الجزائر

هُم ونَحنُ...



في شهر الشهداء، مارس، تسقط كل الشعارات، أمام من قدّموا أنفسهم فداء الجزائر، لتستعيد وهي كذلك عنفوانها وهيبتها، رغم هزات وانتكاسات سببها ارتجال البعض وتهور آخرين وأنانية كثيرين.ماذا لو يلتزم كل مواطن، مهما كان مركزه، بالعمل بإخلاص وتفان طيلة عام، واضعا كل أشكال الفساد من سرقة للمال العام وأوقات العمل وتسيب وغش و»طول اللسان»، حينها بالتأكيد سوف يتغير المشهد ويقطف الجميع ثمار شجرة الاستقرار، رمز الوفاء لمن تخلوا عن كل ما يتصارع حوله قوم اليوم.
حقيقة تقشعّر النفوس لما ترى بن مهيدي، بابتسامته وهو يسير بثبات إلى مذبحة جلاديه، عميروش وسي الحواس، وهما يخوضان بضراوة مع إخوانهم المجاهدين معركة الشرف، بومنجل وهو يتصدى بلسانه للقتلة من جنرالات الاحتلال الفرنسي، بالمقابل ترى اليوم من يفسد في أرض الشهداء، يسرق ويخرب ويجمع ثروات على حساب قوت البسطاء وينشر أراجيف لتثبيط عزيمة المواطن، شتان بين هؤلاء وأولئك.
البلاد تحتاج إلى لحظة صدق على كل المستويات، تعطي نفسا للنهوض من وضع لا يستوي بالنظر للموارد والإمكانيات، على الأقل إلى لحظة صمت، ليترُكوا من يحمل على عاتقه مهمة البناء مواصلة المسيرة المضنية، حتى لا تتعثر، في زمن بقي فيه خيط رفيع يربط بالقيم الصحيحة، ينبغي الحفاظ عليه للوصول إلى بر الأمان.
الحلقة المتينة التي تضمن العبور تحملها ثلاثية الصدق والعمل والقناعة، يأخذ الفرد ما له ويترك ما ليس له، أكثر من هذا جعل الدفاع عن المال العام معركة شرف، كما قام به الخلف الصالح.
صحيح، الأمر يبدو مثاليا، لكنه يبقى المخرج ولنتصور كيف يكون الوضع لو كل فرد يقوم بحراك على مستواه، يغيّر سيرته، يطور سلوكاته، يلتزم بالقانون ويعمل على تغييره بالحوار، يؤدي واجبه بحب، ينبذ الفساد بكل أشكاله.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)