هؤلاء الرؤساء والوزراء ولدوا في تلمسان؟

يستعيد الكاتب نجيب بن لمبارك أعلام ولاية تلمسان في كتابه الذي يحمل عنوان "ذخائر حاضرة تلمسان" في جزئه الأول الصادر عن دار "القافلة" للنشر والتوزيع، ويقدم بتفاصيل أدقّ إسهام مجموعة من شخصيات الولاية التي تبوأت عبر مراحل تاريخية أعلى المناصب في الدولة في الرئاسة والوزارة بغض النظر عن شخصيات أخرى ارتبط اسمها بالمقاومة والنضال ضد الاستعمار الفرنسي.ويكشف الكاتب نجيب بن لمبارك الجزء الأول من الكتاب الذي صدر في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية من خلال ثلاثة فصول (589 صفحة) سبيل تأثير عديد الشخصيات السياسية والثقافية والرياضية والفنية بصورة إيجابية في تلمسان على مستوى جميع الأصعدة. ولم يخف الكاتب في مقدمته أنّه أراد التعريف وردّ الاعتبار لشخصيات رأت النور بجوهرة الغرب (تلمسان)، والاعتراف بعطائهم والتعريف بما أسدوه بإخلاص للوطن من خلال استعراض سيرهم الذاتية سواء الذين رحلوا أو الذين مازالوا على قدي الحياة.ولم يغفل صاحب العمل إبراز الكنوز الدفينة المنتشرة عبر تلمسان من آثار عريقة تضم المساجد، القصور والحدائق المتميزة، وكذا لنفض الغبار الذي تراكم عليها عبر العصور بالتعريف بها وإظهار مدى عراقتها وقيمتها التراثية والتاريخية.وقبل أن يتطرق المؤلف إلى الشخصيات البارزة في مدينة تلمسان، يستعيد سرد تاريخ المدينة بدءا من العهد الروماني وفترة الفتح الإسلامي وفترة حكم الدولة الإدريسية لتلمسان وفترة تبعيتها للدولة المرابطية، وكذا فترة تاريخ بناء "الجامع الكبير"، ودخول المدينة في العهد الموحدي... وغيرها من المحطات التي توقف فيها عند احتلال القوات الفرنسية للمدينة في ال5 فيفري 1842م.ومن الشخصيات التي ولدت في تلمسان وذكرها في عمله "ذخائر حاضرة تلمسان" بإماطة اللثام عن تاريخها وإنجازاتها تجاه الجزائر هناك شخصيات ثورية وسياسية مثلها رؤساء حكومة ووزراء منهم الرئيس الراحل أحمد بن بلّة المولود بمدينة مغنية، عبد الرزاق شنتوف، الحكيم بن عودة زرجب، بعوش محمد "سي الطاهر"، السائح الميسوم، محمد خميستي، جمال ولد عباس، أبو بكر بلقايد، سيد احمد غزالي، طاهر زرهوني، بغلي جلول، نورالدين يزيد زرهوني، مراد بن اشنهو، حميد طمار، عبد القادر مساهل، غوتي مكامشة، ربيعة مشرنن، الطيب بلعيز، عمار تو، عبد القادر بن صالح، وأسماء أخرى أبرزها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.واعتمد نجيب بن لمبارك في إعداد العمل على تقديم صور أرشيفية لهذه الشخصيات، كما لم يغفل سرد عديد المحطات التاريخية التي ارتبطت بالجزائر لاسيما ضد الاستعمار الفرنسي والمقاومات الشعبية منها مقاومة الأمير عبد القادر، فضلا عن المعاهدات التي وقعت مع فرنسا الاستعمارية كمعاهدة "تافنة" بين الأمير عبد القادر والجنرال توماس وبيجو.