الجزائر - A la une

هذا المنسي الآخر..! الدكتور أحمد فرنسيس..



هذا المنسي الآخر..!                                    الدكتور أحمد فرنسيس..

فتحي الديب: "كان له تأثير كبير على عباس"
نقف في هذه الحلقة مع المناضل الوطني الكبير الدكتور أحمد فرنسيس، رفيق الزعيم فرحات عباس في حزب البيان، رجالات آخرين من هذا الحزب، نذكر منهم المحاميين الكبيرين أحمد بومنجل وقدور ساطور.
نقف معه بفضل السيرة الذاتية الوافية التي اجتهد في أعدادها الأستاذ عبد الله ريغي (*) الذي سبق أن أتحفنا بسيرة ذاتية أخرى: سيرة الرائد الكبير عبد القادر الحاج علي من أساتذة الزعيم الوطني الحاج مصالي.
ينقل الأستاذ الكاتب بالمناسبة ما قال رجل المخابرات المصري فتحي الديب عن الدكتور فرنسيس: "رجل هاديء الطباع، عميق التفكير.. لا يميل إلى الحلول الوسطى.. كان له تأثير كبير على فرحات عباس". (1).
ويصحح الكاتب كذلك بعض المعلومات الخاطئة عن الدكتور فرنسيس منها:
مولده بغليزان في 12 نوفمبر 1910، عكس التاريخ المتداول في كتابات بن يمين سطورة وتلامذته خاصة، وهو تاريخ 1912، كذا بدون تحديد اليوم والشهر.
أنه متزوج من مليانة موطن أجداده، وزوجته معروفة هي السيدة باية زوڤار، خلافا لمعلومات تزوجه بفرنسية تارة، وبشقيقة فرحات عباس أو زوجته تارة أخرى.
الشخصية الثانية في حزب البيان
ولد المناضل الكبير أحمد فرنسيس بغليزان في 12 نوفمبر 1910، في عائلة نزحت إليها من مليانة (عين الدفلى) أواخر القرن التاسع عشر، وكان والده محمد يشتغل في زراعة البواكير، بعد فترة من العمل في حقول المستوطنين.
بدأ مساره الدراسي بمسقط رأسه في أكتوبر 1916، ليواصل بثانوية "أرديان" بوهران (1924)، قبل الالتحاق بكلية الطب في جامعة الجزائر خريف 1928.
وخلال الموسم الجامعي 34 1935، فضل الانتقال إلى كلية الطب بباريس التي تخرج منها في يونيو 1937.
غداة إعلان الحرب العالمية الثانية في خريف 1939 جند بعض الوقت، لكن مالبث أن سرح لأسباب صحية، في بداية 1940 استقر بسطيف لمزاولة مهنته، بعد أن اشترى عيادة الدكتور علي معيزة صديق الصيدلي السياسي فرحات عباس، وفي سنة 1943 تزوج الآنسة باية زوڤار من مليانة موطن أجداده.
كان لهذا الطبيب الشاب سابق اهتمام بالحياة السياسية من حوله، مثلا حضر بغليزان سنة 1922 تجمعا نشطه الأمير خالد، وكان بثانوية وهران يرهف السمع لما يجري بالريف المغربي، حيث يخوض الأمير عبد الكريم الخطابي مقاومة عنيدة ضد محتلين قويين هما فرنسا وإسبانيا.
وفي 1933 انخرط في الحركة الطلابية، ممثلة آنذاك في "جمعية الطلبة المسلمين لإفريقيا الشمالية"، وبعد سنة وجد نفسه عضوا في لجنة الدفاع عن الحريات الإسلامية، رفقة شخصيات بارزة أمثال ساطور وبن ونيش ويوسف دمرجي...
لذا عندما استقر بسطيف كان جاهزا لاقتحام عالم السياسة، من بوابة الحركة الإصلاحية التي كان زميله وصديقه فرحات عباس من أبرز نشطائها في المدينة.
