الجزائر

هذه البداية...



فاجأ الرئيس الجزائريين بخطابه أمام قضاة الجمهورية الأربعاء الماضي، خطاب لخص فيه كل ما كان يحيرهم ويتطلب جوابا شافيا لتساؤلات طرحها المراقبون والمحللون والسياسيون في الداخل والخارج. نعم، نحن في بداية الطريق، وعلى الذين يحلمون بالتغيير ألا يستعجلوا لأنه قادم ولكن بـ''التي هي أحسن'' وبـ''التدرج''. في المنطق الجزائري، مرور عشرين سنة على هبوب رياح التغيير في البلاد لا يزن شيئا في ميزان الزمن.. قبل عشرين عاما كان عمري عشرين عاما، وبعد مرور نفس عدد السنوات صرت في الأربعين.. وبالعودة إلى الوراء، أتذكر تصريحات قادة المجلس الأعلى للدولة ورئيس الحكومة وقتئذ سيد أحمد غزالي من أن الشعب لم ينضج بعد ! فهلا تكرمتم وحددتم لنا سن النضج؟ وهلا جدتم علينا بإعادة تحديد سن البلوغ والرشد.. وإذا كنا لسنا ناضجين، فلماذا تنفقون المليارات على تسجيل من هم في سن 18 فما فوق في قوائم الانتخابات، أليس من المنطق استبعادهم هم أيضا بداعي عدم النضج؟ لقد أكد الرئيس بأنه هو من وقف ضد اعتماد الأحزاب الجديدة في السنوات الماضية، وأن مرور حزمة القوانين ''الإصلاحية'' بشكلها ومضمونها الحالي لا يتعارض مع قناعاته في الظرف الحالي، وبالتالي فلا صرخات لويزة حنون ستفيد ولا وعيد خليدة تومي سيفيد. إن الخوف كل الخوف، من أن تصاب السلطة وقوانينها ''الديمقراطية'' في تشريعيات الربيع القادم، والمنتظرة بشغف عند الإسلاميين وبرعب عند غيرهم، بخيبة أمل تسقطهم جميعا من منصة التتويج.. ومن يدري قد يفضل الجزائريون، مثلما فعلوا في استحقاقات انتخابية سابقة، البقاء في منازلهم على الذهاب إلى مراكز التصويت.. وهذا هو أكبر هاجس يؤرق الحكومة وحلفاءها واللاعبين الجدد في الخريطة الحزبية الجديدة. ملاحظة أخيرة.. قدم بلخادم، مؤخرا، نسبة 35 في المائة للتيار الإسلامي في التشريعيات القادمة، وهي نسبة مرتفعة جدا في الديمقراطيات المتقدمة، وهي تكفي لسد الطريق أمام أي قانون للحكومة، فكيف يهون بلخادم من قيمة هذه النسبة بهذه الطريقة؟   jalal.bouati@gmail.com 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)