الجزائر

هذا الأسبوع ''هل تنجو الأحزاب الجديدة من فخ الرداءة؟''



أحزاب جديدة؟ أحزاب بمشاريع وبطموح التنمية؟ أم هي قاطرات سيتم لصقها بأحزاب بعضها يبرر ما هو موجود؟ تفتقر أغلب الأحزاب القديمة  لطموح الحكم ببرنامج. وتفتقد البرنامج الذي يمكنها من الوصول إلى الحكم أو لممارسة المعارضة ورأسها مرفوعا. وتبرز التجارب الانتخابية السابقة، كيف تخصصت  بعضها في أداء دور تلبية رغبات الحكم مقابل مواقع قريبة منه. فماذا يتغير اليوم؟و هل ستحمل الأحزاب الجديدة بذور ثقافة سياسية مغايرة؟ خسرنا الكثير من براءة قيم الديمقراطية التي تستخدم كشعار لا يعكس سلوكا ولا رؤية. فأحزاب كثيرة حول الحكم تستخدمه كمصطلح فقط..لدرجة،أنها وهي في الحكومة، لا تقيم تقديرا لنواب برلمان حين يطالبون ببيان السياسة العامة للحكومة أو عندما يتقدمون بأسئلة شفوية. مع أن هؤلاء النواب ينتمي معظمهم الى ذات الأحزاب الديمقراطية أو الوطنية الديمقراطية أو الوطنية الديمقراطة الاسلامية المشكلة لواجهة الحكم.. فهل ستحمل معها أحزاب الجيل الجديد جديدا؟ الخشية هي أن يظن الجديد أن المنافسة لا تخرج عن مواضيع الشتم والتشكيك في الوطنية أوفي لهب المشاعر بخطاب تكفيري. الدجالون باسم الدين أو باسم الديمقراطية أو الجمهورية، على كثـرتهم، رسموا لوحة سوداوية تفزع وتخيف من المستقبل. والبوادر الأولى التي تبرز من خطاب بعض  الأحزاب الجديدة، فيها الكثير من ثقافة الحقد واللاتسامح والرغبة في الاستئثار بحقوق التغيير. خطاب يهيمن عليه أسلوب القديم، الذي يفرق ولا يجمع، يشجع على الصدام، هو خطاب متشبع بأفكار التمييز والتطرف، يجعل الإسلامي ظلاميا واللائكي كافرا. واليوم المواطن في حاجة لرؤية أشياء جديدة وخطاب جديد وبرامج فعلية بأفكار دقيقة تكون قادرة على إقناعه ليشارك وليعيد إلى أداة الانتخابات وزنها وقيمتها.. ليس بالأمر السهل أن تحافظ الأحزاب الجديدة على هدوءها، وهي تحضّر لحملة انتخابية، لا تخدمها من حيث عامل الوقت. وقد تستعمل لغة الرد بالمثل وتستخدم ما يلهب المشاعر والأحقاد، من أجل حساب سياسي آني. لكن عليها تقع مسؤولية القدرة في التمييز بين أساليب فرّقت ومزقت وبين ما جاءت من أجله. فهناك أحزاب يمكنها تقديم هذا الجديد، مع أحزاب قليلة قديمة لها وزنها وتقاليدها في المعارضة والفشل في تجاوز عقبة التحكم في الخطاب، لتكرار نفس الشتائم والأحقاد وصياغة نصوص ليس هي ببرامج، سيطيل من عمر الحكم غير الراشد الذي يخلط عن عمد بين مهام بناء هياكل وبين بناء الإنسان. ولهذا، سنحتفل بمرور نصف قرن عن الاستقلال، على حقيقة غياب التنمية وعلى حقيقة اعتمادنا على الغير، نشتري منه بدولار النفط. سنحتفل، ونحن في حيرة من تطورات مهمة، جاءت لتعطي لتاريخنا تحت الاحتلال، قراءة سياسية في كيفية كتابة هذا التاريخ. نصف قرن ولم ننتج فيلما عن الأمير عبد القادر أو عبان.. والسبب أن قراءات تلك المدرسة لم تكن لتقدم نظرة عن المستقبل، وإنما كانت ولا زالت سجينة تاريخ صراعاتها التاريخية .  لهذه الأسباب على الأقل، لا يحق للأحزاب الجديدة تكرار أخطاء ولا إلى إعادة إنتاجها. والتفكير في تشريعيات 10ماي القادم، ليس أولوية في الظرف الحالي. لكن النجاح في تفادي فخ السقوط إلى مستوى الشتائم وزرع الكره يكسبها الكثير من المصداقية لدى الرأي العام والكثير من الاحترام. إن وجود أحزاب في البرلمان وفي الحكومة، يفترض أن يقابله بالضرورة نتائج في التطور الإنساني والمادي.. فتلك مؤسسات وجدت لتؤدي دورا في التقدم وليس من مهامها توزيع المقاعد إلى التقاعد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)