كشفت آخر التقديرات لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" عن استفادة النفط الجزائري من وضع إيجابي في السوق البترولية الدولية، إذ يُتوقع أن ينهي السنة بمتوسط يقارب 54 دولارا للبرميل، مع تفوقه بقليل على مستوى مؤشر برنت بحر الشمال، بنحو 0.10 دولار.وعرف سعر النفط الجزائري "صحارى بلند" تحسنا مقارنة بتطورات الأسعار خلال السداسي الثاني من السنة، إذ كسب نحو 6 دولارات خلال الشهور الثلاثة الماضية، وهو ما أكسبه نقاطا أساسية مقارنة بالمعدل المتواضع للسداسي الأول من السنة، أي لم يتجاوز متوسط سعر النفط الجزائري 50 دولارا للبرميل.
وعلى صعيد متصل، ظلت أسعار النفط تتحرك ضمن نطاق محدود، وشهدت تقلبات بسيطة خلال الأسبوعين الماضيين لتستقر فوق مستويات 60 و63 دولاراً أمريكياً للبرميل خلال نوفمبر 2017 والأسبوعين الأولين من ديسمبر 2017، في أعقاب تمديد اتفاقية خفض الإنتاج حتى نهاية العام 2018. كما أسهم إغلاق خط أنابيب بحر الشمال، لإجراء أعمال الصيانة والإصلاحات بعد اكتشاف تسربات به، في وضع مزيد من الضغوط التي أدت لارتفاع أسعار خام مزيج برنت نظراً لنقل هذا الخط لحوالي 0.45 مليون برميل يومياً من خام فورتيس من بحر الشمال إلى اسكتلندا.
ويعد خط الأنابيب أكبر الخطوط التي تنقل خامات نفط بحر الشمال الخمسة، ومن غير المعلوم متى سيعود إلى العمل مجدداً، فيما تشير بعض التوقعات إلى استمرار إغلاقه لعدة أسابيع لإتمام عمليات الإصلاح.
وواصلت أسعار النفط ارتفاعاتها على مدار شهري نوفمبر وديسمبر 2017 على خلفية تمديد اتفاقية خفض الإنتاج بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء بمنظمة "أوبك"، مدعومة بتقارير تشير إلى إعادة توازن سوق النفط بوتيرة أسرع. وبقيت أسعار العقود الفورية في وضع مريح فوق مستوى 60 دولاراً أمريكياً للبرميل خلال معظم شهر نوفمبر 2017 والأسبوعين الأولين من ديسمبر 2017، بعد أن بلغت أعلى مستوياتها اليومية عند 62.07 دولار للبرميل في الأسبوع الأول من نوفمبر 2017، فيما يعد أعلى مستوياتها منذ جوان 2015.
كما سجل متوسط أسعار خام برنت أعلى مستوياته على مدى 36 شهراً في نوفمبر 2017 ببلوغها 62.71 دولار أمريكي للبرميل، ومسجلا ارتفاعاً بنسبة 9.1% على أساس شهري، في حين بلغ متوسط سعر خام "أوبك" أعلى مستوياته على مدى 30 شهراً عند سعر 60.74 دولار أمريكي للبرميل، بنمو بلغت نسبته 9.4% مقارنة بمتوسط أسعار أكتوبر 2017.
كما تلقت أسعار النفط دعماً على خلفية تصريحات أمين عام منظمة "أوبك" التي أشار خلالها إلى أن اتفاقية خفض الإنتاج الحالي تدفع إلى إعادة توازن سوق النفط بوتيرة متسارعة، نظراً لانخفاض المخزون إلى 130 مليون برميل فوق متوسط السنوات الخمس.
وقد أدى ذلك أيضاً إلى إثارة محادثات حول استراتيجية الخروج من اتفاقية خفض الإنتاج، إلا أن أمين عام منظمة "أوبك" أفصح عن مواصلة المنتجين العمل على استراتيجية تهدف نحو استمرارية تعديل المعروض النفطي خارج نطاق الاتفاقية القائمة حتى نهاية العام 2018، مضيفا أن المقومات الأساسية لسوق النفط لا تزال قوية، وأن نمو الاقتصاد العالمي يدعم ارتفاع الطلب على النفط في المستقبل.
في الوقت نفسه حافظت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري على معدل نمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير عند 1.5 مليون برميل يوميا (+1.6%) لعام 2017 وبمعدل 1.3 مليون برميل يوميا (+1.3%) لعام 2018، على الرغم من مراجعة بيانات نيجيريا وألمانيا والعراق.
ومن حيث المخزون التجاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أشارت بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى انخفاض قدره 40.3 مليون برميل في أكتوبر من العام 2017 ليصل إلى 2.94 مليار برميل، وهو أدنى مستوى منذ يوليو من العام 2015 و111 مليون برميل فوق متوسط السنوات الخمس الماضية.
أما فيما يتعلق بالمعروض النفطي للدول خارج "أوبك"، فقد خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لعام 2017 من النمو المتوقع البالغ 0.7 مليون برميل يوميا في التقرير السابق إلى 0.6 مليون برميل يوميا في آخر تقرير.
ومع ذلك، رفعت الوكالة توقعات المعروض لعام 2018 بمقدار 0.2 مليون برميل يوميا إلى نمو متوقع قدره 1.6 مليون برميل يوميا، على خلفية منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، ما يسلط الضوء أيضا على المرونة في زيادة الإنتاج عندما تكون الأسعار مرتفعة.
إضافة إلى ذلك فإن الارتفاع في نشاط الحفر الأمريكي ومعدلات إكمال جيدة سوف يعني زيادة المعروض خلال الأشهر القادمة، وهو ما يؤدي إلى كبح الأسعار نسبيا في معدلات لا تتجاوز 65 دولارا للبرميل، وإن كان المتوسط المسجل في السداسي الثاني أفضل بكثير من ذلك المسجل في السداسي الأول.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/12/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حفيظ صواليلي
المصدر : www.elkhabar.com