هدمت فيلاتها وأنشأت مكانها مركزا إسلاميا يضم مسجدا

لم يكن أحدا يتوقع أن اعتزال الفنانة الكبيرة شادية الفن، وراءه قصة لقائها صدفة مع الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي كان سببا مباشرا في ارتدائها الحجاب وإعلانها اعتزال الفن من أوسع أبوابه، ودون أي تراجع، بالرغم من محاولات العديد من المحيطين بها ثنيها عن رأيها، حيث اعتبر اعتزالها خسارة للسينما المصرية التي تألقت فيها وقدمت لها ما يقارب 100 عمل سينمائي.قصة «معبودة الجماهير» الفنانة الراحلة شادية، بدأت حين قررت أداء عمرة في نوفمبر 1985، لتلتقي صدفة بأحد المصاعد بالشيخ محمد متولي الشعراوي والذي لم يكن يعرفها، لكنها تعرفت عليه وأخبرته بأنها الفنانة المصرية شادية، وهناك سألته إن كان الله يغفر الذنوب جميعها، فأجابها بأن الله لا يغفر فقط لمن يشرك به، قائلا لها: «إن الله لا يغفر أن يُشرك به، ويغفر ما دون ذلك وأن الله تواب رحيم».
لتكون هذه الكلمات بداية التحول في حياة الفنانة القديرة شادية، والتي بعد عودتها من أداء مناسك العمرة سألت عن بيته في الحسين لتقوم بزيارة دامت أكثر من 03 ساعات حسب المقربين لها، لتعود إلى بيتها وتتخذ قرارها الأخير باعتزال الفن دون رجعة، كما أن هناك روايات أخرى تقول إن الفنانة شادية قررت الاعتزال بعد أدائها لأغنية «خد بإيدي» في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث غنتها شادية على المسرح «ليلة المولد النبوي الشريف»، وقد انهمرت دموعها لتكون آخر أغنية تؤديها على المسرح بعد مشوار فني دام 40 سنة، وسألت أيضا محمد متولي الشعراوي أنها بعدما قدمت أغنية خد بأيدي لم يعد بإمكانها حفظ الأغاني وترغب في ارتداء الحجاب، فأجابها الشعراوي «انسي أنك شادية المغنية، فأنت الآن سيدة فاضلة عرفت طريق الحق تبارك وتعالى».
وكانت الفنانة شادية تستشير الشعرواي في العديد من الأمور، حيث اتصلت به في إحدى المرات لتأخذ رأيه في حضورها حفل تكريمها، فقال لها: لا «تعكري اللبن الصافي»، فرفضت الحضور بعد أن اقتنعت بكلامه، وبعد اعتزالها الفن قامت بهدم فيلاتها في حي الهرم وإنشاء مكانها مركزا إسلاميا يضم مسجدا ووحدة صحية ودارا لتحفيظ القرآن الكريم، وتكررت زياراتها للشيخ وبصحبتها بعض زميلاتها من الفنانات المعتزلات.