الجزائر

" نوارة " التي أنارت الخشبة



اختزلت الفنانة المسرحية الشابة وهيبة باعلي أول أمس خلال عرضها المونودرامي " نوارة " لجمعية الفنون الثقافية لتمنراست جملة من القضايا الاجتماعية والدلالات السياسية التي اخترقت عقل الجمهور بكل سلاسة بفضل الآداء القوي للممثلة وحركاتها التعبيرية الصعبة التي عكست احترافيتها وموهبتها على الخشبة...مسرحية " نوارة" التي عرضت في إطار الأيام المسرحية للجنوب كسرت جدار الصمت الأنثوي في المجتمع الذكوري،ونقلت مواجع المرأة وشعورها بالاحتقار وتوقها للحرية والاستقلالية . وخلال تقييمها للعرض أكدت الناقدة المسرحية و الباحثة جميلة زقاي أن عنوان المسرحية أحالها إلى عمل " نوارة بنتي " للراحل عز الدين مجوبي ، ولما بدأت المشاهد تذكرت فورا فقيد المسرح امحمد بن قطاف، من خلال عمله " فاطمة، كاشفة أن النص كان متصاعدا كرونولوجيا ، انطلاقا من رحلة الصبا عندما كانت نوارة طفلة ، مشيدة بتوظيف" الاستهلال " التراثي في المشاهد، خصوصا أغاني الأطفال أثناء اللعب على غرار " الغميضة"، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ذكاء المخرج عزوز عبد القادر الذي عوّل على طاقة وهيبة في التمثيل ، والمراهنة بمسرح فقير وبخشبة فارغة وبأكسسوارات بسيطة جدا ، جعلت الجمهور يستمتع ويضحك ويبكي ويتفاعل مع تلك المواقف، وفيما يخص السيرورة البنائية الدرامية للعرض، أوضحت الأستاذة زقاي أن الإخراج اتخذ صفة دائرية لأنه انتهى مثلما بدأ منه، حيث عاد العمل الركحي إلى أغنية الاستهلال، فكانت نوراة تبحث عن الحرية ، ومن البداية نجد دمية فوق الخشبة ، هل هي المرأة الجزائرية التي يقال أنه منحت لها كل الحقوق؟، هل تخلصت من السلطة الأبوية و الذكورية ؟، أما اللغة فكانت شعبية محلية لكنها مخضبة، بشفرات سياسية، وكأن هذه الأسرة التي تنتمي إليها " نوارة" هي الجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)