اكتشفت متأخرة، حركة حمس، حيلة تفريغ إصلاحات من وعودها وتسعى، على ما يبدو، إلى توفير حفاظات .
العملية ليست بالبسيطة وهي من التعقيد، يصعب معه تصور انفلات عقد التحالف بإرادة ذاتية.
من الطبيعي محاولة فهم ما يجري وفك ألغاز ما يخترق حزب جبهة التحرير الوطني، أو حزب حمس. وقد يفيدنا في ذلك، موقف حزب الأرندي، ومنظمة المجاهدين من قضية استرجاع شعار وتسمية جبهة التحرير الوطني إلى المتحف، واعتباره ملكا لكل الجزائريين.
فهل تعبر مواقف هؤلاء وأولئك عن قناعات وعن رؤية لما يجب أن يكون عليه مسار جزائر الغد؟
لقد عجز التحالف الرئاسي في التأثير على مسار الإصلاحات وعجزه كقيمة معنوية، يحمل دلالات سياسية، ليس أقلها، أن هذا التحالف لا يجسد شعاره، ولا يتوافق وأهدافه. والعيب لا يكمن في تنوع الانتماء، بل هو في عدم وجود أرضية سياسية تجمع هؤلاء وأولئك حول مصلحة مشتركة.
وفي الأصل، لم تكن الحاجة من وجود تحالف، وجود أرضية تعطيه الحياة أو معنى.
في الأصل، كان التحالف مراد له أن يولد معاقا سياسيا وأن تتميز نشاطاته، بطابعها الاحتفالي. كأن يفتخر أعضاؤه بتدشين مترو من 9 كيلومتر ونصف الكيلومتر، بعد ربع قرن من وضع حجر الأساس. ويطلعون به إلى البدر ، كما يطلع المتعبد بقربانه.
رغم الشك، طمعنا من خطاب 15 أفريل، أن يطلع البدر على الجميع وأن تتضح الطريق. وعلى ما يبدو، نحصل على المزيد من الضباب. فالصراعات داخل أحزاب التحالف، أو فيما بينها، موجودة لتبرر الاستمرار في سكون المبادرة السياسية، بحجة الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.. ويتم تحريكها للابتعاد عما قد يقرب الحديث من المشروع المجتمعي والسياسي .
فدخول جبهة التحرير الوطني إلى المتحف التاريخي، لا يغير في المعادلة لأن الجبهة التاريخية لا يمكن تقزيمها في حزب سياسي.
والخروج بمثل هذه الخطابات، يقصد به عادة، إشعال نيران فرعية تلهي عن الأمور الجدية، ويبعدنا عن مقاصد مطلب تحرير التاريخ من الكتابات السياسية.
وليس من العجب تسجيل مواقف غريبة للتحالف، المهيمن على البرلمان، عند تعامله مع الملفات المهمة، سواء تلك المتعلقة بالفساد، أو تلك التي تهتم بمستقبل المجتمع، من خلال إصلاحات التعليم أو المتعلقة بانتهاك الحقوق الفردية والجماعية. في حين نلاحظ عليه، ديناميكية عندما يفتي بـ حلال استيراد الشيفون ، بمبرر الحق للجميع في اختيار ملبسه أو تحريم استيراده، بدعوى الدفاع عن السمعة.
والوقفة ليست لتوجيه عتاب، وإنما للتذكير بأن التحالف وجد ليكون العصا التي يتكئ عليها القرار السياسي، فهو لا يملك صناعة القرار ولا صياغته.
وهو كمجموعة أحزاب، على غرار منظمات وطنية أخرى، قد نعد أطرافه متهمين بتكريس أمر واقع. ولكن يمكن أيضا اعتبار هذه الهياكل ضحايا طموحات أعضاء، وضحايا لضغوط تمارس عليهم باسم المصلحة العامة .
إن ما يخفيه الضباب المتعمد وجوده، هو أن تغيب عنا معالم الطريق، لنواصل السير في مسالك توهم عن الاتجاه ولا ترشد إليه.
من حيث قيمة المعنى، ومن حيث معنى القيم، ماذا تغير من السياسة الآن عن أمس؟
إننا على مشارف استحقاقات انتخابية أخرى.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : عبد الحكيم بلبطي
المصدر : www.elkhabar.com