الجزائر

نيو بوك محمد الميلي يكتب ”ذكريات زمن البراءة”



صدر، مؤخرا، عن دار القصبة، مؤلف جديد لمحمد الميلي، جمع فيه السفير السابق بعض شتات الماضي البعيد، واستحضر عبر ذاكرته بعض تفاصيل الزمن البعيد الممزوج بالقريب منه، مستوقفا القراء عند أهم محطات حياته التي أخطت لها مكانا في زاوية من زوايا ذاكرته.  ألم كتاب ”ذكريات زمن البراءة” بمعظم تفاصيل حياة الكاتب، خاصة ما تعلق منها بالأسرة انطلاقا من علاقته بوالده الذي طالما عامله كصديق، حيث افتتح الكاتب ذكرياته من مرحلة الطفولة مرورا بالمراهقة، مستذكرا عبر صفحات مؤلفه البالغ عددها 476 صفحة المقسمة إلى 26 قسم، أدق جزئيات المحيط الذي نشأ فيه، حيث تحدث في القسم الأول الذي عنون بـ ”السفر إلى تونس على ظهور الحمير” عن والده وما ميزه ليكون أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين، تناول الكاتب أيضا بعض تنقلاته عبر المدن على غرار ما تناوله في أقسام ”السفر باتجاه العاصمة” و”الاستقرار بأثينا” و”الرحلة إلى سيدي عيسى”،  وعن الزيارة الأولى لزوجته لمصر. كما تحدث عن أشخاص تركوا بصمة في ذاكرته  منهم الحاج نون، الحاج شور،  الحاج نصوف والحاج عيسى الحداد. وتطرق الميلي في القسم الذي عنون بـ ”الشغف بالقراءة” إلى ميولاته الأدبية واهتماماته، مشيرا إلى بعض الكتاب المفضلين لديه مثلما هو الحال مع أندري جيد، جول رومان وغيرهم بما فيها أسباب اهتمامه بتاريخ الإصلاح الديني الذي أرجعه بالدرجة الأولى إلى كون والده أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إلى جانب تحدث عن ظروف انتخابه على رأس الاليسكو، وتناول في محور ”الرأي قبل الشجاعة” عن الفكر الاستعماري ومحاولاته الدنيئة للتفرقة بين العرب والأمازيغ وكذا محاولة التشكيك في الماضي والطعن فيه والى سعي السلطات الفرنسية إلى وضع يدها على جمعية العلماء. وقارن في مدخل ”تاريخ الجزائر الحديث”  بين تاريخ الجزائر وبلدان المغرب العربي، حيث قال في هذا الصدد إن تاريخ الجزائر هو الوحيد ضمن البلدان المغاربية الذي عرف جدلا حادا في فترة الاستعمار، كما عرض متطلبات كتابة التاريخ والمصاعب التي تكتنف هذا النوع من الكتابات. وحمل الكتاب بين ثناياه بعض الصور، منها صورة لميلة سنوات العشرينات، دار الطلبة بالجزائر، معهد ابن باديس 1953-1954، إلى جانب صور للكاتب مع بعض الشخصيات وفي أماكن مختلفة منها مقر جريدة الأهرام بمصر سنة 1969، مكتب المؤلف بتونس ومكتب اتحاد الكتاب الجزائريين وغيرها.  جاء المؤلف  بأسلوب ممتع سلس يشعر القارئ وهو يتصفح محتوياته أنه يعيش أدق تفاصيل حياة الميلي، خاصة ما تعلق منها بظروف الماضي، كما زاد استعمال الكاتب لبعض المصطلحات العامية من تقريب هذا المحيط من القراء مثل ” السربيس”،”الديسير”، ”بيت العولة ”، ”أرواح، أرواح”، ”علاواش”، ”الفيلاج” وغيرها من الكلمات الشائع استعمالها في الحياة اليومية. ويبدو أن محمد الميلي وجد الأحداث التي تستدعي الكتابة عنها فكان كتاب  ”ذكريات زمن البراءة”، وهو الذي قال  ”أعتقد أن في حياتي ما يستحق التسجيل ! هل هو غرور؟ تصور خاطئ؟ لست أدري لكن متى تبدأ الأحداث التي تستحق التسجيل؟ من الصعب تحديد ذلك”.  الطاوس.ب


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)