أمام الأحداث المأساوية التي شهدتها العديد من الدول العربية من المحيط إلى الخليج في إطار ما يسمى بالربيع العربي يجب طرح السؤال التالي : من وراء هذا الربيع و من المستفيد من أحداثه؟ هل حقيقة أن هذا الربيع هو بمثابة بوابة تؤدي بالشعوب العربية إلى الحرية و الديمقراطية بالتالي الازدهار و العصرنة و هل فعلا أن الشباب هم من خطط و أدار هاته اللعبة أم أن الأمور أكثر من الشباب و أعمق من مجرد رؤية جديدة لديمقراطية و أنظمة الحكمإن المتأمل و المتابع لإحداث ما يسمى بالربيع العربي يتوقف عند نقطة مهمة و هي أن هذا الربيع لم يكن مزهرا كما يعتقد البعض بل كان محرقا لدرجة أن الشعوب العربية دفعت من مالها و دمها ما لم يكن متوقعا و الدليل على ذلك أن فاتورة القتلى من العرب و التي مازالت مفتوحة تتجاوز 300 ألف قتيل و العدد مرشح للارتفاع أما الخسائر المادية فهي الأخرى ضخمة و لن نكون مبالغين إن قلنا أن العرب لم يستفيدوا من الطفرة النفطية بحسابا منطقي و هي أن ليبيا قد خسرت 200 مليار دولار نتيجة لضربات الناتو التي أتت على المنشات و دمرت البنى التحتية بشكلا جعل من ليبيا تعود إلى السنوات الستينات أما سوريا فان الإحصائيات المؤقتة تفيد أن هذا البلد يكون قد خسر ما قيمته 300 مليار دولار نتيجة للعمليات العسكرية و نتيجة للأعمال الإرهابية التي تنفذها الجماعات الإرهابية في هذا البلد أما مصر فان الحديث على الخسائر المادية لا يبدوا ذو قيمة و أهمية بسبب الجو السياسي القاتم لهذا البلد و الذي اختسر مصر أم الدنيا و زعيمة العرب في ميدانيين رئيسيين هما التحرير و رابعة العدوية و إفلاس الدولة المصرية سياسيا و اقتصاديا أصبح أمرا واقع لا يكله عاجل فالدولة أصبحت ضعيفة بشكل جعلها كرة تتقاذفها إقدام الشباب الطائش دولة تزعمت العرب لتصبح تتسول لقمة عيشها
و أمام هاته المشاهد القاتلة و المأساوية لدول الربيع العربي يمكننا القول أن اكبر الخاسرين هم الشعوب بدليل أن لا ديمقراطية تحققت و لا امن استتب و لا اقتصاد تحرك بل الشيء الذي تحقق هو الانفلات و الفوضى و قانون الغاب بدليل أن شعوب الربيع العربي أصبحت قطعان بلا راعي تعيش في براري لا منتهى لها إذن ما دام الأمر هكذا فان المستفيد بالتأكيد هو طرف آخر له فائدة في تدمير العراق و سوريا و ليبيا و ترقيع مصر و هذا المستفيد ليس أمريكا كما يعتقد البعض لان هاته الأخيرة ليست في حاجة إلى الدول العربية بحكم قوتها الاقتصادية و السياسية و العسكرية و لكن حرصها على امن و أمان قطعان القردة من بني صهيون هو من جعلها تبدو على هذا الحال من الاستغلال و الابتزاز بحكم أنها هي من خططت للفوضى الخلاقة التي تخدم في النهاية أهداف الكيان الصهيوني عن طريق إدخال الفوضى و عدم الاستقرار للعديد من الدول العربية تحت حجج و أسباب قد تكون في أحيان كثيرة صحيحة و لكن بشعار حق مراد من وراءه باطل و هو استغلال مشاكل المواطنين و الحكام بخلق الفوضى و الدمار بحجة الديمقراطية و لكن الهدف الخفي هو أضعاف الدول العربية و تدمير مقدرات الشعوب خدمة لخمسة ملايين قرد استحوذوا على أراضي غيرهم و أقاموا فيها دولة من زجاج سريعة الانتصار لو عرف الحكام و المحكومون في الوطن العربي أن مهاجمة هاته الدولة بالحجارة كاف للقضاء عليها و هذا هو أساس المشكلة في الوطن العربي و ليس قضية حكام أو ديمقراطية أو غيرها من الشعارات الزائفة و الرايات الكذبة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com