الجزائر

هدر ما يفوق 800 مليار من البنوك العموميةلكصاصي يأمر بالتحقيق في موضوع القروض لصالح مجمع "طوروس"



هدر ما يفوق 800 مليار من البنوك العموميةلكصاصي يأمر بالتحقيق في موضوع القروض لصالح مجمع
أمر محافظ بنك الجزائر محمد لكصاصي، بفتح تحقيق مفصل حول قروض كبيرة استفادت منها مؤسسات مجمع "طوروس" من غير أن يلتزم بدفع ديونه ثم رفع تقرير بتفاصيله وحيثياته حول الموضوع.وكانت القضية مطوية والمال العام مهدور وفي طي النسيان إلى حين أعلنت الشركة عن الإفلاس وتكالب الشركاء على ما تبقى من فضلات الشركة وتشكي الورثة الحقيقيون المجمع من إهمالهم وتهميشهم وظهر للجميع أن في الأمر خبايا لم تتضح بعد.
المجمع المذكور أسسه صاحبه حبيبي الذي أنشأ أربعة فروع تهتم بقطات حيوية مثل البناء والطاقة والمناجم وسرعان ما كبرت المؤسسة في أواخر التسعينيات واتسع نشاطها مع القروض الضخمة المحصل عليها من طرف المؤسس الرئيسي للمجمع الذي كان يتميز بالذكاء والابتكار فأضاف إلى جانبه شركاء آخرين لم يضعوا دينارا واحدا في الأسهم بل كان المطلوب منهم توسيع أسواق الشركة وإدارة الشركة وتكوين لوبيهات قوية في وجه البنوك العمومية قصد تحصيل القروض اللازمة لإنجاح المجمع.
غير أن الأمور لم تمش وفق الخطة المسطرة وسرعان ما بدأت المؤسسات تتهاوى بعد أن تحصلت على خط قرض بلغ 800 مليار سنتيم في ظرف خمس سنوات. وكانت أكثر القروض تذهب في البذخ وبناء الفيلات الفخمة والسيارات وغير ذلك. وبلغ بالمجمع أن وصل إلى درجة عدم القدرة على توفير أجرة العمال، لاسيما وأن الكثير منهم يعملون في العاصمة والمدية وحتى الصحراء.
وتأزم الوضع أكثر ولكن الملفت في القضية أن البنوك العمومية وعلى رأسها بنك التنمية لم يتوقف عن ضخ المال والقروض لصالح المجمع المفلس ويكتفي بمطالبة التسديدات بضخ قروض أخرى ويأخد منها مستحقاته. وهذا كان مدعاة للإرتياب والشك.
كانت النهاية المأساوية للقصة لما أقدم الرئيس المدير العام للمجمع على قتل نفسه شنقا في الجزائر العاصمة لما يئس من المجمع ومن شركائه بمن فيهم أحد أقربائه ومن عدم قدرته المؤكدة على النهوض بالشركة المتهاوية وعلى حتى قدرته على مواجهة البنوك. ما إن مات المؤسس حتى تكالب الشركاء على التركة مقصيين أبناء الضحية ومتقاسمين الريع المتبقي.
الخاسر الأكبر في القضية العمال الذين لم يتلقوا أجرتهم شهورا عديدة قبل إغلاق المجمع والبنوك العمومية التي تواطأت مع بعض الشركاء بمواصلة ضخ مال لشركات مفلسة ومتهاوية ولم يتضح إلا مؤخرا أن القروض التي خرجت من الخزينة لم تعد إليها ولا طريقة لاسترجاعها في يوم من الأيام...


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)