صدر، مؤخرا، عن منشورات لزهاري لبتر، كتاب جديد للكاتب والرسام الشاب سعيد صابو، وجه من خلاله رسالة تحٍَد مطبوعة بالشجاعة إلى شريحة الشباب الطموح الذي تحذوه الإرادة في تحقيق أحلامه مهما كان نوعها، خاصة إذا تعلق هذا الحلم بموهبة الصبا. كما قدم صابو تجربة شبابية مميزة في كتابة السيناريو والرسم على الطريقة الجزائرية.المؤلف الذي تزامن صدوره وفعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ16 عنون بـ” العالمي”، وجاء في حوالي 130 صفحة، حيث صمم الكتاب على طريقة الأشرطة المرسومة وضم تشكيلة مميزة من الرسومات التي تذكر متصفحها بمشاهدة مميزة لأفلام الكارتون، يسرد الكاتب عبرها قصة الشاب أمين سالمي.. هذا الفتى صاحب الـ 18 الذي يقطن حي باب الواد الشعبي، والمولوع منذ صغره بمداعبة كرة القدم، خاصة أنه يملك موهبة مميزة في هذه اللعبة الجماهيرية، إلا أن حادث فقدان والديه إثر حادث سير مريع وهما في طريقهما إلى تسجيله في مركز للتكوين الرياضي، جعله يبتعد عن ممارسة الكرة فترة من الزمن ويدفن حلم طفولته الذي رافقه دائما رغم محاولته تجاهل الأمر، حيث يكبر أمين وهو ناقم على حبه للكرة التي كانت السبب الرئيسي في وفاة والديه، ما يخلف لديه نوعا من الإحباط واليأس. غير أن مجموعة من الأصدقاء تحاول إعادة وصل جسور المحبة بين أمين وكرة القدم التي طالما عشقها حتى الإدمان، وبعد عديد المحاولات يعود الشاب إلى ممارسة لعبته المفضلة ويطلق العنان لموهبته التي تساهم في بناء مستقبله الرياضي بخطى متواترة وبثقة عالية، ويتمكن من إمضاء أول عقد له مع فريق “مولودية الجزائر” وسنه لم تتجاوز الثامنة عشر سنة، أين يتعلم الكثير عن الكرة ويطور اهتماماته الكروية شيئا فشيئا على المستويين الفردي والجماعي. العمل الفريد من نوعه يتوجه برسائل إلى الصغار كما الكبار، حيث يقدم للشريحة الأولى مغامرة من نوع المونغا تجعلهم يتطلعون دوما لتحقيق أحلامهم مهما كان حجمها، أما بالنسبة للكبار فالعمل يعتبر تجربة سيكولوجية لفرد ينتمي لمجتمع يعرفونه جيدا هو مجتمع جزائري بكل المقاييس، حيث اعتمد صابو في تقديمه للقصة مكونات جزائرية مئة بالمئة، مركزا على ما يميز الحياة الاجتماعية الجزائرية من نمط المعيشة في الأحياء الشعبية التي تطبعها المقابلات الكروية بين الأحياء، إلى بعض الأكلات الشعبية المعروفة منها “الكسرة”، “القارنطيطا” و”المحاجب”، ناهيك عن معايير ثقافية أخرى كالأمثال الشعبية المتداولة بين أفراد المنطقة الواحدة والبلد الواحد مع اختلاف بسيط في اللكنة، وغيرها من المعايير التي تعمَد صاحب الكتاب استعمالها حفاظا منه على التقاليد الجزائرية ومميزات الهوية الوطنية.. هذه الأخيرة التي قدمها صابو الكاتب والمبدع الواعد في طبق فني جزائري إلى أبعد الحدود. الطاوس.ب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ح.م
المصدر : www.al-fadjr.com