في خريف 1942 تبلورت في الوسط السياسي الجزائري فكرة إعداد وثيقة مطالب، بنية تقديمها إلى الحلفاء الذين مالبثوا أن نزلوا بقواتهم في الشواطئ الجزائرية، ابتداء من 8 نوفمبر من نفس السنة، هذه الوثيقة التي تجسدت في "بيان الشعب الجزائري" شارك الدكتور فرنسيس في وضع اللمسات الأخيرة عليها، عشية إقرارها في 10 فبراير 1943، وبعد نحو سنة أصبح من مؤسسي حركة جماهيرية ائتلافية.. اتخذت من هذا البيان منطلقا لها، وعرفت لذلك "بأحباب البيان والحرية".
هذه الحركة الجماهيرية التي جمعت أول مرة بين الإصلاحيين والوطنيين أفزعت المستوطنين، فتآمروا عليها وأغرقوها في أنهار من دماء الجزائريين الأبرياء.. وقد اشتهرت هذه المجازر لاحقا بحوادث 8 مايو 1945 التي سقط فيها ما لا يقل عن 45 ألف ضحية بشرق البلاد خاصة.
طبعا نكب الدكتور فرنسيس في هذه "الحوادث" أيضا، فسجن بالحراثن حيث أسندت إليه مهمة مقتصد السجن، وكان ذلك بداية اهتمامه مرغما بالمسائل الاقتصالية والمالية التي أصبحت نوعا من الاختصاص، في حزب البيان وقيادة الثورة الجزائرية لاحقا.
غداة إجراءات العفو العام في ربيع 1946، ساهم في تأسيس "الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري" ولسان حاله أسبوعية الجمهورية الجزائرية التي كان شعارها "المساواة بين الرجال والشعوب والأجناس".. وقد عين المؤتمر التأسيسي المنعقد في أكتوبر من نفس السنة قيادة مؤقتة برئاسة فرحات عباس، كان الدكتور فرنسيس من بين أعضائها.
كانت إدارة الاحتلال في تلك الأثناء تحاول فرض نظام جديد لتسيير الجزائر، ستجد لاحقا في قانون 20 سبتمبر 1947، فكان على هذه القيادة المؤقتة أن تبلور مقترحات حزب البيان، وتقدمها في شكل مشروع بديل.
في هذا الإطار، شارك الدكتور فرنسيس في مهمتين بفرنسا، لعرض هذا المشروع البديل على مجلس الاتحاد الفرنسي أولا، ثم على المجلس الوطني الفرنسي ثانيا.
وبعد تمام سنة من انعقاد المؤتمر التأسيسي، احتضنت مدينة البليدة ندوة وطنية لاتحاديات حزب البيان، توجت بتجديد الثقة في القيادة المؤقتة، وتبع ذلك توزيع المهام بين أعضائها فعين الدكتور أمينا عاما مساعدا..
أصبح الدكتور فرنسيس الشخصية الثانية عمليا في حزب البيان، لذا أصحبنا نراه ممثلا لحزبه في مختلف الميادين والفعاليات.
نجده رئيسا لمجموعة مندوبي الحزب في المجلس الجزائري الذي انتخب في ربيع 1948، تطبيقا للقانون الخاص المفروض على الجزائر كما سبقت الإشارة.
كما نجده ممثلا لحزبه، في أمانة الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحريات واحترامها وهي عبارة عن ائتلاف واسع من الإصلاحيين والوطنيين والشيوعيين، أسس في أوت 1951، ردا على ظاهرة تزوير الانتخابات، وما يصحبها عادة من قمع للمحتجين عليها..
كما نجد كذلك ضمن وفد البيان الذي حضر الذكرى الأولى لثورة الضباط الأحرار، في مصر، حيث قابل بالمناسبة الجنرال محمد نجيب والمقدم جمال عبد الناصر.
في أواخر أوت 1954بينما كان رجل الثورة يغلي تحت أقدام نظام الاحتلال بالمغرب العربي قاطبة، فتح المجلس الوطني الفرنسي نقاشا حول الوضع بهذه المنطقة، وعشية هذا النقاش رافق الدكتور فرنسيس كلا من عباس وأحمد بومنجل لمقابلة رئيس الوزراء آنذاك منداس فرانس وتحسيسه بخطورة الأوضاع السياسية بالمنطقة عامة والجزائر على وجه الخصوص.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)