ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن ليبيا لا يمكن أن تكون نموذجًا مماثلًا للحالة المصرية، وأن الخطوة التي أقدم عليها أحد قادة جيشها لا يمكن أن تحاكي تلك التي أقدمت عليها المؤسسة العسكرية المصرية، نظرًا لضعف الجيش الليبي عن المصري.وأشارت إلى ما جاء على لسان كبار المسؤولين الليبيين، ففيما اعتبر رئيس الوزراء الليبي على زيدان أن ما يراه البعض انقلابًا هو بالفعل أمر «مثير للسخرية»، رأى المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، أن فكرة الانقلاب «كاذبة»، ذلك أن الجيش لم يبادر بأي تحركات عسكرية، ولم تخرج دبابة واحدة إلى الشارع.وعلقت أن محاولة ليبيا محاكاة السيناريو المصري تكشف عن حدود النموذج المصري، كونه لا يتسع لمحاكاة الآخرين له.وأوضحت أن الجيش الليبي لا يتصف بالتماسك أو الترابط الذي يتصف به الجيش المصري، بما يمكنه من فعل المثل، وأن الجيش الليبي ظل يعاني هذا الضعف حتى أثناء حكم العقيد معمر القذافي، وأن حالة من التفكك والانقسام ضربته من قبل الإطاحة بالعقيد «القذافي».وأضافت أن الحكومة الليبيبة حاولت خلال المرحلة الانتقالية أن تؤسس لجيش قوي، أو قوة أمنية وطنية، يمكنها التصدي للميليشيات المسلحة التي تهدد الأمن الداخلي، ولكن بلا جدوى.وأشارت إلى أن الفائدة الوحيدة التي عادت على ليبيا من حالة الفوضى التي ضربتها بعد «القذافي» هو تحقق نوع من توازن القوى بين القوى المتصارعة داخليًأ، بحيث لا يمكن لقائد وحيد، أو مؤسسة منفردة أن تعلن انقلابًا أو أن تملي «خارطة طريق»، معلقًة «ولكن تلك المعطيات جميعها لم تمنع الواء خليفة حفتر، من المحاولة».وأشارت إلى التشابه الواضح بين النبرة التي أعلن بها عن «الشروع في رسم خارطة طريق جديدة» وتلك الخاصة بالمشير السيسي في المشهد المصري الموازي، حتي بدت وكأنها «ترديدًا لصوته».وأوضحت «نيويورك تايمز» أن «حفتر» ظل يؤدي خدمته العسكرية كأحد كبار ضباط الجيش في عهد «القذافي» إلى أن اختلف معه منذ أكثر من عقدين بسبب الحرب الفاشلة التي خاضتها ليبيا مع التشاد، وبعدها نُفي إلى ولاية فيرجينيا الشمالية، وعاد مرة أخرى إلى ليبيا في 2011 للمشاركة في الثورة ضد العقيد «القذافي».ولفتت إلى ما أشيع عنه، بخصوص اختياره لقيادة التحرك العسكري ضد الحكومة، برغم أن «حفتر» لم يرق إلى رتبة عسكرية رفيعة داخل الجيش، كوزير دفاع على سبيل المثال، أو رئيس أركان.وأضافت أن بعض التقارير التي صدرت، الجمعة، أشارت إلى تقاعده من الخدمة، رغم عدم وجود اختلافات واضحة للتمييز بين الأفراد الفاعلين وغير الفاعلين داخل القوات المسلحة الليبية غير محكمة التنظيم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/02/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : البلاد أون لاين
المصدر : www.elbilad.net