الجزائر

هذا مُلهمي .. بيرلو يكشف سر تألقه في الركلات الحرة



هذا مُلهمي .. بيرلو يكشف سر تألقه في الركلات الحرة
أنا إيطالي ولكن لدي جزء من برازيلي، بيرلينيو إذا أردت، عندما أنفذ المخالفات أفكر بالبرتغالية ولكني في أغلب الأوقات احتفل بلغتي المحليةكل تسديدة تحمل اسمي، وهم جميعًا أطفالي. هم جميعًا يشبهون بعضهم البعض لكن دون وجود توائم، حتى ولو كانوا يتباهون بامتلاك نفس الجذور الجنوب أمريكية. بتعبير أدق، هم يتشاركون في مصدر الإلهام: أنتونيو أوجوستو ريبيريو رييس جونيور، لاعب وسط عرف في التاريخ باسم جونينيوخلال الفترة التي قضاها في ليون، قام بعمل أشياء غير عادية في كرة القدم، لقد كان عنيداً وغريباً في وضع الكرة على الأرض، وحركات جسده كانت تتغير بشكل غريب في كل تسديدة، كذلك استعداد وتحضيره للتصويب لم يكن عادياً، فلم يسبق له وقام بالتنفيذ مرة واحدة بشكل خاطئ، أبداً أبداً وأنا تابعته عن كثب وأدركت أن ما يقوم به ليس مجرد صدفة، إنه كان مثل فنان الأوركسترا، الاختلاف بين وبين عازف الأوركسترا أن العصا كانت في قديمه بدلاً من يديه، ورفع إصبع القدم يُعطي ميزة كبيرة.حقاً درست أسلوبه وجمعت شرائط الفيديو الخاصة به، حتى الصور الفوتوغرافية القديمة حصلت عليها، وفي النهاية فهمت اكتشافه الخاص، وهذا استغرق الأمر تطلب الصبر والمثابرة منذ البداية وحتى جاء وقت تنفيذي للكرة بطريقة غير معتادة، كنت أرى "ما يفعله"، لكن لم أكن أعرف "كيف" سأفعل، وهكذا حاولت نسخ أسلوبه، وفي البداية لم أحقق أي نجاح يُذكر، ففي الأيام الأولى كانت التسديدات تمر فوق العارضة بثلاثة أمتار.في تلك الأثناء، كانت يتجمع الكثير من جماهير الميلانيللو خلف السياج، وكنت مضطراً للكذب عليهم وتظاهرت أنني أريد أن أقدم لهم هدية، وكنت أقول لهم أن هذا تمويه ولهذا تُقفل الأبواب، ولا ينبغي أن يكون هناك أشخاص بالقرب مني، كما كنت أتحدث كثيراً مع الخارجين عن القانون، لكني كنت أقول لنفسي أنا لا أعمل إثماً ولا جريمة.أخطائي بدأت تقل مع مرور الوقت، وفي تلك الأثناء رآني الرجل المسؤول عن تخزين الكرات في النادي، وفي الحقيقة كان منزعجاً مني لأن هذا أتعب رأسه، وظل الوضع كما هو عليه إلى أن مرت الأيام وأصبحت أسابيع.عندما كنت أجلس في المرحاض. كان الأمر المسيطر على عقلي والهاجس الأول أمامي هو إيجاد سر جونينهو، كنت أشعر أنني أبحث عن صيغة سحرية في كيفية ضرب الكرة، وتلك الصيغة كانت تكمن في اتصال ثلاثة من أصابع جونينهو بجلد الكرة، وليست قدمه كلها كما كنت أتوقع في بادئ الأمر.في اليوم التالي غادرت المنزل في وقت مبكر، وحتى فوت مباراة البلاي ستيشن مع الخصم العنيد أليساندرو نيستا، كنت مسرعًا نحو ملعب التدريب، وكان في قدمي زوج من الأحذية التي لا تتماشى مع الصيغة السحرية، وآنذاك لم أكن بحاجة لأحذية مناسبة كي أصل للأمر الذي أقتنع به الآن ونظرياً كان الأمر صحيحاً.الفتى المسؤول عن المخزن كان بالفعل قد أنهى فترة عملهسألته "هل يُمكنك منحي كرة من فضلك؟""اللعنة"، أجاب وأنفاسه تكاد تلمس وجهيأجبت "ما الذي تقوله؟"قال "قلت أنني رأيت بطة؟""حسنًا، اذهب أيها الغبي، ارمي لي كرة"ومرر لي الكرة على مضض. ذهنيًا، كان مستعدًا بالفعل للذهاب للحدائق لاستعادتها. لكن بدلًا من ذلك سددت الكرة في الزاوية العليا، تمامًا حيث يلتقي القائم مع العارضة.إبداع هندسي، لقد سددت الكرة بدقة شديدة مما يسمح لها بالمرور حتى بوجود حارس مرمى. من حُسن حظ حراس مرمانا أن أحدًا منهم لم يكن في المكان."لماذا لا تحاول فعلها مجددًا أندريا"، جاء صوت مستفز من الخلف. أصبحت تلك الآن معركة من اثنين ضد واحد. أنا كنت على جانب، والفتى المسؤول عن المخزن وشبح جونينيو الحازم على الجانب الآخر.تدخلت وأطلقت تصويبة كربونية من الركلة الحرة السابقة، حقاً كانت رائعة ولا تشوبها شائبة، ونجحت في خمس ضربات أخرى ونفس القصة في كل مرة، وما كان على المسؤول سوى الإشادة بما قمت به. وذلك كان سراً لا أكثر.في جوهر القصة، ضربة الكرة تحتاج لاستخدام أصابيع قدميك الثلاثة الأولى، عليك أن تضع قدمك على التوالي قدر ممكن ومن ثم الاسترخاء قبل الضربة الواحدة، بهذه الكرة لا تدور الكرة في الهواء، ولكن تسقط بسرعة نحو الهدف، وهذا باختصار ما أفعله عندما أبدأ تصويب الركلات الحرة.عندما تسير الأمور على عكس ما أريد ولا أجد طريقة للوصول لهدفي، وعلى وجه التحديد في الكرات التي تتطلب التصويب من فوق الحائط البشري قبل اتخاذ قرار التصويب الذي لا يُمكن لأحد التنبؤ به. بالنسبة لي أفضل شعور هو رؤية الكرة تطير في الشباك بعد أن تأخذ مدار الدوران من فوق رؤوس اللاعبين، يُمكن للكرة أن تصل إلى ما هو أقرب من ذلك، لكن ليس تماماً ويُمكن قراءة اسم مُنفذ الركلة، لكن لا يُمكن لأحد أن يوقفه في بعض الأحيان التي فيها قسوة، وهذا يجعل للنصر مذاق آخر.الركلات البعيدة عن المرمى بمسافة تعتبر أفضل بالنسبة لي لأنني أستطيع التأثير عليها، فكلما زادت المساحة بيني وبين الحارس أستطيع ضرب بشكل أسرع لأحصل على الهدف.أستطيع أن أخلط بعض الأمور واستخدام بعض الحيل الأخرى لتصيب ركلة فريدة من نوعها، لكن المفهوم الأساسي لا يتغير أبداً، وهو أنني أشعر بالارتياح عندما أنفذ الركلات الحرة، وهذا يضعني كثمال للاعبين آخرين، وبالنسبة لهم أنان جونينيو البرازيلي 2، لكن بلهجة بريشيالم أخبر أحد من قبل، لكن طموحي هو أن أصبح الهداف التاريخي من الركلات الحرة في الدوري الإيطالي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)