الجزائر

نورالدين سعدي (تقني ومدرب جزائري) :



نورالدين سعدي (تقني ومدرب جزائري) :
يؤكد عميد المدربين الجزائريين، نورالدين سعدي، الذي سبق له وأن درب عدة أندية جزائرية وأجنبية وتحصل على عدة ألقاب، أن هناك عقدة من المدربين الأجانب، الذين تمنح لهم كل الإمكانيات من أجل العمل، مشيرا إلى أن هؤلاء الأجانب لم يقدموا أي شيء في أماكن أخرى حتى يتحصلوا على كل هذا الاهتمام.‏
-كتقني جزائري معروف، كيف تفسر لجوء رؤساء أندية كرة القدم إلى الاستنجاد بالمدربين الأجانب؟
* أولا، السوق حر، لكن أقول أن هناك حمى وعقدة كبيرة لدى الرؤساء من المدربين الأجانب الذين إن سجلوا ولو نتيجة إيجابية واحدة يهلل لهم كأنهم صنعوا المعجزات، وحتى الصحافة لها دورها أيضا في تمجيد هؤلاء الأجانب على حساب الجزائريين.‏
- كيف ذلك؟
* المدرب الجزائري لا يملك حتى نصف التقدير الذي يمنح للمدرب الأجنبي، فإذا سجل نتائج سلبية فستقام القيامة والكل يلومه، في حين أن الأجنبي حتى وإن سجل هذه النتائج لا يتعرض لنفس المصير، المدرب الجزائري إن خسر خمس مباريات مثلا لن يبق في الفريق، عكس الأجنبي .‏
- يعني أن المدرب الجزائري عرضة لكل الويلات؟
* بالفعل، والأدهى والأمر من كل ذلك، أنه غير محمي من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، عكس ما يحدث في العالم وحتى في ليبيا، فالجزائري يعاني الأمرين لكي يحصل على حقوقه باللجوء إلى العدالة في حال حدوث أي مشكل بينه وبين موظفه، ولحسن الحظ أن هناك عدالة في الجزائر.‏
-ألا ترى أن الاعتماد على الأجانب بهذا القدر من شأنه أن يثبط من عزيمة الجزائريين؟
* صراحة، أنا أشفق على المدربين الشبان القادمين، فيما يخصني أديت ما علي فوق الميادين ومشواري ورائي، فبصفتي عميد المدربين، لا أرى مصيرا مشرقا لهؤلاء الزملاء إن واصلنا بهذه الطريقة، أظن أنه ينبغي على جمعية المدربين التي يرأسها بسكري التفكير في هذا الموضوع، وأنا أعرف أنها لا يمكنها أن تمنع النوادي من جلب مدربين أجانب، لكن لابد من إيجاد حل.‏
-وفي رأيك، كيف يرى رؤساء الأندية ذلك، هل لأنهم لا يثقون في الكفاءات الجزائرية؟
* الكفاءات موجودة في الجزائر، وأتساءل من هم هؤلاء المدربون الأجانب الذين يستقدمونهم؟ ماذا فعلوا في بلدانهم أو في بلدان أخرى؟ هل حصلوا على ألقاب؟ هل حققوا نتائج باهرة؟ لقد حدث مثلما يحدث في جهاز الأعلام الآلي، عندما لا تحتاج إلى ملف تقوم بإلغائه وعندما تريده من جديد تبحث عنه في سلة المهملات، هذا ما يحدث مع بعض الأندية التي تلجأ إلى التعاقد مع مدربين سبق لهم وأن دربوا في الجزائر، ولم يظهروا أي شيء.‏
-ربما النتائج التي حققها المدرب الوطني حليلوزيتش مؤخرا، جعلت هؤلاء الرؤساء يفكرون في الأجانب؟
* هذا لا علاقة له بالمدرب الوطني، الذي يملك شخصية قوية ولم يأت إلى الجزائرمن أجل البحث عن العمل بطرق ملتوية، فهؤلاء المدربون الذين يجلبونهم إلى الجزائر يعانون من أزمات مالية في بلدانهم، لهذا يقبلون العمل هنا برواتب لا يقبلها المدرب الجزائري.‏
-وماذا يمكنك أن تضيف في الأخير؟
* أقول أنه لابد من إعطاء نفس إمكانيات العمل التي تعطى للمدرب الأجنبي، للمدرب الجزائري، وبعدها يمكن الحكم عن الكفاءات الجزائرية، هناك عقدة كبيرة من الأجانب، عندما كنت في مولودية الجزائر مدربا، كنت أعاني يوميا لإيجاد ملعب نتدرب فيه، وبالمناسبة أشكر رئيس رائد القبة السابق لمالي والمدرب بسكري، اللذين كانا يقدمان لنا يد المساعدة، لكن في الموسم الموالي ولدى قدوم المدرب نوزاري إلى هذا النادي، وبتواجد نفس المسيرين، قاموا بكراء حافلة وملعب ‎5‎‏ جويلية وأعادوا تهيئة غرف الملابس، والعقدة من الأجانب ليست فقط في الجزائر، ففي الإمارات التي عملت فيها كان هناك نفس الأمر، فالمدربون غير العرب هم المفضلون دائما، لهذا قررت عدم العمل ثانية هناك.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)