الجزائر

هؤلاء الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا..



هؤلاء الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا..
خطيب المسجد الحرام:
هؤلاء الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا..
أوصى إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني المسلمين بتقوى الله عز وجل والإمساك بالعروة الوثقى والرغبة فيما عند الله لأن ما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا.
وقال الجهني في خطبة الجمعة التي ألقاها  في المسجد الحرام: ما أحوج المسلمين في هذا الزمن المملوء بالفتن والإحن والمحن المملوء بالحقد والضغائن المحفوف بالعقوبات والأخطار ما أحوجهم إلى تقوية الصلة بالله للتغلب على عوامل الفساد ودعاة الهلاك وإن أقوى الصلات بالله عزوجل وأقربها إليه هي الصلاة فالصلاة قوة لها نفوذ تنفذ إلى أعماق النفس وإلى أحاسيس الضمير تطهر من الخبائث والفواحش يستعين بها المسلم على نفسه وشهواته وشيطانه وهي وسيلة من وسائل الشكر لله سبحانه وتعالى على ما أنعم على العبد من نعم لا تعد ولا تحصى مؤكداً أن الواجب على العبد المسلم أن يظهر للإله المنعم المتفضل الخضوع والعبودية بأداء الصلاة التي فرضها عليه تعبيراً عن شكر الله تعالى وإقراراً بربوبيته واعترافاً بفضله ونعمه.
*عماد الدين
وأضاف الجهني: إن الصلاة هي عماد الدين الأرفع وإن من حافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع قال تعالى: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين﴾ وقال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وأنها بعد الشهادتين أعظم أركان الدين اعتباراً وثبوتاً فيما عند الله فما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون لافتا النظر إلى أن الله تعالى كرر ذكر الصلاة في القرآن الكريم معرفاً بالألف واللام سبعاً وستين مرة في ثمان وعشرين سورة تارة يأمر بإقامتها وأدائها في أوقاتها المختصة بها على أكمل وصف مستشهداً بقوله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) وتارة يمدح فاعلها ويثني عليه وما يناله من الأجر والثواب وتارة يذم تاركها ويبين عقوبته.
وبيّن الجهني أن كل واحد مطالب بفعلها حتى في المرض والخوف فالمسلم يؤديها متطهراً من الأحداث والأقذار مستور العورة بما يحجبها عن الأبصار مستقبل القبلة حيثما كان مخلص النية عند الإحرام بها للعظيم الشأن محافظاً على ما لها من الأركان في قراءة وركوع وسجود وقعود واعتدال واطمئنان لا ينقرها نقر الغراب ولا يترك ما لها من السنن والآداب مؤكداً أن الصلاة صلة للعبد برب الأرباب وهي أول ما يُسأل عنه العبد في عمله يوم يقوم الحساب داعياً إلى تقوى الله وإحسان الصلاة ليحسن الله أحوالهم.
وأوصى الدكتور عبدالله عواد الجهني المسلمين قائلاً لهم: اطمئنوا في الركوع والسجود والاعتدال بعد ركوعكم وبين السجدتين في القعود فإن الإخلال بالطمأنينة مبطل للصلاة قطعاً والمصلي بغير اطمئنان وسكون في الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ألا وإن روح الصلاة الخشوع والخضوع وعمادها تدبر القراءة في القيام وتدبر التسبيح في السجود والركوع موضحاً أنه لعظم شأن الصلاة فإنها لا تسقط عن العاقل البالغ بحال ولا تترك إلى الكفاءة والإبدال ولا تجزئ فيها النيابة ولا عذر للمكلف في تركها ولو في حالة القتال مبيناً أن المحافظ على الصلاة في الجماعة يُشهد له بالإيمان ومن ترك فعلها جماعة في بدو أو قرية فقد استحوذ عليه الشيطان.
وطالب الجهني عباد الله بأن يأمروا أولادهم وأهليهم بأدائها والمحافظة عليها لإنهم عنهم مسؤولون وأن يعدوا زاداً كافياً ليوم البعث والنشور وأن لا يغتروا بالحياة الدنيا ولا يغرنهم بالله الغرور.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)