد.
وفاقم الأزمة تصاعد النزاع بين جماعة الحوثي والتحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية خصوصًا بعد توالي تعرض المملكة لهجمات صاروخية مصدرها الأراضي اليمنية أبرزها استهداف العاصمة الرياض بصاروخ بالستي يعتقد أنه من إيراني المنشأ الأمر الذي دفع التحالف إلى تشديد حظره على الملاحة الجوية والبحرية في اليمن
وهو ما فاقم مصاعب وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.
وكشف مسؤول حكومي عن اختطاف ميليشيات الحوثي أربعة أطفال وزجت بهم في جبهات القتال ضد الشرعية اليمنية في البيضاء وسط البلاد.
وقال محافظ المحويت صالح سميع إن الحوثيين اختطفوا أربعة أطفال لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة عاماً من إحدى قرى المحويت (شمال اليمن) متهماً ثلاثة من قيادات الانقلابيين في شبام كوكبان هم علي عبدالله السرحي وشقيقاه مهدي وأحمد باختطاف الأطفال.
كما أفاد سميع بأن الأطفال المختطفين من قرية المجر بشبام كوكبان وهم ياسر محمد عبدالله علي هادي رياش (10 سنوات) وعبدالله علي علي مساعد (11 سنة) وأحمد محمد عبدالله عبدالله الحاج (12سنة) وعلي علي سعد رياش (12سنة).
وأشار إلى أن هذه الجريمة هي نموذج واحد من آلاف النماذج التي ارتكبتها الميليشيات بحق أطفال اليمن.
من جانبها طالبت المنظمات الحقوقية ب فضح مذبحة الميليشيات الإجرامية بحق الطفولة في اليمن من خلال زجها بآلاف الأطفال في المعارك.
وذكرت إحصاءات حكومية أن الحوثيين جندوا أكثر من 20 ألف طفل يمني وزجوا بعدد منهم في جبهات القتال في ظل صمت المنظمات الدولية والأمم المتحدة على هذه الجرائم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/11/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com